الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، ندد أمس بشدة باغتيال مسؤول حماس محمود المبحوح في دبي. في مؤتمر صحفي عقد في ختام لقاء مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) في باريس قال ساركوزي ان "فرنسا تندد في ما تراه ليس أقل من قتل – بوضوح وبالقطع. أكرر واقول بالشكل الاكثر وضوحا: فرنسا تعارض كل اعدام. ليس هذا طريق التصرف السليم، ولا يمكن لاي شيء أن يبرر مثل هذه الاساليب. حادثة من هذا النوع يمكنها فقط أن تزيد التوتر، ونتائجها لن تكون ايجابية. فرنسا هي ديمقراطية ونحن لا يمكننا ان نوافق على ذلك، ولن نوافق على ذلك". ساركوزي وابو مازن دعيا الى استئناف سريع للمفاوضات التي تؤدي الى اقامة دولة فلسطينية. وقال الرئيس الفرنسي انه سيعمل على خلق "دولة فلسطينية حديثة وقابلة للعيش عاصمتها القدس". واضاف بان خطوط الحدود بين الدولتين يجب أن تقوم على أساس حدود 67 ، وان كل حل للنزاع في الشرق الاوسط يجب أن يتضمن بحثا في مسألة اللاجئين الفلسطينيين. ووقف وزير الخارجية افيغدور ليبرمان أمس في بروكسل في مواجهة سلسلة من الاتهامات، الادعاءات والتلميحات بشأن دور اسرائيل في تصفية كبير حماس محمود المبحوح، بتزييف جوازات سفر اوروبية وسرقة هويات مواطنين بريطانيين. وكانت رسالة ليبرمان واضحة: ليس لاحد أدلة على دور اسرائيلي وعليه فلا داعي لان تتطرق اسرائيل الى ذلك. والتقى ليبرمان في بروكسل امس بوزيري خارجية ايرلندا وبريطانيا التي استخدمت جوازات سفرهما خلية الاغتيال للمبحوح. وقال وزير خارجية ايرلندا مايكل مارتن لليبرمان ان بلاده ترى بخطورة شديدة استخدام جوازات سفر ايرلندية مزيفة واشار الى أن الامر من شأنه أن يمس بأمن مواطنين ايرلندنيين في خارج البلاد. اما وزير الخارجية البريطاني دافيد ميليبند الذي التقى ليبرمان بعد ذلك بقليل، فقد ألمح بان القضية من شأنها ان تمس بالعلاقات بين اسرائيل وبريطانيا. وقال ميليبند لليبرمان انه "توجد بين الدولتين علاقات ثقة وهناك امور لا يجب فعلها". اما ليبرمان من جهته، فرفض تأكيد وجود أي دور اسرائيلي في الاغتيال او في تزييف جوازات السفر. وقال ليبرمان لوزير خارجية ايرلندا وبريطانيا انه "لا توجد أي معلومة تدل على أن اسرائيل متورطة. لو أن احدا ما عرض معلومات اخرى، غير التقارير في وسائل الاعلام لتطرقت اسرائيل الى ذلك، ولكن كونه لا توجد معلومات كهذه، فلا توجد أي حاجة للتطرق الى ذلك". واضاف ليبرمان بانه في مواضيع عديدة توجد اتهامات عابثة تجاه اسرائيل من جانب جهات مختلفة في العالم العربي. وقال انه "يوجد ميل في العالم العربي لاتهام اسرائيل في كل شيء يحصل في العالم. في الشرق الاوسط توجد العديد من الصراعات الداخلية في الدول وبين الجهات التي هي ليست ديمقراطية مثل اسرائيل". وشدد وزير الخارجية امام ناظريه على أن محافل أمن مختلفة في اسرائيل لا تخضع له كوزير خارجية وغير ملزمة بان تبلغه بنشاطها وذلك خلافا لما هو في بريطانيا حيث أن وكالة الاستخبارات ام 16 ملزمة برفع التقارير لوزير الخارجية عن نشاطاتها. في ختام لقائه مع ليبرمان، قال ميليبند للصحافيين ان الرجلين تحدثا أساسا عن "استخدام مضلل تم لجوازات السفر البريطانية وعن القلق العميق القائم ليس فقط في بريطانيا بل وايضا في كل اوروبا بسبب هذا الحدث. أعربت امام وزير الخارجية عن خطورة الوضع في كل ما يتعلق ببريطانيا واوضحت بانه بقدر ما يتعلق هذا بنا، فان الحاجة في أن تتعاون بريطانيا واسرائيل في جملة مواضيع هي حاجة جدية جدا، ولكن هذا التعاون يجب أن يتم على اساس الشفافية والوضوح". وبالتوازي مع لقاءات ليبرمان في بروكسل نشر الاتحاد الاوروبي بيان تنديد باستخدام جوازات سفر اوروبية في اثناء تصفية المبحوح. ومثلما نشر في "هآرتس" امس، لم يتضمن البيان موقفا مباشرا من اسرائيل. "التسبب بوفاة المبحوح في دبي يطرح امورا تشغل بال الاتحاد الاوروبي بشكل عميق"، كما جاء في البيان الذي نشره في بروكسل 27 وزير خارجية للاتحاد الاوروبي. وصرح وزير الخارجية الاسباني، ميغال موراتينوس امس في طريقه الى اللقاء مع الوزير ليبرمان فان الاتحاد الاوروبي "يندد بحزم" بالاستخدام الذي تم لجوازات السفر المزيفة. وموراتينوس، الذي بلاده هي الرئيس الدوري للاتحاد الاوروبي، تلا بيانا خطيا للصحف جاء فيه ان "الاتحاد الاوروبي يندد بحزم بحقيقة أن المتورطين في العملية استخدموا جوازات سفر مزيفة لدول اعضاء في الاتحاد الاوروبي وبطاقات ائتمان حصلوا عليها بسرقة هويات مواطنين من الاتحاد الاوروبي. نحن مشغولو البال من حقيقة استخدام جوازات سفر اوروبية لاهداف مختلفة". 23 فبراير 2010