خبر : حضور كثيف لمشاهدة الفيلم ضمن مهرجان برلين السينمائي فيلم 'عايشين' يوثق دمار غزة ويفضح الانتهاكات الاسرائيلية

الجمعة 19 فبراير 2010 12:28 ص / بتوقيت القدس +2GMT
حضور كثيف لمشاهدة الفيلم ضمن مهرجان برلين السينمائي فيلم 'عايشين' يوثق دمار غزة ويفضح الانتهاكات الاسرائيلية



برلين  شهد فيلم ’ عايشين’، والذي يعرض ضمن مهرجان برلين السينمائي الستين، تجاوبا كبيرا من الحضور، حيث يعتبر هذا الفيلم التجربة الاولى من نوعها عربيا، اذ لم يسبق لقناة عربية أن قدمت عملا سينمائيا وثائقيا ضمن مشاركة رسمية في هذا المهرجان الدولي والذي يقام حاليا خلال الفترة من 11 ولغاية 21 شباط ( فبراير) الجاري في العاصمة الألمانية.وعلى مدى 85 دقيقة هي مدة الفيلم، والذي انتجته قناة الجزيرة للاطفال بالتعاون مع المخرج السويسري نيكولا فاديموف وبمشاركة ودعم من التلفزيون السويسري وعكا للافلام، يعرض الفيلم أحداث ما بعد الحرب الاسرائيلية على غزة ويجسد المأساة الفلسطينية بأسلوب سينمائي مجرد، اذ يبدأ الفيلم بنص قصير ومقتضب يشرح للمشاهدين التسلسل التاريخي منذ تولي حركة حماس السلطة بعد فوزها بالانتخابات الى محاصرة قطاع غزة من قبل الاسرائيليين واقتحامه عسكريا في أواخر 2008. وتجول الكاميرا في مناطق مختلفة من قطاع غزة مستعرضة حجم الدمار الشامل الذي شهده القطاع ومعاناة السكان بكبارهم وصغارهم وناقلة قصصهم ومشاعرهم التي عايشوها فترة الحرب وما بعدها.وتتجول الكاميرا في شوارع وساحات غزة من شاطئها الجميل الذي نفذت أسماكه حتى ان البحر رمى للناس حوتا متعفنا وكأنه يحتج على هذا الانفلات العبثي، الى المعابر التي تقف فيها طوابير مستسلمة لقدرها المحموم بين من ينتظر بلا امل زراعة كلية أو تلك التي تنتظر دواء لا يأتي أو من يحاول العبور لنقل طفلته المريضة الى احدى المصحات على الجانب الآخر. في هذه الاجواء الشاذة والمشحونة يجتمع بعض الشباب المتمسكين بأمل البقاء والصمود لتشكيل فرقة لموسيقى الراب، الموسيقى التي تعبر عن ثورة جامحة واحتجاج ضد كل الانماط السائدة. والاغنية التي يغنونها هي أغنية ’ عايشين’، وينقل الفيلم الصراع بين الحداثة والتقليد، حين تتمسك الفرقة بموسيقى الراب والتي يرون فيها أسلوبا لنقل معاناتهم للعالم الخارجي وخاصة الشباب، يظهر الفيلم استهجان الناس لموسيقى كهذه غير مألوفة. المخرج السويسري فاديموف أوضح بانه لم يكن دخول غزة فور نهاية القصف الاسرائيلي المدمر أمرا سهلا، وان المهمة الملقاة على عاتقه بعد أن كلفته قناة ’ الجزيرة للاطفال’ بالسفر الى غزة كانت صعبة، خاصة وان ما تعرض له سكان غزة من جرائم كانت كبيرة بحسب وصف المبعوث الاممي ريتشارد غولدستون واقراره بأنها جرائم حرب وايضا لرغبة الاسرائيلين بالتعتيم على هذه الجرائم.وكانت قناة ’ الجزيرة للاطفال’ قد اتفقت مع فاديموف قبيل أيام قليلة من نهاية الحرب على قطاع غزة في كانون الاول ( ديسمبر) من العام 2008 للسفر الى القطاع فور انتهاء القصف الاسرائيلي لرصد وتسجيل ما خلفه من دمار وضحايا في منطقة تعتبر من أكثر المناطق المكتظة بالعالم، فضلا عن انها تعاني من حصار اقتصادي مطبق أنهك سكانها، ويقول فاديموف أنه بعد رحلة مضنية وانتظار لاكثر من اسبوعين تمكن من الدخول بمعجزة، الا أنه واجهته مشكلة أنه لم يكن يعلم طبيعة ما سيعانيه ويسجله لإعداد الفيلم. وأضاف قائلا: ’ صورنا أطفالا يبحثون عن الحطام. إنها صورة قاتمة عن المأساة. أناس يحملون بقايا أدوات يحاولون إعادة بناء ما تبقى من جدار غرفة طفل فجرتها القنابل. وأردنا أيضا أن نصور الأمل الذي يشع من بين اسطر الحرب والدمار والموت، ففوق كل شيء لا يزال شعب غزة هناك وسيظلون دوما. لقد أحببت ان يرى العالم ما أراه بعيني وأردت كذلك أن أعكس الحقيقة التي لا ريب فيها بأن الحياة ستستمر والامل سينتصر’.ومن جهته أعرب السيد محمود بوناب المدير العام لقناة ’ الجزيرة للاطفال’ لـ ’ القدس العربي’ عن سعادته الكبيرة بالنجاح الذي حققه الفيلم، حيث أوضح ان هذا الفيلم يجسد المعاناة النفسية والاجتماعية للشعب الفلسطيني في غزة، ومشيراً في السياق ذاته إلى ان الجزيرة للأطفال تهدف من وراء هذا الفيلم إلى توضيح ما جرى في غزة خلال العدوان عليها وأيضا تسعى إلى أن يسجل التاريخ هذه المجزرة الإنسانية التي حصلت بحق الشعب الفلسطيني التي يجب عدم السكوت عليها بأي حال من الأحوال. وأضاف قائلا أن فكرة الاستعانة بالمخرج السويسري جاءت للوصول الى فيلم تسجيلي حيادي لما يجري على الارض ولمعرفة المخرج المسبقة بقطاع غزة مما يعطي مصداقية أكبر للفيلم. وقال بوناب ان هذا النجاح سيدعم التوجه لانتاج أفلام تسجيلية مماثلة تعنى بتصوير الاحوال المعيشية لاطفال العرب الاخرين، لا سيما أطفال العراق او اليمن أو السودان وغيرها من المناطق التي تتعرض لحالات قاسية واستثنائية في حياة الاطفال. وأضاف أنه بهذا الفيلم الاول من نوعه بدأ العرب في تسجيل تحول نوعي نحو توجيه الرأي العام العالمي من خلال عرضه للحقائق المجردة للواقع كما هو بدلا من كونه متلقياً فقط.يذكر أن فيلم ’ عايشين’ سيقدم في خمسة عروض أولية خلال مهرجان برلين في قاعات واوقات مختلفة مما سيتيح المجال لاكبر عدد من المهتمين بالمشاهدة، وبالرغم من عدم كونه الفيلم العربي الوحيد المشارك الا انه يعتبر الفيلم العربي الوثائقي الوحيد المشارك ضمن المهرجان الدولي للافلام في برلين.   علاء جمعة