خبر : مع الاحياء الفلسطينية في الخليل../ رياح حرب../معاريف

الخميس 25 فبراير 2010 11:25 ص / بتوقيت القدس +2GMT
مع الاحياء الفلسطينية في الخليل../ رياح حرب../معاريف



 "في غضون اسبوع سينتهي كل شيء"، قدر أمس احد سكان الخليل وقصد الاضطرابات التي تجري في المدينة منذ ان اعلنت الحكومة عن مغارة المكفيلا (الحرم الابراهيمي) كموقع للتراث الوطني. رغم الاجواء القابلة للانفجار والتحذيرات التي اطلقها مسؤولون كبار في السلطة الفلسطينية بأن هذه خطوة من شأنها ان تشعل حربا دينيا، فان الحياة في الخليل لم تتوقف عن السير. السكان يفضلون بأن يبقى الهدوء النسبي الذي ساد المدينة في الاشهر الاخيرة على حاله، ولكنهم يجدون صعوبة في تجاهل دعوات حماس الانطلاقة الى انتفاضة ثالثة. من يثير الاضطرابات هم اساسا التلاميذ، الذين يأخذون مهلة من المدرسة كي يوجهوا الحجارة الى جنود الجيش الاسرائيلي الذين يحرسون المدينة بعناية، ولا يسمحون للاحداث بالوصول الى اماكن لا رجعة لها عنها. الهدف واضح: تفريق المتظاهرين، وعدم المس بهم. ولا يمكن للمرء ان يعرف الى اين سيؤدي مس بطفل يرشق حجرا. هذا هو اخر أمر تحتاجه اسرائيل في ساحة الاعلام الدولية. في وسط الخليل، في القسم الذي يوجد تحت السيطرة الكاملة للسلطة الفلسطينية، يسود الهدوء. وحتى الاضراب التجاري الذي كان في اليومين السابقين انتهى وعاد المتسوقون مرة اخرى الى المحلات التجارية. وفي الاشهر الاخيرة تحولت الخليل الى مركز تجاري كبير يجتذب اليه الزوار من كل الضفة. حتى من رام الله يصلون اليها لاجراء التسوق.  "بالتأكيد سمعت عن قرار الحكومة الاعلان عن مغارة المكفيلا كموقع تراثي"، يقول عماد، احد الشبان الذين وصلوا من رام الله. بعد ثوان من ذلك اعترف بأن ليس له فكرة عما يدور الحديث. "انا اهتم بهذا الموضوع مثل الجميع"، مزح قائلا وسأل اين يوجد مطعم جيد. الجوع على ما يبدو، اقوى من كل اعلان عن انتفاضة.  الغضب ضد اسرائيل اكبر في اوساط السكان العرب الذين يسكنون بقرب الحرم الابراهيمي. "هنا لا نشعر بتغيير جدي" يعترف عاطف، احد العاملين في مطعم للشاورما في المدينة. "الناس الذين يسكنون في جنوب المدينة، القريبين من المكان، ينشغلون بذلك". ومع ذلك، فان مثل هذا القرار الحكومي لن يمر بهدوء. بعد يومين من الاضطرابات من المتوقع اليوم وغدا ان تجرى في الحرم الابراهيمي الصلاة ومهرجانات التضامن، التي من شأنها ان تصبح بؤرة صدام فتاك. حاتم، عامل بناء ابن 40 سنة، من سكان المدينة، مقتنع بأن الواقع مغاير. صحيح انه لا يعرض نفسه كمؤيد لحماس ولكن اقواله لا تترك مجالا للشك. "حبذا لو تندلع انتفاضة"، يقول ، "ولكني اخشى ألا يتجرأ الناس هنا على عمل ذلك". خلف الهدوء النسبي تقف السلطة الفلسطينية، وان كان رجالها لا يعترفون بذلك الا انهم في الايام الاخيرة عملت اجهزة الامن في السلطة على تهدئة الخواطر والحفاظ على الوضع كي لا يخرج عن السيطرة. مؤيدو حماس يرون في ذلك خيانة. ويقول عاطف ان "السلطة الفلسطينية لا تمثلنا. هي سبب يأسنا. السلطة واسرائيل يمكنهما ان يذهبا الى الجحيم معا". حماس تبذل كل ما في وسعها كي تثير الخواطر، من جهة قطاع غزة. أمس اجرت المنظمة مهرجان احتجاج ضد قرار حكومة اسرائيل في موضوع الحرم الابراهيمي. مئات المتظاهرين خرجوا الى الشوارع بعد صلاة المغرب، وهتفوا للانطلاق نحو الجهاد. "آيادينا مقيدة في الضفة الغربية"، هتف احد كبار رجالات حماس في غزة، "ولكن صمتنا لن يستمر. هذا هو الهدوء ما قبل العاصفة. الرد على الهجمات الاسرائيلية لا بد سيأتي".