لندن ضمن جهودها بالدفع من اجل تعديل قانون يسمح لاي مواطن بريطاني التقدم للمحاكم والطلب منها استصدار امر قضائي بالقاء القبض على مسؤولين او اشخاص متهمين بارتكاب جرائم حرب، صعد مسؤولون يهود في بريطانيا من حملتهم لدفع الحكومة البريطانية لاقرار التعديل وسط احاديث مصادر يهودية عن تدخل شخصي من رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون من اجل التعجيل بالتعديل وفك الخلاف حوله.فقد اشارت صحيفة ’جويش كرونيكل’ في عددها الصادر يوم الجمعة الى ان مصادرها تتفهم من ان براون مصر على الدفع اماما بالتعديل قبل الانتخابات التي ستتم في شهر حزيران (يونيو).وتحول موضوع التعديل لقضية محورية لاسرائيل ومؤيديها بسبب عدم قدرة عدد من قادة اسرائيل على زيارة بريطانيا، خاصة ممن تورطوا بجرائم حرب وخططوا وشاركوا في الهجوم على غزة نهاية في عملية (الرصاص المصبوب) نهاية عام 2008 وبداية 2009. وكان وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند قد وعد بتعديل القانون في كانون الاول (ديسمبر) بعد ان اصدر قاض قرار بالقاء القبض على وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني. ولكن وعد ميليباند واجه تحفظات من وزير العدل جاك سترو الذي يرى ان التعديل الجديد سيؤدي الى اضرار غير محسوبة داخل حزب العمال الذي يعارض قطاع منه التعديل او قانون جديد وفي داخل الاقلية المسلمة التي يحتاج العمال لاصوات ابنائها في الانتخابات القادمة، خاصة وان عددهم يزيد عن مليون ونصف المليون. وفي الوقت الذي وعد فيه حزب المحافظين المعارض دعم القانون حالة قدمته الحكومة لكن الاخير ة تخشى من حدوث احتجاج من نوابها في البرلمان. وتم تنظيم عريضة من النواب لمعارضة اي تشريع ووقعها حتى الان 134 نائبا. ويدعم المجلس الاسلامي البريطاني ’ام سي بي’ وامنستي انترناشونال - منظمة العفو الدولية اي تعديل على المبدأ القانوني هذا حيث يرون ان اي توجه لتضييق سلطاته سيحرم بريطانيا من فرصة ملاحقة المطلوبين من محكمة جرائم الحرب الدولية. وتقول الصحيفة ان براون دعم موقف ليفني ولكنه لم يجعل من موضوع زيارتها او القانون الذي يمنعها من الزيارة اولوية. وبحسب الصحيفة اليهودية فقد دعا براون الآن توم واتسون، النائب عن دائرة ويست بروميتش لتقديم النصيحة القانونية حول الموضوع.ويعتبر واتسون من مؤيدي اسرائيل وقالت الصحيفة انه تحدى سترو هذا الشهر داخل قاعة البرلمان. وزعم النائب ان عدم قدرة المسؤولين الاسرائيليين زيارة بريطانيا سيترك تأثيرا على العملية السلمية. وتقوم الجهات اليهودية الاخرى مثل مجلس الممثلين اليهود ومجلس القيادة اليهودية بضغوطها من جهة حيث عبر عدد من مسؤوليها عن احباطهم من تأخر اعلان الحكومة عن القانون الجديد.وقامت الجهتان باصدار بيان شديد اللهجة بعد لقاء لهما مع سترو، وجاء فيه ان الاخير كرر التزام الحكومة بالتوصل لحل ولكنه لم يكن قادرا على تقديم اي تعهد من ان حلا للمشكلة سيتم قبل الانتخابات العامة.وترى جهات يهودية ان وراء اصدار قرار لمنع ليفني من الزيارة جهات اسلامية مؤيدة لفلسطين وبدأت اسرائيل وممثلوها في لندن حملة من اجل الهجوم على النشاط الاسلامي والفلسطيني في بريطانيا، واخذت تصور لندن بانها مركز نشاط حماس تماما كما تم تقديم العاصمة البريطانية بانها ’لندستان’ الجماعات الاسلامية.وضمن هذه الهجمة اهتمت الصحيفة بالتقرير الذي اصدره مركز اسرائيلي في القدس لمسائل الامن والارهاب والذي وصفت معلوماته بالصادمـــة والمثيرة للقلق. والتقرير اعده مركز المعلومات حول الارهاب والامن وهو التقرير الذي صور لندن بانها مركز دعاية حماس ونشاطاتها في اوروبا.وحدد التقرير لندن بانها مركز استراتيجي للحركة، وذكر العديد من اسماء العاملين فيها، ولم تذكر الصحيفة اليهودية اي اسم من المنظمات او الاسماء التي اوردها التقرير خشية تعرضها للدعاوى القضائية. وحذرت الصحيفة بناء على ما ورد في التقرير من ان تحول لندن لمركز سياسي ودعائي ونشاط قانوني للحــركة يمثل تهديدا لما اسمتها تقاليد ’التسامح البريطانية’ وهي القوانين التي يستغلها المؤيدون للفلسطينيين وحماس لتطوير بنية ذات قدرة عالية اعلامية الطابع. ووجه التقرير اتهاما لحماس بكونها الطرف الذي يقف وراء اصدار بيان القاء القبض على ليفني. ولكون لندن مركز الاعلام الناطق بالعربية فقد ساهمت بنشر رسالة حماس في كل انحاء العالم. ويشير التقرير الاسرائيلي الى مجلة الكترونية موجهة للاطفال تصدرها جماعة مرتبطة او متعاطفة مع حماس وحملت اعداد منها صورا للاطفال وهم بزي عسكري.ونقلت عن نائبة من حركة اصدقاء اسرائيل داخل حزب العمال انها قامت بفتح الموضوع حول المجلة مع وزارة الداخلية هذا العام. ونقل عن النائب العمالي دينيس ماكشين قوله ان التقرير يظهر كيف تقوم حماس بنشر دعايتها الكارهة لليهود في بريطانيا وكذا الشرق الاوسط. وذهب البعض بعيدا في رد فعلهم حيث اتهموا جزءا من المؤسسة البريطانية الحاكمة والمثقفين ومحرري الصحف الذين قالت انهم يرضون بالطريقة التي يربى عليها الاولاد لكره اليهود. واشار التقرير الى مجلة اخرى تصدر من لندن وتقوم بنشر الكراهية والاحتفال بالجهاديين من حماس والى قناة تلفزيونية قال انها تعبر عن فكر الاخوان المسلمين. كما تحدث عن تعاطف الجمعيات المسلمة البريطانية مع حماس وان قادتها يقومون بالدفاع عن حماس.كما اشار التقرير الى جمعيات خيرية تقوم بتحويل الاموال الى بنية حماس السياسية.وكان المركز لمعلومات الارهاب والامن قد انشأه عام 2001 العـــقيد السابق في الجيش الاسرائيلي روفين ارليتش.ونقلت الصحيفة اليهودية عن نائب مدير المركز يورام كاهاتو قوله ان ’الضمير البريطاني المعذب في مرحلة ما بعد الاستعمار هو السبب’ مشيرا الى ان المجتمع البريطاني هو تعددي عادة ولكن لم يكن احد يعرف ان مؤيدي حماس سيستغلون الوضع