القاهرة / شدد رئيس المؤتمر الوطني الفلسطيني الشعبي للقدس عثمان أبو غربية، اليوم، على أن الاحتلال ينفذ مخططا استعماريا هو الأخطر منذ احتلال القدس في العامين 1948، و1967، وان الوجود العربي والإسلامي بات مهددا بالفعل، مطالبا بوقفة حازمة لدعم المدينة وأهلها. وأكد أبو غربية في تصريح لوكالة ’وفا’ بعد سلسلة لقاءات لوفد مقدسي برئاسته مع المسؤولين المصريين والعرب عقدت في القاهرة والجامعة العربية على مدار الأيام الماضية، بأنه ’مطلوب تركيز جهد سياسي فلسطيني وعربي سواء في الإطار الدولي، أو الأمم المتحدة والمنظمات العالمية، أو في إطار التكامل العربي من أجل ضمان وحدة العمل ووحدة العمل للقدس’. وأضاف: ولا بد من الصعيد البرامجي، فالقدس تحتاج إلى برامج في الصحة والتعليم والإسكان، ومكافحة التخريب النوعي والقيمي للانسان، والاهتمام بالتشغيل وتقليل رقعة الفقر ونسبة البطالة بين المواطنين العرب في القدس. وأوضح أبو غربية أن نجاح برامج العمل في القدس تحتاج إلى تبني وتكامل عربي، وأن ذلك يتطلب من الأمة العربية بأطرها المختلفة سواء من الجامعة العربية أو مؤتمرات القمة، أو اللجان المختلفة أن تولي التحرك السياسي المكثف والنوعي والمختلف عن الماضي، والتحرك البرامجي وتمويل المشاريع المطلوبة. وبشأن المأمول من القمة العربية، أجاب: نحن نأمل بأن اللقاءات التي أجريناها مع مندوبي الدول الشقيقة في الجامعة العربية ومع السيد عمرو موسى والمشاورات مع عدد من المسؤولين في مصر، تنعكس على القمة العربية وقراراتها. وأشار إلى أن التصعيد الإسرائيلي الخطير بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية وبحق الإنسان العربي، والتراث العربي-الإسلامي في القدس، يتطلب من القمة العربية إتخاذ قرارات وإيجاد آليات قومية تتكامل من الآليات الوطنية تكون كفيلة بتنفيذ قرارات الدعم على الأرض، لا أن تبقى حبرا على ورق. واعتبر أن الإجراءات الإسرائيلية الخطيرة في الضفة الغربية وبخاصة في القدس لا تشكل خطرا على أبناء الشعب الفلسطيني فقط، بل أن الموضوع له صلة مباشرة بالأمن القومي العربي. وبخصوص الدعم الأوروبي للمشاريع في القدس المحتلة، أكد أبو غربية أنه يقتصر على الدور الثقافي، وأن الأوروبيين يتعاملون بحذر عند تقديم هذا الدعم نظرا لطبيعة العلاقات مع إسرائيل، ما يعتبر بالنهاية دعما تكميليا، ما يتطلب من الأمة العربية بأن تقدم الدعم الرئيسي للحفاظ على القدس ومؤسساتها ومقدساتها ودعم أهلها، ضحايا السياسية العنصرية الإسرائيلية. وتطرق إلى المضايقات الإسرائيلية الكبيرة بحق التجار المقدسيين من خلال فرض الضرائب الباهظة، مضيفا: هذا يترافق مع ارتفاع تكاليف البضائع، وللأسف عدد كبير من تجار البلدة القديمة من القدس يخسرون، ولا يغلقون محلاتهم خوفا من سيطرة المستوطنين عليها، لكن المنطق يؤكد بأن صبرهم لن يدوم إلى الأبد ما يتطلب تقديم الدعم المادي لهم لتثبيت وجودهم. وقال: بشكل عام الوضع في القدس نتيجة الحملة غير المسبوقة على المقدسات والإنسان والمؤسسات العربية، هو أصعب مما نراه بأسوأ كوابيسنا، وإن استمر الوضع على حاله دون تدخل جاد وسريع من الأمة والمجتمع الدولي سنخسر القدس ونبكيها. وتابع أبو غربية: وحتى لا نبكي على ضياع القدس، مطلوب منا كأمة عربية وإسلامية توفير كل عوامل الدعم والصمود بعيدا عن الوسائل التقليدية، والدعم الذي نسمع عنه في المؤتمرات والقمم ووسائل الإعلام ولا يصل معظمه إلى المدينة.