القدس المحتلة / سما / اعترف وزير الداخلية الإسرائيلي، ايلي يشاي ،اليوم، في رد على استجواب شفهي ومباشر طرحه عضو الكنيست العربي محمد, بنية بلدية الاحتلال في القدس مصادر أرض فلسطينية خاصة في حي الشيخ جراح، من أجل بناء موقف للسيارات للمستوطنين، مؤكدا أن المخطط قديم ولكن لم يتم البدء بإجراءات المصادرة. وكان النائب بركة قد طرح استجوابا شفهيا ومباشرا لوزير الداخلية يشاي، حول ما كشفت عنه إذاعة "غالي تساهل" بنية بلدية الاحتلال مصادرة أرض بملكية خاصة من أجل بناء الموقف، وسأل ما إذا هذا يتوافق مع القانون الدولي الذي يمنع التصرف بأرض مصادرة. وكان رئيس الكنيست رؤوفين رفلين قد افتتح الجلسة، وقال "في صيغة استجواب النائب بركة ورد مصطلح "القدس الشرقية" وبطبيعة الحال فهذا مصطلح ليست مستخدما عندنا، فالحديث يجري عن شرقي القدس لأن للمدينة غرب وشرق كما في لندن وباريس". وقبل أن يتلو النائب بركة الاستجواب رد قائلا، "إنني أصيغ الاستجواب وفق منطقي أنا، وخطابي وبرنامجي السياسي أنا، وليس وفق منطق الاحتلال، فإسرائيل فرضت القانون على القدس، بقوة الاحتلال ولا أحد يعترف بهذا الضم، الذي نرفضه نحن أيضا بالتأكيد". ويذكر ان سلطات الاحتلال تفرض على وسائل إعلامها والخطاب الإسرائيلي العام والرسمي مصطلح "شرق القدس"، في إطار المصطلح الاحتلالي "القدس الموحدة". أما وزير الداخلية يشاي، فقد بدأ حديثه معقبا على الجدل بين بركة ورفلين، ومؤيدا منطق الاحتلال، وقال إن القدس هي العاصمة الأبدية لإسرائيل، ثم قال، إن بلدية القدس مخططا كهذا، ولكنها لم تبدأ بإجراءات المصادرة، وأن هذا المخطط قائم منذ سنوات، وحتى منذ أن كان إيهود اولمرت رئيسا للبلدية، والمصادرة ستتم وفق القانون الإسرائيلي الذي يسمح للبلدية بمصادر أراض من أجل المصلحة العامة. ورد بركة على رد الوزير أمام الهيئة العامة للكنيست وقال، بطبيعة الحال فإن إسرائيل قائمة في القدس بقوة الاحتلال، ولهذا فإن كل قوانينها مرفوضة، لأنها تفرض من أجل خدمة مصالح الاحتلال، فأنتم تفعلون كل شيء من أجل مصالح المستوطنين، وتغيير الطابع الفلسطيني للمدينة. وتابع بركة قائلا على الرغم من رفضنا التام لكل قوانين الاحتلال وفرض أي نوع من "السيادة الإسرائيلية" على المدينة المحتلة، إلا أنه من باب الجدل معك، فبأي منطق تم مصادر أرض خاصة يملكها أصحابها منذ عشرات السنين وأكثر، ويتم حرمانهم من البناء فيها، من أجل مصادرتها خدمة لنفر من المستوطنين الذي يجتاحون المدينة، وأي منطق إنساني قبل كل شيء يقبل بمثل هذا القرارات. وهنا قال الوزير يشاي، إن القدس تسري عليها القوانين الإسرائيلية لأنها القدس ليست محتلة وإنما عدنا إليها بعد مئات سنين، فانضم إليه مباشرة رئيس الكنيست قائلا، لقد عدنا إلى الخليل أيضا، وليتدخل أيضا النائب العنصري المتطرف آرييه إلداد ليقول: "إنني اسمع من النائب بركة أن مواطني إسرائيل في مدينة القدس هم مستوطنين، إنه مثل زعيم حزب الله حسن نصر الله، الذي اعتبر أن المواطنين الإسرائيليين في مدينة حيفا مستوطنين". ودعا إلداد وزير الداخلية إلى الإسراع في مصادرة الأرض وبناء المشروع الاستيطاني في حي الشيخ جراح، سماه، "حي شمعون الصدّيق". وقال النائب بركة، إن اليوم تتأكد مؤامرة خطيرة جديدة على القدس، وحلقة إضافية في مخطط القضاء على حي الشيخ جراح في قلب مدينة القدس المحتلة، وهذا يستوجب التصدي بكل قوة لهذا المخطط الخطير.