القدس المحتلة / اكد المفوض العام الجديد لوكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (اونروا) فيليبو غراندي ان الاوضاع في غزة غير مقبولة وان هناك مليون لاجىء يدفعون ثمن التعقيدات السياسية. واشار في حديث خص به صحيفة القدس الى ان من غير المقبول ان تبقى الوكالة تواجه عجزا ماليا، موضحا انه ستكون هناك محاولة جادة للتعامل مع هذه الازمة المالية المستأصلة لدى "اونروا". وطالب اسرائيل بفتح المعابر من اجل ادخال مواد البناء لاعادة اعمار غزة محذرا من استمرار سياسة الحصار والاغلاق على قطاع غزة والذي سيؤثر على خدمات الوكالة. وراى ان قبول تعويض مالي بقيمة 10 ملايين دولار من اسرائيل لا يشكل اضعافا لموقف الامم المتحدة وفي ما ياتي نص اللقاء الذي جرى في مخيم الدهيشة في بيت لحم: * في البداية نهنئك بتولي منصب المفوض العام لـ"انروا" خلفا لكارين أبو زيد وشكرا لتخصيص جريدة بأول لقاء رسمي مع جريدة فلسطينية وعربية. عشت مع "اونروا" واللاجئين تحديات كثيرة خلال عملك كنائب المفوض العام. ما هي أهم التحديات أمام "اونروا" للعام 2010 وأيها ستكون محور اهتمامك ومتابعتك خلال الأشهر الأولى من عملك؟ - شكرا على التهنئة وانا دائما احتاج للتشجيع في هذه الاسابيع الاولى من عملي وادرك تماما انها ستكون مهمة صعبة. التحديات التي تواجه "اونروا"متعددة ولكن التحدي الاساسي هو الذي يواجه اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس. والتحديات التي تواجهم صعبة ومتعددة ودور "اونروا" في معالجة هذه التحديات هو ايضا متعدد، ولان "اونروا" تخدم اعدادا كبيرة من اللاجئين في الاراضي الفلسطينية المحتلة فان دور الوكالة الاول هو متابعة التقييدات على الحركة والصعوبات التي يواجهها الفلسطيني بسبب الاجراءات المفروضة في الاراضي الفلسطينية والعمل على محاولة رفع هذه الاجراءات الظالمة على اللاجئين وغير اللاجئين. المهمة الثانية بالنسبة الى "اونروا" هي العمل على مناصرة قضايا اللاجئين وحقوقهم التي تنتهك بشكل يومي في الاراضي الفلسطينية وبالتالي دور "اونروا" في هذا المجال مضاعف وهذا هو التحدي الاساسي بالنسبة الي. اما التحدي الثاني فهي الازمة المالية الخانقة التي تعيشها الوكالة ومن غير المقبول ان تبقى الوكالة عاما بعد عام تواجه عجزا ماليا, وهناك عجز مالي بحوالي 20% وهذا دائما يشكل ازمة لـ"اونروا" في تقديم خدمات متواصلة للاجئين في محاولتها للابقاء على مستوى النوع والكم لهذه الخدمات وايضا تواجه عجزا كل عام للايفاء بالتزاماتها للمصاريف الجارية. هذا يشكل دائما تحديا صعبا للوكالة ومرة اخرى غير مقبول وبالكاد نستطيع ان نبقي على مستوى الخدمات المقدمة للاجئين وهذا ايضا يؤثر على قدرتنا على ايصال هذه الخدمات وفي كل نهاية عام تواجه الوكالة صعوبات في الايفاء بالتزاماتها إما لعامليها او للاجئين ناهيك عن ضرورة تحسين الخدمات لانه امام هذا العجز لا يوجد هناك مجال لتحسين هذه الخدمات . وانا قلق من هذا الموضوع وستكون هناك محاولة جادة للتعامل مع هذه الازمة المالية المستأصلة لدى "اونروا". * زرت غزة قبل يومين والتقيت عائلات تضررت من السيول الأخيرة مفاقمة أوضاع إنسانية صعبة مع طول أمد الحصار القاتل على غزة وانعدام أفق حل سياسي وغياب ظروف مواتية لمصالحة فلسطينية . ما هو توجه "اونروا" نحو وضع غزة وسكانها؟ وكيف ستتعامل مع التحديات الهائلة أمام "اونروا" في غزة؟ - "اونروا" لسيت ساذجة بتاتا لانها تدرك تماما مدى تعقيدات الوضع في قطاع غزة. الوضع السياسي والانساني المفروض على القطاع هو معقد جدا وندرك تماما ان العامل الاسرائيلي وغياب المصالحة الوطنية بالاضافة الى الوضع الجغرافي لغزة كلها تؤثر على الوضع في القطاع. اول ردة فعل بالنسبة الي كمفوض عام بخصوص سؤالك ان الاوضاع في غزة غير مقبولة، هناك مليون ونصف مليون انسان منهم مليون لاجىء مسجل لدى "اونروا" يدفعون ثمن هذه التعقيدات السياسية. اهم عامل لهذه التعقيدات بدون ادنى شك هو الاغلاق المفروض من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي. "اونروا" ناشدت سابقا وحاليا بضرورة رفع الحصار وتدرك تماما ان هذه المناشدات لم يتم الاستجابة لها ولكن على الاقل كنا نامل ان يتم السماح لـ"اونروا" بضرورة ادخال مواد البناء لاعادة ما تم تدميره خلال الحرب وخلال السنوات التي سبقت الحرب وحتى هذا المطلب الاساسي الانساني البسيط تم رفضه. ان الاغلاق المفروض على قطاع غزة غير مقبول كسياسة التقطير بادخال كيس طحين هناك وادخال ادوات هنا وهناك، وهذه لا تاتي الا بعد تنسيق طويل ومعقد، وهذا امر غير مقبول ولا يستطيع مليون ونصف مليون انسان ان يعيشوا هكذا. ان سياسة الانفاق وان كانت تخفف من تأثير الاغلاق المفروض اسرائيليا الا ان "الاقتصاد غير القانوني" هذا هو مدمر للاستقرار في المنطقة والامن وبالتالي هناك تناقض كبير عندما تفرض السلطات الاسرائيلية حصارا صارما على قطاع غزة وتسمح لسياسة الانفاق لان هذا لا يؤتي بشكل ايجابي لسكان قطاع غزة ولا للامن والاستقرار في المنطقة. اما الجانب الاخر من السؤال فهو ان الوكالة ما زالت تضع الجهود المطلوبة لكسر الحصار. ولكن في ما يتعلق بادخال مواد البناء وهي مهمة جدا للانسان الغزي بعد الدمار الهائل الذي اصاب القطاع على مدار السنوات السابقة فان محاولات "اونروا" المتواصلة لادخال مواد البناء هذه فشلت، وبالتالي اناشد عبر صحيفة الجانب الاسرائيلي الاستجابة لطلب "اونروا" المتعلق بضرورة ادخال المواد لاهميتها وضرورتها المحورية للانسان الغزي. وبرغم هذه الصورة القاتمة الا ان الوكالة مستمرة في تقديم خدماتها العادية منها التعليمية في 200 مدرسة لـ 200 الف طالب فلسطيني وخدمات الطوارىء وخلق فرص موقتة. ولكن ما يقلقني هو انه في حال استمر الوضع على ما هو عليه واستمرت سياسة الحصار والاغلاق على قطاع غزة فان هذا سيفرض على الوكالة ان تاخذ من الموارد المالية المرصودة للخدمات العادية وتجندها اكثر لخدمات الطوارىء وبالتالي سنزيد من خدمات الطوارىء وستعود غزة الى بوتقة لاستلام مساعدات انسانية طارئة على حساب التعليم والاطفال وبالتالي تعود غزة الى الوراء وليس الى الامام. * "اونروا" تشدد دوما على ضرورة فتح المعابر وليس فقط للمساعدات الإنسانية وإنما رفع كافة القيود لإعادة اعمار غزة. ولكن حتى تتقدم الدول المعنية وأعضاء الرباعية بالضغوط المطلوبة على إسرائيل يبقى عمل "اونروا" في مجال إعادة الاعمار معطلا. السؤال ألا يأتي قرار مصر بناء جدار على الحدود المصرية المؤدية لغزة ليفاقم الوضع الإنساني الصعب. ما هو موقفكم؟ - سؤال جيد ولكن لكي تكون الامور واضحة فان المسؤولية الاساسية في ما يتعلق بادخال المساعدات على كافة انواعها الى قطاع غزة والسماح لاهله بحرية الحركة تقع على عاتق السلطة المحتلة وهي السلطة الاسرائيلية وهي التي يجب ان تتحمل المسوؤلية ويجب عليها فتح المعابر لان المعابر التي تسيطر عليها هي المعابر الاساسية. لذلك فان سؤالك وارد اي جدران تقام حول غزة لن تساعد ولن ترسم الامل لسكان قطاع غزة ومن هذا المنطلق يجب توجيه مناشدة للجميع ان هذه الجدران لن تساعد في تحسين ظروف حياة السكان في قطاع غزة. طبعا الجانب المصري عمل الكثير في التخفيف عن هذا الحصار وسمح حتى لـ"اونروا" ان تستخدم معبر رفح لحركة موظفيها الفلسطينيين ولكن تبقى القضية انه لا توجد حاجة لبناء جدران اضافية لانه في حال تم ذلك لن تستطيع "اونروا" القيام بعملها الانساني ولن تستطيع الايفاء بالتزاماتها لان الجميع سيعيش داخل جدران. هذا الجدار المصري جاء استجابة للانفاق المستشرية والتي تبنى بشكل غير قانوني مع الجانب المصري ولو كان هناك تنفيذ لاتفاقية المعابر السابقة والتي اشرفت عليها وزيرة الخارجية الاميركية السابقة كوندليزا رايس لما كان هناك حاجة للانسان الغزي في حفر الانفاق ولو كان هناك تطبيق امين من الاطراف التي تسيطر على قطاع غزة وسمحت لاهل غزة بالتحرك بحرية وسمحت لـ"اونروا" وغيرها بادخال المواد الغذائية لما كان هناك حاجة لحفر الانفاق. * ألا تعتقد ان مطالبة الدول المتبرعة بزيادة تبرعاتها لدعم عملياتكم الطارئة والعادية في الأراضي الفلسطينية المحتلة هو تعزيز للعقوبات الجماعية الإسرائيلية على الفلسطينيين وتمويل يعزز السيطرة الإسرائيلية على الأراضي المحتلة؟ - اريد ان اجيب عن سؤالك بطرح سؤال ماذا سيحصل لو ان "اونروا" تقاعست ولم تقدم هذه الخدمات؟ بطبيعة الحال الاحتلال سيبقى وسيتعزز وبدلا من ان يتعلم الاطفال سيصبحوا جهلة وبالتالي اذا انسحبت الوكالة فان الوضع الاحتلالي سيبقى صعبا والسلطات الاسرائيلية لن تقوم بهذه الاعمال بدلا عن الاونروا وستحرم الوكالة من القيام بعملها. والاجابة الاهم ان الوكالة وهي تقدم هذه الخدمات الانسانية الطارئة والعادية تستخدم هذا العمل لتوجيه رسائل مهمة الاولى مطالبة السلطات الاسرائيلية وهي السلطة المحتلة بعدم وضع العراقيل والعوائق امام عمل الاونروا وهذا مطلب اساسي والثانية تذكير الدول المتبرعة جميعها بضرورة دعم "اونروا" لان قضية اللاجئين الفلسطينيين هي قضية دولية وهم كاعضاء في الامم المتحدة عليهم مسؤولية. والقضية الاخرى هي تذكير الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني ان الوكالة موجودة ولكنها ستذهب فقط عندما تحل قضية اللاجئين ولن تذهب الا عندما تقف هذه الدول والاطراف امام مسؤولياتها وتحل قضية اللاجئين بطريقة عادلة وشاملة حسب رغبة اللاجئ الفلسطيني نفسه. * اليس قبول تعويض مالي لم يتعد 10 مليون دولار من إسرائيل لقصفها مواقع تابعة لـ"اونروا" خلال الحرب الأخيرة على غزة إضعاف لموقف الأمم المتحدة؟ أليس قبول التعويض الحالي بدون محاسبة دولية أو قانونية هو تخليص لإسرائيل من ورطة دولية كبيرة؟ ماذا عن تعويض العائلات الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي؟ وما هو موقف "اونروا" من قرار اسرائيل "توبيخ" ضابطين كبيرين سمحا بقصف مواقع "اونروا"؟ - قبول هذا المبلغ لا يعتبر اضعافاً لموقف الامم المتحدة. وتاريخيا كانت "اونروا" مباشرة تطلب تعويضا ماديا عن اي ضرر كان يقوم به الطرف الاسرائيلي خلال السنوات الماضية، وتطلب الشروع بالتحقيق لمعرفة من قام بهذا العمل. وتاريخيا "اونروا" لم تستلم ابدا اي تعويض او تحصل على اي نتائج لاي تحقيق كانت تطالب به وهذه هي المرة الاولى التي تستلم فيها "اونروا" تعويضا عن اضرار للمنشآت ولكن هذا التعويض الاسرائيلي ارفق بعدم اقرارهم بالذنب وهذه قضية مهمة جدا، و"اونروا" ستظل باقية على موقفها بضرورة ان تتحمل السلطات الاسرائيلية المسؤولية عن هذه الاضرار التي لحقت بمنشات "اونروا" خلال الحرب. ولكن الاقرار بمبدا التعويض بداية جيدة وهي خطوة اولى مع اننا ما زلنا نصر على التحقيق. حتى لو استلمنا هذه المساعدات الا اننا لا نستطيع بناء منشأتنا لان السلطات الاسرائيلية منذ ما قبل الحرب الاخيرة ومنذ ثلاثة اعوام ترفض ادخال مواد البناء والقضية ليست اعادة اعمار منشآت "اونروا" الهم الاكثر لي، وكمفوض عام لـ"اونروا" همي هو اعادة اعمار المنشآت لاهل قطاع غزة وهذا غير متوفر. وبخصوص توبيخ الضابطين لا تعليق على ذلك والصورة غير واضحة ولكن الموضوع المهم انه كان هناك تحقيق من محقق دولي وهو تقرير غولدستون. والجمعية العمومية والامين العام للامم المتحدة ما زالوا يعملون على هذا الموضوع وطلبوا ردود الفعل من كل الاطراف المعنية وتم استلام هذه الردود. * المفوض العام السابقة كارين ابو زيد كانت لها وقفة واضحة وداعمة لأهالي الشيخ جراح الذين هجروا قسرا عن بيوتهم وكانت لها تصريحات جريئة بخصوص الاستيطان في الضفة والقدس وبخصوص عنف المستوطنين والإجراءات التعسفية المفروضة على سكان الضفة وتقييدات الحركة والسفر؟ كمفوض عام لـ"اونروا" ومع وجود مكتب دائم لك في القدس الشرقية ما هو موقفك تجاه الإجراءات الإسرائيلية في القدس والضفة؟ - ان مواقف المفوض العام السابقة هي مواقف المفوض العام الحالي وهي مواقف "اونروا" ولم يتغير اي شيء , وكنت قلقا عندما كنت نائب المفوض العام بسبب الصعوبات التي تواجه الفلسطينيين واللاجئين في القدس والضفة الغربية في كافة مناحي الحياة من بيع وشراء ومستشفيات ومدارس والتنقل وحرية العبادة كلها مسلوبة. وما يحصل بالقرب من مكاتب "اونروا" في حي الشيخ جراح من حرمان الانسان الفلسطيني من حقه في السكن وما يحصل تحت اعيننا هو فضيحة. لذلك فان الوكالة ستبقي على دورها في مناصرة هذه القضايا والعمل عليها كما فعلنا سابقا. * رجوعا الى وضعكم المالي، حتى متى ستناشدون وماهي الحلول الدائمة للأزمة المالية؟ هل ساعدت عملية الإصلاح الداخلي لـ"اونروا" في جذب تمويل اضافي؟ ودائما السؤال الحاضر هو هل تقوم الدول العربية وجامعة الدول العربية بدورها في دعم اللاجئيين الفاسطينيين عبر "اونروا" أم لا؟ - نعم لو لم يكن هناك اصلاح داخلي لـ"اونروا" لكان وضعها المالي سيئاً لان الاصلاح الداخلي مكن من جعل مطالبتنا لهذه المساعدات وتوظيفها اكثر نجاعة وكفاءة كما ان الاصلاح مكننا من تقديم خدمات افضل للاجئين. وفي ما يتعلق بالدعم العربي فان الجواب الحقيقي ليس دبلوماسيا فالتبرعات العربية تبرعات سخية تاريخيا واكثر من ذلك ان هناك زيادة في التبرع السخي لـ"اونروا" خصوصا في السنوات الماضية حتى ان لدينا مكتبا متخصصا وهناك شخص يقوم بمتابعة ملف التبرعات العربية وهو دبلوماسي سابق ويلعب دورا مؤثرا في هذا الموضوع. وما اتمنى على الدول العربية ان ترصد ميزانيات اضافية للميزانية العادية لـ"اونروا" ونحن دائما جاهزون للعمل سوية لنشرح لماذا دعم الميزانيات العادية هي بنفس الاهمية ان لم تكن اكثر اهمية من دعم الخدمات الطارئة. ونقدر كثيرا رغبة الدول العربية في تقديم خدماتها المتبرعة المباشرة، وهناك ضرورة لرصد الاموال للميزانية العادية والوكالة متفائلة في هذا الموضوع وهناك لجنة استشارية تشرف على عمل الوكالة وكمؤشر الى زيادة دور الدول العربية في عمل "اونروا" فان اللجنة يرأسها دبلوماسي مصري ونائبه دبلوماسي سعودي وهذا يدل على مدى ازدياد دور العامل العربي في دعم الوكالة. سالتقي الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الاحد (اليوم) وسابحث معه هذا الموضوع لان موسى كان له دور مميز في حث الدول العربية على زيادة تبرعاتها لميزانية الاونروا العادية. * يحضرني سؤال عن الفلسطينيين في لبنان؟ هل أنت متفائل بخصوص التوجه اللبناني الرسمي الأخير والقاضي بتحسين ظروف اللاجئين هناك والنقاش الدائر بخصوص فتح باب العمل والتملك لهم؟ مع حساسية الوضع اللبناني الداخلي كيف ترى هذا الملف مستقبلا؟ وما هو دوركم في هذا الإطار مع الحكومة اللبنانية وما هي إعمار مخيم نهر البارد المدمر؟ - حقيقة ان "اونروا" تستطيع الان ان تناقش اللبنانين بشكل منفتح ومسؤول حول وضع الفلسطينيين في لبنان يجعلني كمفوض عام متفائل بحذر حول التطورات الاخيرة، هذا التفاؤل الحذر جاء بعد نتاج جهد من الطرف اللبناني سواء من رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري ثم السنيورة ثم سعد الحريري وبالتالي هذا العمل من هذه الحكومات خلق هذه الارضية المتفائلة واصبح هناك مجالا للحوار. ان الوضع اللبناني الداخلي حساس وهش واي تحرك غير محسوب له تداعياته ولكن المؤشرات ايجابية والعمل بدأ على تحسين المخيمات وهذا لم نستطع الحديث عنه في السابق والاهم من ذلك ان هناك تحرك ايجابي في قدرة اللاجيء الفلسطيني للعمل بحيث ان حزمة حقوق اللاجئين بدات تتحسن ومن ضمنها ايضا رفع الحظر عن بعض الوظائف التي كانت ممنوعة. بخصوص مخيم نهر البارد الموضوع معقد جدا، ولكن العقبة الحالية ليست مالية وبسبب جهود الحكومة والجيش اللبناني تم التغلب على جميع العقبات وقريبا التحدي سيكون اننا سنطلب زيادة في التبرعات المالية لاعادة اعمار المخيم وهذا هو التحدي الاساسي بعد ان عالجنا كافة العوائق التي وضعت امام هذا المشروع. * مع شكرنا لتخصيص أول مقابلة رسمية لك مع جريدة القدس هل من كلمة تريد توجيهها للاجئين الفلسطينيين؟ - قد تكون الرسالة الاولى والاساسية مع بداية عملي انه في هذه الظروف السياسية الصعبة ومع غياب اي افق ايجابي امام الفلسطينيين انا ملتزم شخصيا وكل العاملين في "اونروا" ملتزمون بوضع كل الجهود بان المجتمع الدولي لن ينسى 4.7 مليون لاجىء فلسطيني مسجلين لدى الاونروا وان الوكالة ستبقى موجودة لتقديم المساعدات لان فقدان الامل هو نهاية الطريق والمشوار للاجئيين الفلسطينيين و"اونروا" واللاجئين لا يريدون الوصول الى هذه النهاية وبالتالي قد تكون هذه الرسالة الاساسية التي اريد ان اقدمها عبر جريدة القدس كمفوض عام