في هذه الايام يوشك على العودة الى هنا وسيط الماني في صفقة شليت لاستئناف الحملة المكوكية بين القدس ودمشق. غير أن هذه المرة لا يدور الحديث عن الوسيط الاصلي، جيرهارد كونرد - الذي بدأ يقوم بمهام منصب جديد، كبير، في الاستخبارات الالمانية. وسيحل محل الوسيط ممثل آخر، رجل استخبارات الماني. ويدور الحديث عن مبعوث جديد – قديم عمل الى جانب جيرهارد كمساعد وكان شريكات في الخطوات الاخيرة في مسألة شليت. ويبدأ المبعوث الالماني الجديد الحملة المكوكية فيما ليس للطرفين أي جديد يعرضاه. ومع ان الطرفين ضغطا على الوسيط الالماني للعودة الى دور الوساطة – الا انهما لم يمتشقا بعد أي ورقة جديدة فيها ما يجسر الفجوات. على الطاولة لا يزال العرض الاسرائيلي الذي نقل الى حماس في كانون الاول الماضي، في ختام مباحثات ميراتونية لوزراء السباعية. منذئذ وحتى اليوم لم ترد حماس بشكل رسمي على الاقتراح الاسرائيلي: لم ترفض، لم تقبل ولم تعرض موقفا مضادا جديدا. وبشكل غير رسمي أعلن ناطقو حماس بان الموقف الاسرائيلي الاخير غير مقبول عليهم واتهموا نتنياهو بالتراجع عن اتفاقات سابقة. اسرائيل من جهتها أعلنت بانها لا تعتزم التحرك سنتيمتر واحد عن عرضها الاخير، مثابة: اكثر من هذا- لن تحصلوا. في الجانب الفلسطيني يوجد خلاف حاد، آخذ في التعمق بين القيادة السياسية في غزة وبين قيادة المنظمة في دمشق. الخلاف لا يشمل فقط مسألة شليت، بل وايضا مسألة الحوار مع فتح. كبار في حماس يريدون اختراقا سواء مع فتح ام مع صفقة شليت. حماس – دمشق مقتنعة بان الضغط الداخلي على حكومة اسرائيل لتليين موقفها سيدفع القدس للسير خطوة واحدة اخرى نحو حماس. من زاوية نظر دمشق، فان حكومة اسرائيل ضعيفة وقابلة للضغط. وعليه، فقد طلبت حماس من المبعوث الالماني بالعودة للضغط على اسرائيل. 23 فبراير 2010