ضباط إسرائيليون : حماس تتعافى بقوة..

الثلاثاء 23 ديسمبر 2025 09:01 ص / بتوقيت القدس +2GMT
ضباط إسرائيليون : حماس تتعافى بقوة..



القدس المحتلة/سما/

في اعترافات نادرة من داخل الجيش الإسرائيلي، كشف ضباط احتياط متمركزون على ما يعرف بـ"الخط الأصفر" في قطاع غزة عن حالة إحباط عميقة وانهيار في الروح القتالية.

 وقال مقدم احتياط في الجيش الإسرائيلي، كان ضمن القوة التي سيطرت على الخط الأصفر قبل أسبوعين، في تصريحات نقلتها صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية:".. نرى حماس تنظم صفوفها، تزرع المتفجرات، وتعيد بناء البنية التحتية.. لكن لا يسمح لنا بإطلاق النار إلا بعد التعرف على هوية المشتبه به بشكل قاطع، وبموافقة القيادة العليا".

وأضاف: "من المفهوم أن الجيش الإسرائيلي هو وحده من يستطيع نزع سلاح غزة، لكن في الواقع، تمت مصادرة السيطرة ونقلها إلى الأمريكيين. بدون موافقة الولايات المتحدة لا يمكن فعل أي شيء".

ويقول ضباط آخرون لصحيفة "يديعوت أحرنوت" إن الجيش الإسرائيلي يفقد السيطرة الفعلية على ما يحدث غرب الخط الأصفر، حيث يتجول عناصر من حماس بزي مدني أو سترات واقية دون خوف، وينصبون خياما ويعيدون تفعيل مؤسسات الحكم المحلي، في ظل عجز الجيش عن التدخل.

وقال رائد احتياط جديد في القطاع:"نحن نسيطر شرق الخط الأصفر، أما غربه فلا وجود عسكريا لنا. هناك، تتحرك حماس بحرية تامة. إنه وضع مقلق ومحبط".

وأشار آخر إلى أن "فرصة سياسية ذهبية تضيع"، متسائلا: "ما الذي يمنعنا الآن من دفع خطة سياسية لإنهاء حماس؟ لقد ضحينا بأكثر من 300 يوم من الحرب، وها هي حماس تتعافى. نحن ندور في مكاننا، ولا أحد يفهم لماذا ننتظر".

وفي ظل هذا الغموض القيادي، كشف الجيش الإسرائيلي عن حادثة قصف مدرسة في حي درج (شمال غزة) يوم الجمعة، أسفرت عن مقتل 3 أطفال، بعد أن أطلقت قوة إسرائيلية نارها دون الحصول على الموافقة المطلوبة من رئيس الأركان، لأن الهدف كان "حساسا".

وجاء في بيان الجيش: "يجري التحقيق في الحادث، ونعبر عن أسفنا لأي أذى يلحق بالأبرياء".

لكن التحقيقات الأولية تظهر أن القوة ادعت رصد "أهداف مشبوهة"، في وقت تؤكد مصادر محلية أن المبنى كان يضم عائلات مشردة، وأن القصف أدى إلى احتراق بعض السكان أحياء تحت الأنقاض.

وبحسب الضباط، فإن القرار لم يعد في تل أبيب، بل في البيت الأبيض:"الجيش وحده قادر على نزع سلاح غزة، لكنه الآن مجرد أداة تنفيذية بانتظار الضوء الأخضر الأمريكي".

ويخشى هؤلاء أن تمر "الفرصة التاريخية" دون استغلالها، ليجد الجيش نفسه بعد أشهر أمام حماس أقوى، أكثر تنظيما، ومدعومة ببنية تحتية مالية جديدة، كل ذلك تحت سمع وبصر جنوده، الذين يمنعون من التصرف حتى لو رأوا العدو أمام أعينهم.

وبينما يتحدث الجيش الإسرائيلي عن "الانتصار"، تعيد المقاومة بناء نفسها، وتجسد على الأرض أن "الاحتلال، مهما بلغت قوته، يبقى أسير سياسات خارجية لا تخدم إلا مصالحه الآنية، لا مستقبله الاستراتيجي".

"بدون موافقة الولايات المتحدة.. لا يمكن فعل أي شيء".. هكذا يعترف جنود الجيش الإسرائيلي أنهم لا يسيطرون حتى على قراراتهم في ساحة المعركة، فيما "طوفان الأقصى" يواصل صنع تداعياته السياسية، من غزة إلى واشنطن.

المصدر: يديعوت أحرنوت