خبر : اجواء انتفاضة../ مع الحاضرة اليهودية في الخليل../ الحياة في فقاعة../معاريف

الخميس 25 فبراير 2010 11:27 ص / بتوقيت القدس +2GMT
اجواء انتفاضة../ مع الحاضرة اليهودية في الخليل../ الحياة في فقاعة../معاريف



 في الوقت الذي اصطدم فيه الناس من الجانب الفلسطيني من المدينة، ولا سيما الاطفال والفتيان، بجنود الجيش الاسرائيلي، ففي القسم اليهودي من الخليل استمرت الحياة كالمعتاد. عضوا مجلس كريات أربع، اسرائيل برماسون وبانتشي غوفشتاين سمعا اصوات الانفجارات وتساءلا اذا كانت هذه الاصوات السلاح لتفريق المتظاهرين باستخدام الجيش الاسرائيلي من الجانب العربي ام ربما اطفال الحاضرة اليهودية يعدون الاغراض تمهيدا لعيد المساخر البوريم المقترب.  "من الراديو والتلفزيون نعرف ان الجيران العرب يعربدون بسبب ادخال مغارة المكفيلا (الحرم الابراهيمي) الى قائمة المواقع التراثية"، يقولان، "ولكن عندما نسعى الى الاقتراب، فان الجنود لا يسمحون لنا". نحن عشية الذكرى الـ 16 للقتل الذي ارتكبه د. باروخ غولدشتاين بحق 29 عربيا في مغارة المكفيلا، ولكن عن هذه المذبحة يكاد لا يتحدثون هنا. فقط عندما تذكر تقسيم المغارة بين العرب واليهود، والذي تم في اعقاب المذبحة احد ما في المدينة قال بتهكم: "العرب حصلوا على القسم الافضل". برماسون وغوفشتاين، سياسيان محليان، اخذانا الى جولة في المدينة ولم ينسيا ان يستدعيا الى المهمة ايضا باروخ مارزيل، الذي له تجربة غنية مع وسائل الاعلام. ومارزيل يوجه خطاه بالذات نحو قبر روت المؤابية، الموقع الذي يرغب في أن يدخل في قائمة المواقع التراثية، وثمة لهذا سبب وجيه. المكان يبدو اليوم كخربة ولمارزيل خطط كبيرة بشأنه. "سنقيم هنا مبنى فاخر ونقدم عرضا ضوء صوتي يشرح كم هو المكان المقدس هذا يعود لنا جميعا"، يقول. "في كل ما يتعلق بمغارة المكفيلا لا حاجة لنا الى الحكومة. يوجد يهود اغنياء يستجدون للتبرع كي نرممها. فقط الا يعرقلوا. الموضوع هو ان الادارة المدنية لا تسمح لذلك. العرب نظفوا قسمهم، رمموه ورتبوه، ونحن مجمدون من البرد ومبتلون من المطر". مع السنين اصبحت الحاضرة اليهودية في الخليل نوعا من الفقاعة. واذا كانت في الماضي احتكاكات ومواجهات بين اليهود والعرب على اساس يومي، فانه الان حتى لو ارادوا فانهم سيجدون صعوبة في أن يلتقوا بعربي في المنطقة. وكلما كثرت الاحداث، ومع كل عملية مضادة، فصل الطرفان الواحد عن الاخر. العرب الوحيدون الذين يمكن اللقاء بهم هنا يسيرون على الاقدام على الطريق الذي بين كريات أربع ومغارة المكفيلا، وهم ايضا مجرد اطفال في طريقهم الى المدارس.  برماسون، يروي بان السكان اليهود في المدينة جد يريدون ان يحفروا في المنطقة قبر روت وان يكتشفوا التاريخ ولكن من يخشى ذلك هم العرب. "الحفر الاثري الاخير الذي جرى في المنطقة كان في تل روميده"، يروي ويضيف: "وجدنا هناك طبقات على طبقات من التاريخ اليهودي والامر الوحيد الذي يعود الى المسلمين كان الحذاء الممزق الذي كان موضوعا على الحجارة من فوق".  داخل مغارة قبر روت يشعلون الشموع. وبدأ مارزيل يتراكض بسرعة وكأنهم الان سيبدأون بالترميم. "روت المؤابية هي أم الملكات، جدة داود الملك، وقبل كل شيء فانها يهودية"، يقول غوفشتاين وفي عينيه حماسة شبه مسيحانية. "هذا مكان نريد أن نجلب اليه كل من يجتاز عملية تهويد. من ناحيتنا جدير بان يأتي كل الثانويين الى هنا ويفهموا كيف يقبلون الاخر". مثلما يبدو المكان الان، من الصعب تخيل ثانويين من تل أبيب يوافقون على الدخول اليه، ولكن اذا كان اعلان صغير عن موقع تراثي الى جانبه ميزانية كبيرة، فلعل هذا ايضا يحصل. ولكن في حينه سيكون للعرب سبب آخر لاعمال الشغب.