خبر : رئيس مجلس الامن القومي السابق "ايلاند يقترح" منح الفلسطينيين جنسيتي مصر والاردن ..حرب كلمات بين اسرائيل والفلسطينيين حول "حل الدولتين

الخميس 25 فبراير 2010 03:22 م / بتوقيت القدس +2GMT
رئيس مجلس الامن القومي السابق



القدس 25 فبراير شباط (رويترز) - خسرت عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين متابعيها في العالم في حين لا يزال الجانبان يتساومان حول محادثات بشان إجراء محادثات تتناول قضايا ظن العالم أنها حسمت منذ وقت طويل. وهنا على الارض في هذا الجزء من ساحل البحر المتوسط الذي تتساوى مساحته مع مساحة بلجيكا تندلع حرب كلمات حتى الان حول "حل الدولتين" والذي يحظى بتوافق وقبول في الغرب منذ تسعينات القرن الماضي. والكثير من "البدائل" الاخرى التي تناقش أحادية الجانب أو غير عملية. لكن جهود التفكير هذه جعلت العقول في المنطقة وخارجها تركز على مدى استمرار وضع قائم تسيطر فيه إسرائيل على أرض كاملة قد يفوق عدد العرب فيها عدد اليهود قريبا. وفي ظل رئيس وزراء إسرائيلي لم ينضم سوى العام الماضي فقط -وبحذر- لهدف التقسيم الذي نصت عليه اتفاقات أوسلو عام 1993 يروج الاسرائيليون لبدائل يرون أنها أفضل من إقامة دولة فلسطينية وتشمل مفهوم إسرائيل الكبرى أو دولة واحدة للعرب واليهود أو تسليم الفلسطينيين وأرضهم إلى دول عربية. ويحذر منتقدو هذه البدائل من "أنهار من الدماء" في "إسرائيل ينتشر فيها الفصل العنصري" وتصبح منبوذة في العالم إذا قتل خيار الدولتين. وقال برادلي بيرستون وهو الكاتب بصحيفة هاآرتس الليبرالية الاسرائيلية " هناك حرب أهلية حاليا من أجل روح إسرائيل." وينذر الفلسطينيون أيضا بسيناريو يصل الى حد الكارثة. ولوح الرئيس الفلسطيني محمود عباس "بحل الدولة الواحدة" -الذي يعني وجود أغلبية عربية تطالب بحقوق متساوية- ما لم يوقف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الاستيطان اليهودي للضفة الغربية وإذا رفض إقامة دولة فلسطينية. وحذر عباس الاسبوع الحالي من أن شعبه قد يتحول إلى المزيد من العنف إذا فشلت مساعيه. ومع تضاؤل الاهتمام العالمي بالقضية ربما لعدم ورود صور لاراقة دماء في الاراضي الفلسطينية أو تثاقل جهود الرئيس الامريكي باراك أوباما للحصول على موافقة الجانبين حتى على إجراء محادثات غير مباشرة بينهما فإن الاسرائيليين والفلسطينيين يراقبون الوضع بقلق ليروا ما إذا كانت عملية السلام التي انطلقت قبل 20 عاما ستعيش أم ستموت. وتشير استطلاعات الرأي بشكل عام إلى أن الاغلبية في الجانبين تفضل حل الدولتين بصورة ما. لكن قادة في الجانبين يخشون رد فعل عنيفا إذا قدموا التنازلات التي يريدها الطرف الاخر. ولهذا السبب تظهر على السطح أفكار أخرى ونشر جيورا إيلاند المستشار السابق للامن القومي الاسرائيلي ورقة قال فيها إن أوسلو في طريق مسدود بالفعل بسبب الخلافات غير القابلة للاصلاح بين الجانبين. واقترح بدلا منها إعادة رسم الحدود الاقليمية لمنح غالبية الفلسطينيين جنسيتي مصر والاردن المجاورتين. وقال إيلاند "الشروط الضرورية للتوصل إلى تسوية دائمة بين إسرائيل والفلسطينيين في المستقبل القريب غير موجودة." لكن ياسر عبد ربه وهو مفاوض فلسطيني كبير قال إن سعي إسرائيل في الوقت الحالي لإيجاد بدائل لخطة التقسيم القديمة مدفوع بتفضيل الجمود والضم التدريجي للاراضي. وأضاف أنه لا يسمع بدائل غير إبقاء الوضع الراهن والحيلولة دون إقامة أي شيء يستحق اسم دولة فلسطينية قابلة للنمو. وقال عبد ربه لرويترز إن حديث بعض الفلسطينيين عن تفضيلهم أن يكونوا مواطنين إسرائيليين أو إعلان الدولة بشكل مستقل دون انتهاء الاحتلال هو تحذير للاسرائيليين فضلا عن كونه نتيجة لحالة الإحباط. وانضم وزير الدفاع الاسرائيلي إيهود باراك وهو رئيس وزراء أسبق دخل حزب العمل بزعامته في ائتلاف نتنياهو اليميني إلى الاصوات التي تحذر الاسرائيليين من أن الفشل في تقاسم أرض إسرائيل المذكورة في التوراة مع دولة فلسطينية قد يؤدي إلى وأد الأحلام الصهيونية بديمقراطية يهودية. وأضاف أنه قريبا وبالنظر إلى معدلات المواليد بين العرب داخل إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة فإن الابقاء على دولة واحدة بين نهر الاردن والبحر سيعني أنها ستكون دولة "إما غير يهودية أو غير ديمقراطية ... دولة فصل عنصري." ولا يزال البعض يتحدث عن اتحاد ثنائي القومية على غرار البوسنة يعيش فيه 12 مليون من العرب واليهود معا في انسجام لكن كثيرين يرون هذه الفكرة خيالية. ويريد آخرون أن يحصل اليهود أو الفلسطينيون على كل الارض. لكن في الوسط بين الاتجاهين يتزايد الجدل في إسرائيل ليس حول تسليم الارض ولكن حول طريقة تسليمها فهل سيكون بعد مفاوضات مضنية مع الفلسطينيين أو بشكل أحادي الجانب كما حدث مع غزة عام 2005 . ويقول دان شيوفتان الاستاذ بجامعة حيفا إن إسرائيل يجب أن تنسى المحادثات وتترك الضفة الغربية وتبقى على الاقل خلف الجدار العازل الذي يبقي غالبية العرب خارج إسرائيل والمستوطنات اليهودية. ورفض شيوفتان اعتراضات ذهبت إلى أن انسحاب إسرائيل من غزة جعل الاسرائيليين عرضة لنيران مقاتلي حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وقال إن الانسحاب كان أفضل من الاحتلال بالنسبة للمجتمع الديمقراطي في إسرائيل. وقال "لا تعطوا العرب حق النقض بشأن ما هو ضروري بالنسبة لاسرائيل وهو فك الارتباط بشكل أحادي." ويرى منتقدون لهذا المنهج مثل يوسي بيلين وزير الخارجية الاسرائيلي الاسبق والمفاوض المخضرم أن الحلول أحادية الجانب تحرم إسرائيل من مكاسب مثل التجارة والسلام مع الدول العربية وهي مكاسب تضمنها تسوية يتم التفاوض بشأنها. لكن بيلين يتفق مع الرأي القائل إنه إذا أرادت إسرائيل ألا تصبح " دولة منبوذة" فان خيارها يتلخص في أنه "يجب أن يكون لديها حدود. توجد طريقتان لتحقيق هذا إما أن تتوصل إلى اتفاقية أو تفعل ذلك بدون اتفاقية." وأضاف أنه سيتعين على نتنياهو أو من سيخلفه في رئاسة الوزراء الاختيار بين الامرين قريبا إذا مارس الحلفاء الغربيون ضغوطا "لا تطاق" حين يرون أن اليهود أصبحوا جماعة أقلية حاكمة