بطريرك القدس للاتين: ما جرى في غزة لا ولن يُنسى

الأحد 21 ديسمبر 2025 08:48 ص / بتوقيت القدس +2GMT
بطريرك القدس للاتين: ما جرى في غزة لا ولن يُنسى



القدس المحتلة/سما/

قال بطريرك القدس للاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا إن ما جرى في غزة لا ولن يُنسى، ودعا في الوقت نفسه إلى التطلع نحو المستقبل، مؤكدا الالتزام بإعادة بناء البيوت والمدارس والحياة.

عن البطريرك قوله خلال لقائه أبناء الكنيسة: "لن ننسى ما حدث، لكننا ننظر إلى الأمام. سنعيد إعمار بيوتنا ومدارسنا، وسنبني من جديد حياتنا. نحن من هنا، وسنبقى هنا. وفي هذا البحر من الدمار، نسعى لأن نكون مثالا للجميع على معنى البناء من جديد".

وأضاف: "للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب، أشعر بشيء من الراحة وأنا بينكم هنا"، متابعا: "أعرف أن الوضع صعب، وألمسه في حياة الأطفال، وفي المدرسة، وفي الأنشطة التي ما زالت مستمرة رغم كل شيء، لكن حتى في هذا الظلام تبقى شعلة أمل حاضرة".

وتابع أن غزة ليست وحدها، مشيرا إلى أن "الكنائس والمؤسسات والمسيحيين في مختلف أنحاء العالم متحدون مع أهلها"، وقال: "لقد أظهرتم خلال الحرب، وأكثر وضوحا اليوم، ماذا يعني أن يبقى الإنسان قويا في إيمانه. قدمتم شهادة حية على الصمود والإيمان والرجاء، وصلت إلى العالم كله".

وأمس الجمعة، وصل البطريرك بيتسابالا إلى مدينة غزة، برفقة النائب البطريركي العام المطران وليم شوملي، ووفد من البطريركية اللاتينية في القدس، في الزيارة الرعوية الميلادية السنوية إلى كنيسة العائلة المقدسة في المدينة، قبيل عيد الميلاد المجيد حسب التقويم الغربي.

وللعام الثالث على التوالي، يحل عيد الميلاد المجيد على قطاع غزة، في ظل تواصل الحصار والعدوان الإسرائيلي الذي خلّف دمارا واسعا ومعاناة غير مسبوقة.

وقالت البطريركية اللاتينية -في بيان- إن البطريرك سيتفقد خلال زيارته -التي تستمر 3 أيام- الأوضاع الحالية للرعية، بما في ذلك الجهود الإنسانية والإغاثية ومبادرات إعادة التأهيل القائمة حاليا والتطلعات المستقبلية. كما سيلتقي رجال الدين المحليين وأبناء الرعية لتلقي إيضاحات حول احتياجات المجتمع والمبادرات الجارية لدعمهم. وسيترأس البطريرك غدا الأحد قداس عيد الميلاد المجيد في كنيسة العائلة المقدسة.

وأضافت: "تشكّل هذه الزيارة بداية احتفالات عيد الميلاد في مجتمع عاش، ولا يزال يعيش، أوقاتا عصيبة. وتعيد هذه الزيارة تأكيد الروابط الأصيلة بين رعية العائلة المقدسة في غزة وأبرشية القدس، وتعبر عن التزام البطريركية اللاتينية الدائم بمرافقة المؤمنين في صلاتها وتضامنها وإحياء الأمل".

وتشير المعطيات إلى أن عدد المواطنين المسيحيين في قطاع غزة تقلص إلى نحو 700 مواطن خلال حرب الإبادة، بعد أن كان عددهم يصل إلى نحو 1100 مواطن قبل بداية الحرب. واضطر عديد منهم إلى النزوح من منازلهم إلى كنيسة العائلة المقدسة للاتين وكنيسة القديس بورفيريوس للروم الأرثوذكس والكنيسة المعمدانية داخل مستشفى الأهلي العربي في مدينة غزة، غير أن الاحتلال الإسرائيلي استهدف أيضا بالقصف والتدمير الكنائس الثلاث، مما أدى إلى استشهاد وإصابة عدد من النازحين.

وتعرضت كنيسة العائلة المقدسة لعدة اعتداءات إسرائيلية خلال الحرب الأخيرة، مما أدى إلى أضرار جسيمة في المبنى. ففي 17 يوليو/تموز 2025، استشهد 3 مواطنين وأصيب 7 آخرون بجروح، بينهم راعي الكنيسة الأب غابرييل رومانيللي، في قصف الاحتلال كنيسة العائلة المقدسة، الذي خلّف أضرارا بمبنى الكنيسة.

ويوم 16 ديسمبر/كانون الأول 2023، استشهدت مواطنة وابنتها داخل حرم الكنيسة جراء إطلاق نار من قناص إسرائيلي، كما أصيب 7 أشخاص في أثناء محاولتهم إنقاذهما.

كما تعرضت للقصف دار المحبة والسلام التابعة للكنيسة، التي تؤوي أطفالا وكبار سن من ذوي الاحتياجات الخاصة، مما ألحق أضرارا جسيمة بها. إضافة إلى ذلك، قُصفت كنيسة القديس بورفيريوس يوم 19 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما أدى إلى استشهاد 18 شخصا، بينهم 10 من عائلة واحدة.

وتبلغ احتفالات أعياد الميلاد أوجها بقداس منتصف ليلة 24-25 ديسمبر/كانون الأول للطوائف المسيحية التي تعتمد التقويم الغربي، في حين تحتفل الطوائف التي تعتمد التقويم الشرقي في السابع من يناير/كانون الثاني المقبل.