قرر نتنياهو الاستجابة لمطالب اليمين وضم مغارة المكفيلا (الحرم الابراهيمي) وقبر راحيل الى قائمة مواقع حفظ التراث اليهودي يهدد باضرام النار. "القرار من شأنه أن يوقظ حربا دينية"، حذر ابو مازن. وردا على ذلك قال أمس نتنياهو: "هذه حملة كاذبة ومزدوجة المعايير". قرار حكومة اسرائيل يثير عاصفة وغضبا في الشارع الفلسطيني وفي مدينة الخليل اعلن أمس عن اضراب عام لليوم الثاني على التوالي. المحلات، المكاتب الحكومية، المدارس والجامعات أغلقت بواباتها احتجاجا على القرار. وكما هو الحال دوما في مثل هذه الاحداث، اصبح الاضراب مسرحية احداث عنف بين الجيش الاسرائيلي والفلسطينيين، في مشاهد انتفاضة نسيت منذ زمن بعيد. بينما يغلق معظم السكان على أنفسهم بيوتهم، خرج شبان ملثمون الى شوارع الخليل، للاصطدام مع الجنود. أساس الاحتكاك تركز في جنوب المدينة وفي منطقة الشلالة. فقد رشق الفلسطينيون الجنود بالزجاجات الحارقة، بالحجارة وبالزجاجات الفارغة. اما الجنود من جهتهم فردوا باطلاق العيارات المطاطية والقنابل المسيلة للدموع. الى جانب التصعيد الميداني، أدى القرار ايضا الى تصعيد لفظي من جانب السلطة الفلسطينية. "هذا استفزاز خطير، من شأنه أن يجر الى حرب دينية"، حذر ابو مازن في خطاب أمام البرلمان البلجيكي. وانتقد نتنياهو بشدة قائلا ان هذا القرار اتخذ بالذات بعد أن طلب اوباما من اسرائيل اتخاذ خطوات لبناء الثقة تجاه السلطة الفلسطينية. ويتعاطى الفلسطينيون مع مغارة المكفيلا بانها الحرم الابراهيمي، مسجد ابينا ابراهيم، ولقبر راحيل بانه مسجد بلال. "وصلنا الى مرحلة حرجة"، قال ابو مازن، "ثمة حاجة الى عمل دولي منسق ومكثف. يجب للاستيطان أن يتوقف وانه يقتل المسيرة السلمية. بناء المستوطنات يتعارض وتعهدات اسرائيل في خريطة الطريق". واشار ابو مازن الى أن وقف المفاوضاته لم يأتِ بسبب المعارضة الفلسطينية، بل بسبب رفض اسرائيل تنفيذ الاتفاقات. وقال ابو مازن ان "اسرائيل تسعى الى العودة الى المفاوضات مع استمرار المستوطنات. ومعنى ذلك هو أننا نحن كفلسطينيين يمكننا أن نقول ما نريد على طاولة المفاوضات بينما اسرائيل تفعل ما تريد على الارض". رغم الخلافات بين فتح وحماس، سجل أمس نوع من الوحدة الفلسطينية حول موضوع المواقع اليهودية. "هذا جزء من سياسة صهيونية قديمة، تتطلع الى ان تلحق وتهود الارض الفلسطينية"، قال هنية، "فهم يغيرون التاريخ ويسرقونه". بل دعا هنية سكان الضفة الغربية الى الشروع في انتفاضة قائلا: "علينا أن نرى ردا فلسطينيا واضحا وقاطعا ضد هذا القرار. على السلطة الفلسطينية أن تفرج عن كل السجناء السياسيين وان توقف كل مفاوضات مع اسرائيل كما يجب ان توقف التنسيق الامني والاتصالات الامنية". ومن جهة اخرى، سارع مكتب رئيس الوزراء الى رفض ادعاءات ابو مازن. "هذه حملة كاذبة ومزدوجة المعايير"، افاد نير حيفتس، رئيس طاقم الاعلام الوطني في مكتب نتنياهو. "دولة اسرائيل ملتزمة بحرية العبادة لابناء كل الديانات في كل المواقع المقدسة وهكذا تفعل عمليا. قبر راحيل ومغارة المكفيلا هما موقعا مقبرة لما قبل 3.500 سنة لاباء الشعب اليهودي ابراهيم، اسحق ويعقوب وامهات الامة – سارة، رفقة، ليئا وراحيل. هذه مواقع بالتأكيد جديرة بالترميم والحفظ".