خبر : انصتوا لفياض حالم الدولة الفلسطينية/يديعوت

الأحد 07 فبراير 2010 11:30 ص / بتوقيت القدس +2GMT
انصتوا لفياض حالم الدولة الفلسطينية/يديعوت



في مؤتمر هرتسيليا الاخير القى د. سلام فياض، رئيس الوزراء الفلسطيني، كلمة. فقد ظهر هناك وبشجاعة مميزة، رغم انتقاد حماس و "الجزيرة" لانه اعتقد بانه بالذات في هذا الوقت، حين لا تنجح الحكومتان في الاتصال، من المهم الحديث مع الاسرائيليين بشكل مباشر. وفي حديثه وعد فياض باقامة دولة فلسطينية حتى نهاية 2012 دولة ينكب على تنظيمها واعدادها منذ عدة سنوات. وأقترح ان ننصت له جيدا: فهو سيفعل ذلك مثلما اوفى حتى الان بكل التعهدات التي أخذها على عاتقه.في حزيران 2002، الايام التي كان الارهاب الفلسطيني فيها في ذروته، توجه الينا الرئيس بوش بطلب لاستئناف تحويل اموال الضرائب الفلسطينية. وكما هو معروف، فان اسرائيل تجبي الضريبة التي تفرض على الاستيراد الى المناطق الفلسطينية وتحول الاموال الى السلطة الفلسطينية. وقد توقف التحويل مع بداية الارهاب. في البداية رفضنا: السلطة كلها مصابة بالارهاب ولا يمكن تحويل الاموال لها. فكروا ثانية، طلب الرئيس. وشرح بان لوزارة المالية الفلسطينية، المسؤولة عن تلقي الاموال وتوزيعها، عين رجل جديد: د. فياض، اقتصادي ورجل مال، سكن لسنوات طويلة في الولايات المتحدة وأدى منصبا رفيعا في صندوق النقد الدولي. الوزير الجديد سيجد صعوبة في قبول المنصب دون مصدر مالي جار ودائم. تحدثوا اليه وفكروا.التقينا لاول مرة فياض في بيت السفير الامريكي كيرتسر في هرتسيليا. وسمعنا "مذهبه الفكري"، بما في ذلك الاعتراف بان الارهاب هو اولا وقبل كل شيء مصيبة الفلسطينيين، الذي يعزلهم عن العالم ويخلد السيطرة الاسرائيلية، والفهم بان المجتمع الفلسطيني ملزم بان يوقف الارهاب، ان ينهي الفوضى وسلطة العصابات المسلحة ويقيم حكم القانون، وينهي الفساد السلطوي ويقيم منظومة اقتصادية حرة ومفتوحة. في موضوع المال طلب فياض ان نثق به: الاموال ستنقل الى حساب البنك الذي يدار بتوقيعه شخصيا و "لن تخرج اغورة دون رقابة". نقلنا تقريرا عن مضمون الحديث الى رئيس الوزراء شارون. معضلة غير بسيطة: اذهب وثق بفلسطيني غير معروف، مع الانتباه الى الماضي المرير من الوعود المنكوثة والتخوف من أن تصل الاموال الى الارهاب. وبالمقابل، الرغبة في مساعدة قيادة بديلة لعرفات للعمل واداء المهام. وقال شارون: "هذه اقوال رجل مسؤول، ربما ينبغي التجربة". وبعد أن تشاور مع المحافل المخولة، قرر، بسرعة وبشجاعة على طريقته، استئناف تحويل الاموال الى الحساب الذي يديره فياض شخصيا. الشجاعة كانت مجدية. منذ ذلك الحين وحتى اليوم، بهدوء وتواضع ولكن بنجاعة وتصميم، يعمل فياض على تغيير السلطة الفلسطينية وتحويلها الى دولة. وقد أدى الى تغيير معظم القادة والاشخاص في اجهزة الامن القديمة، جند اشخاصا جدد غير مصابين بالارهاب وحرص على تدريبهم وتزويدهم كما ينبغي. وبسط قوات الامن المتجددة في المدن، في القرى ومخيمات اللاجئين. كافح الجريمة والفساد، اوقف عمل معظم "الاحتكارات" الاقتصادية العائلية، حسن وادخل النجاعة قدر الامكان في الحكم المدني الفلسطيني، جلب للسلطة مساعدة دولية، مستثمرين واموال وساهم في الازدهار الاقتصادي.من ناحية اسرائيل ينفذ فياض ذاك الايمان الذي اعرب عنه في الحديث الاول معه: لن تقوم دولة فلسطينية دون أمن للاسرائيليين. وهو يلتزم جيدا باقواله. قوات الامن الفلسطينية تكافح الارهاب، بتنسيق مع قوات الامن الاسرائيلية، بنجاح كبير. في تموز 2005 التقى فياض وشارون في احتفال عرس ابنتي الشابة. ونحو ثلاث ساعات جلس الرجلان الى الطاولة غارقين في حديث يقظ: عما كان، عن الحاضر وعما سيكون. "كنا محقين في حينه"، قال لي شارون بعد ذلك. "هذا رجل جدي وهذه اقوال مسؤولية". من المؤسف أن اليوم، من اجل الحديث مع فياض ونظرائه هناك حاجة الى خدمات وسيط امريكي يتراكض بين غرفتين في فندق. مشكوك فيه أن يكون لنا في المستقبل المنظور محاورين افضل.