خبر : الدروس الخصوصية في غزة ... شراء العلم بالمال

السبت 27 فبراير 2010 11:24 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الدروس الخصوصية  في غزة ... شراء العلم بالمال



غزة / سما / ابتسام مهدي / يذهب أطفالنا إلي المدرسة من اجل التعليم والتحصيل الدراسي ولمحوا الأمية وعند بداية العام دراسي تبدأ بالظهور إلى السطح ظاهرة الدروس الخصوصية المراد به هنا هو الدرس الذي يتلقاه الطالب من مدرس في بيته أو مركز تعليم أو جمعية مقابل أن يدفع أجره  من المال , وهو نفس الدرس الذي تعلمه الطالب في المدرسة.   والجميع يعلم أن القانون التربية والتعليم يرفض الدروس الخصوصية وان لم يصدر ليومنا هذا قرار ملزم لأساتذة المدارس في فلسطين بمنع أعطاء الدروس الخصوصية , إلا أن هذه الظاهرة بدأت بالتفاقم وتحولت إلى تجارة مربحة لبعض الأساتذة ولا شك أننا نري أن التدريس الخصوصي أصبح من أهم الظواهر في مجتمعنا العربي عامة وليس فقط فلسطين بعد انتشارها وبشكل لافت للنظر في السنوات الأخيرة.   لكن لا نستطيع أن نظلم الدرس الخصوصي فكما انه يستنزف جزء من دخل الأسرة حيث في أخر إحصائية تستغل 40 % من مدخول الأسرة المادي  إلي أنها تعتبر ظاهرة  صحية تحقق النجاح الأكيد للطالب والذي لا يستطيع تحقيقه بالاعتماد على المدرسة فقط لهبوط المستوى العام للمدرسة فضلا للعدد الكبير من الطلاب في الفصل الدراسي والتي تمنع الطالب من فهم المواد ومشاركة الأستاذة  .   كما يرى البعض الآخر أن هذه الظاهرة غدت ترف مضر للطلاب وعائلاتهم و من جهة والأساتذة من جهة أخرى فهي تضيع وقت الطالب وتشتت ذهنه ويكون جل اهتمامه بالمادة التي يتلقاها خلال الدرس الخصوصي فقط ولا تجعله يركز في الفصل الدراسي لوجود البديل كما تجعل بعض المدرسين لا يوصل شرح المادة بشكل جيد للطلبة في المدرسة لإجبارهم اخذ دروس خصوصية لديه لضمان نجاحهم .   الدروس الخصوصي ما بين الايجابيات والسلبيات حدثتنا أسماء وهي مديرة لأحدي مؤسسات التقوية في التعليم في خان يونس " الدروس الخصوصية تحمل جانبان جانب سلبي وأخر ايجابي حيث يجب أن نحدد ما هو الهدف من أعطاء الدروس ,فنحن تسعي من الدروس الخصوصي إلي تطوير مستوى الطالب ، لأن الطلاب على اختلاف وتفاوت في المستوى العلمي من طالب لآخر ، فهناك طالب لا يستطيع أن يفهم خلال شرح الدرس مرة أو مرتين فمثل هذا الطالب يلجأ إلى الدخول في دورات أو دروس خصوصية للتقوية حتى يستطيع استيعاب المواد نعتبرها جانب ايجابي بشرط أن لا يكون المعلم الذي يعطي الدرس الخصوصي هو نفسه من يعطيه في المدرسة حتى لا يزاوغ المدرس في أعطائه العلامات . وأكدت : أن وجود عدد قليل من الطلاب في الصف الدراسي الواحد حيث لا يتعدي 15 طالبا يساعد الطالب علي استيعاب الدرس المعطي له بخلاف صفوف المدارس كما أن اغلب المعلمين يصبون جل اهتمامهم إلي إنهاء المنهج التعليمي بغض النظر هل استوعب الطلاب المادة الدراسية أو لا ,كما يوجد بعض المعلمين ليس لديهم القدرة علي توصيل