ابو ظبي / افادت صحيفة (الخليج) الاماراتية اليوم – الاحد ان وكالة انباء“اسوشيتدبرس” اجرت اتصالات مع الجهات ذات الصلة في الدول الأوروبية التي استخدمت جوازات سفرها من قبل مغتالي محمود المبحوح وتوصلت الوكالة الى الاستنتاج بأن هذه الدول، كما يبدو، ليست في عجلة من أمرها للعثور على القتلة أو بعضهم . وقالت “اسوشيتدبرس” إن هذه الدول لم تعلن صراحة أنها تجري تحقيقات، كما أنها لم تقل للوكالة صراحة أنها ليست لديها أسباب لمطاردة المطلوبين ال 26 الذين كشفت شرطة دبي أوراقهم، وأدوارهم في الجريمة . وقال خبراء ان اعتقال عملاء “إسرائيليين”، أو حتى البحث أعمق عن أدلة على تورط “إسرائيل”، أمر له كلفته السياسية . وقال فيكتور ماوير نائب مدير مركز دراسات الأمن في المعهد الاتحادي للتكنولوجيا في زيوريخ (سويسرا) “اعتقد أن من المصلحة السياسية لبعض الدول ألا تتورط الى حد قد يكون استفزازياً في هذه القضية . فدول مثل ألمانيا لديها علاقات خاصة جداً مع “إسرائيل”، وهي على ذلك غير راغبة وغير مهتمة بإجراء تحقيقات” . وقال مكتب المدعي العام السويسري “إنه ليس هناك دليل في القضية يستحق فتح تحقيق” . وكانت شرطة دبي قد كشفت ان ثمانية من المطلوبين طاروا من دبي الى زيوريخ عقب ارتكاب الجريمة . وابلغ مسؤولون هولنديون وإيطاليون “اسوشيتدبرس” أن البلدين لا يجريان أي تحقيقات حول رحلات ستة من المشتبه فيهم الى امستردام وروما . وقالت الدول الثلاث (سويسرا، هولندا وإيطاليا) إنها لم تتلق أي طلب رسمي للمساعدة من دبي، رغم أن شرطة دبي سبق ان أعلنت أنها طلبت من منظمة الشرطة الجنائية الدولية (انتربول) تعميم مذكرات اعتقال دولية بحق 11 مشتبها فيهم، الأمر الذي أعلنت المنظمة الدولية القيام به . اما فرنسا فقالت إنها تحقق فقط في “مزاعم” بشأن استخدام 3 جوازات سفر في الجريمة . وكانت شرطة دبي قد كشفت أن اثنين من المطلوبين ال 26 غادرا الى باريس في 20 يناير/كانون الثاني الماضي . وادعت السلطات الفرنسية أن هذا هو كل ما تعرفه عن هذين الشخصين اللذين اختفت الآثار التي يمكن تتبعها للوصول إليهما . وقالت ألمانيا إنها تجري تحقيقاً في إمكان أن يكون جواز سفر ألماني مزورا أو تم الحصول عليه بطريقة غير قانونية واستخدم في ارتكاب الجريمة . لكن مكتب الادعاء في فرانكفورت، التي وصلها 4 من المطلوبين عقب ارتكاب الجريمة، قال إنه لا يجري أي تحقيقات في جريمة القتل نفسها، ولا يرى أي داع لإجراء مثل هذا التحقيق لأن الجريمة لم ترتكب على الأراضي الألمانية . وقال مايكل بويل أستاذ الدراسات الاستراتيجية في جامعة سان اندرو باسكوتلاندا إن الدول الأوروبية لا تريد أو غير راغبة في اتخاذ خطوة سياسية جادة وقوية في وجه “إسرائيل”، من شأنها إثارة مسائل عويصة، أو أن يكون من شأنها تعقيد العلاقات مع “إسرائيل” . وأضاف أن الدول الأوروبية تفكر بطريقة انتهازية، فهي عندما تتحدث عن تحقيق في جوازات مزورة أو استخدام جوازات أصلية، إنما تسعى لضمان إلا يتضرر أحد مواطنيها بسبب حمله لجواز بلده. الدولة الأوروبية الوحيدة التي اتخذت خطوة متقدمة في التحقيق هي النمسا التي أعلنت عن تحقيق موسع ودقيق في استخدام بطاقات هاتف مدفوعة مسبقا نمساوية استخدمت في الجريمة ورفض المتحدث باسم وزارة الداخلية النمساوية رودولف غوليا الإفصاح عن أي شيء بشأن هذه التحقيقات، أو النتائج التي توصلت إليها، واكتفى بالقول إنه ليست هناك مؤشرات على وجود “مركز قيادة” لفريق الاغتيال في النمسا . وقال بويل “هناك درجة معينة من الاشمئزاز والغثيان الأخلاقي وسط الدول الأوروبية، لأن ما حدث جريمة قتل” . أضاف: “لكن هناك تفهم أن هذه الأنواع من العمليات الاستخبارية تنفذ، من دون الإمساك بمن فعلها، وعلى ألا تكون كلفتها السياسية عالية” وقال “أعتقد أن هذا هو ما حدث فعلاً”