المعلومة ,هنا نجد أهمية الدروس الخصوصي . وأضافت :أما الناحية السلبية هي أن يكون الطلب من المتميزين ولدية قدرة كبيرة علي استيعاب المعلومات ويقوم الأهل بإعطائهم دروس خصوصي هنا يتشتت الطالب لأنه كذلك مجبرو في البيت علي الدراسة وهنا يكون انعكاس سلبي علي الطالب ,كما يوجد بعض العائلات تريد فقط التخلص من أبنائها ولذلك فهي ترسلهم إلي مدارس التقوية . وتابعت حديثها :كما نجد أن بعض الأهل يرسلون أولادهم فقط لان أقربائهم يرسلون أولادهم لأخذ دروس خصوصي هنا نجد المشكلة الحقيقية في الدروس الخصوصية أنها أصبحت في بعض الأحيان فقط مظاهر "برستيج " وتفاخر بين العائلات وليس لغرض رفع مستوى أولادهم ".   استفادة مادية ومنهجية يسري معلمة تعطي دروس خصوصي في احدي مراكز التقوية حدثتنا عن تجربتها " أنا لا أريد أن امدح الدروس الخصوصي لأني اعمل بها واستفيد منها من الناحية المادية بالإضافة إلي أنها تجعلني علي اطلاع مستمر بالمناهج ولا انقطع عنها لأني لم احصل علي توظيف لا في الحكومة ولا في الوكالة  ,وفي الدروس الخصوصي يوجد العديد من الايجابيات فنحن نعطي الدرس بتفاصيل أكثر ونتوسع في الأسئلة وحلولها وخاصة للطالب الضعيف والطالب المتوسط فهي ترفع من مستواه التعليمي وتحسن أدائه ,بالإضافة إلي العدد القليل في الفصل يجعل الطالب يستوعب أكث , ومعلمة الدرس الخصوصي تكون اقدر علي اكتشاف نقاط الضعف عند الطالب وتحسينها من المعلمة في المدرسة التي لا تستطيع متابعة كل طالب علي حدي . وتابعت حديثها :إلي أننا نعاني في الحصص الدروس الخصوصي هو وجود بعض الأهل الذين يرسلون أطفالهم وهم لا يحتاجون أبدا لأي دروس هولاء يسببون تشويش في الحصة وخاصة أنهم علي مستوي علي بنسبة إلي غيرهم من الطلاب الموجودين في الحصة لذلك نحاول أن نلهيهم بإعطائهم أسئلة وتمارين لتقويتهم مستقبلا ,حيث لا يمكننا أن نرفض احد في الدروس الخصوصي لأننا نسترزق منهم إلي أننا نحاول أن نجد حلول لكل المشاكل التي تواجهنا مع الطلاب , كما نواجه في نهاية العام مشاكل مع أولياء الأمور عندما يأتي لك والد طفل يعلم أن ابنه لن ينجح لأنه ضعيف جدا ونحن قدمنا كل ما نستطيع لرفع مستواه إلي انه لم ينجح يأتي لنا ويحملنا نحن المسئولية ويقول لنا "حنا كنا ندفع الكم ليش فقط لتأخذوا المال " هذه اكبر مشكلة نحن نواجهها نهاية العالم ".   أبو محمد أستاذ يعمل في وزارة التربية والتعليم وهو ليس مثبت وكذلك يعمل في احدي المؤسسات التعليمية " أنا اعمل في أعطاء الدروس الخصوصي لتحسين مستواي الاقتصادي فانا لا اعلم أذا سوف ابقي في عملي كمدرس في الوزارة أم لا ,كذلك الراتب الذي احصل علية من الوظيفة غير كافي فانا متزوج وعندي أطفال واسكن في بيت أجار لذلك اعمل بعد الدوام المدرسي , اغلب الذين أعطيهم الدروس لا يدرسون عندي في المدرسة فهم من مدارس أخري واغلبهم يعانون من ضعف في المستوي الدراسي في المادة التي أعطيها وهي اللغة الانجليزية "   الدروس الخصوصية كلها سلبيات أما أبو حسام وهو مدرس في  وزارة التربية والتعليم فكان له رأي مختلف "الدرس الخصوصي يؤدي إلي تشتت الطالب ويصبح كل يومه دراسة في دراسة مما يؤدي إلي نتائج عكسية كما أننا نجعل الطالب يعتاد عليها ويصبح غير قادر علي الدارسة لوحدة  ففي المدرسة دروس وفي البيت أيضا أين الوقت الذي يجده الطالب ليقرأ بنفسه وتمعن في كل كلمة ,لن يطور الطالب مهاراته في حل الأسئلة لوحدة أذا هناك دائما من يساعده مما يضعف الطالب . وأضاف :  كما أنها تؤدي إلي تفكك الأسرة ,اغلب أولياء الأمور اليوم متعلمين لماذا لا يجلس الأب أو الأم مع أولادهم ويتابعون أمورهم المدرسية ,لماذا يجب دائما أن نتخلى عن واجباتنا الأبوية ونحملها للغير وإذا فشل أولادنا نحملها إلي غيرنا كذلك ,أنا شخصيا ارفض أن أعطي دروس خصوصي رغم أنني مطلوب لأني أدرس مادة الرياضيات إلي أنني عند عودتي من المدرسة اشعر باني منهك وليس لدي القدرة أن أعطاء حصص جديدة لأي طالب ,لا اعلم كيف يستطيع المعلم الذي يعطي ما يقارب 5 حصص في اليوم أن يعطي حصص أخري بعد الانتهاء من الدوام الدراسي  ,بالإضافة إلي اهتمامه بأمور عائلته ,ومتابعة كذلك الدروس الخاصة بأطفاله ,أنا ارفض أن أرسل أطفالي إلي مركز لتقويتهم فانا اقدر علي إعطائهم وتدريسهم ومتابعتهم أكثر من غيري ".    أسباب إرسال الأولاد إلي مراكز التقوية أما أم هدي وهي تعمل دكتورة والتي ترسل ابنتها إلي مركز لتقوية فتقول "أنا لا أجد وقت بسبب عملي لمتابعة ابنتي هدي في الدراسة لذلك إرسالها حتى يتابعها ويشرف علي دروسها وحل واجبها احد متخصص في هذا المجال ,يصعب علي بعد أن انهي دوامي وعملي في المستشفي أن أتابع أمور أولادي الشخصية وخاصة أن لدي طفلتين صغيرتين كذلك وان أتباع دراسة هدي وان احل لها الواجب ,ولكن لا اعتمد بشكل مباشر علي المركز فانا اسألها كل يوم ماذا فعلت في المركز وماذا درست وهل حلت كل واجباتها ,كذلك في أيام الامتحانات فانا أتباع معها دراستها واسألها بعض الأسئلة لأتأكد أنها مستعدة للامتحان .أنا لا أجد أني اقصر مع هدي ولكن ظروفي لا تسمح لي أن أقدم أكثر من هذا "   و تقول أم سيف أن ابنها لا يستطيع فهم دروسه وذلك لازدحام الطلاب داخل الصف فيصل العدد في بعض الأحيان إلى أكثر من أربعين طالبا مما يحول دون استيعاب المادة ويتعذر أيضا على الأستاذ شرح المادة بشكل يصل إلى ذهن الطالب مع وجود هذا العدد ,لذلك أرسل أولادي إلي مراكز التقوية  .   أم رائد تقول لنا  " الدروس الخصوصي أصبحت منتشرة وشيء عادي في كل مكان ,أنا أرسل ابني رائد إلي مركز لتقوية لأني ابني ضعيف في بعض المواد وحاولت كثيرا أن ادرسه وان اشرح له إلي إنني لم أكمل تعلمي وكل سنة كانت تصعب علي بعض المواد لذلك قررت أن أرسله إلي مركز لتقوية في المواد الضعيف فيها حتى يتقوي لأنني أريده أن يصل إلي توجيهي وليس لدية أي صعوبات في أي من المواد لو أنني استطيع أن ادرس ابني دروسه لكنت درسته ووفرت حق الدروس الخصوصي ولكن سأدفع مالي حتى ينجح ويصل إلي اعلي المستويات "