منظومة اعتراض الصواريخ "قبة حديدية"، جاءت الى فضاء العالم قبل بضعة اسابيع بصخب عالٍ. وزير الدفاع ايهود باراك، عقد اجتماع لكبار جهاز الامن، ضباط الجيش الاسرائيلي ورؤساء الصناعة لعرض اول احتفالي. وفرح الجميع بنجاح التجارب التي اظهرت – حتى في الافلام التي سلمت للبث، بانه يوجد جواب على مصدر القلق الفتاك لصواريخ القسام. وتبين أول أمس من تقرير لعاموس هرئيل في "هآرتس" بان الاحتفال شيء والواقع شيء آخر. هناك حاجة الى استكمالات، والبطارية التنفيذية الاولى ستنصب بعد ثلاثة اشهر في قاعدة سلاح الجو. وخابت توقعات سكان سديروت، المدينة المضروبة بالقسامات، والتي لاخذ الانطباع المباشر عن معاناتها جيء ببراك اوباما وضيوف كبار آخرون، في أن تحميهم المنظومة الاولى. المكان، كما يشرحون لهم الان، سيتقرر حسب تقويم الوضع. المجاملة المتبادلة للنجاح والخصومة على النصيب من الابوة له اصبحت تبادلا للادعاءات والاتهامات. الجيش الاسرائيلي ووزارة الدفاع، وفوقهما رؤساء الوزراء ووزراء الدفاع، اخطأوا في السنوات السابقة للحرب في لبنان في 2006 بالاستخفاف بخطر السلاح الصاروخي. مبادرات خارجية لتطوير وسائل مضادة ردت بدعوى مصاعب تكنولوجية ومالية. وقبل نحو ثلاث سنوات تقرر أخيرا العمل على سد الثغرة في حماية الجبهة الداخلية. "قبة حديدية" للصواريخ قصيرة المدى و "عصا سحرية" للنار من مدى أبعد جاءا للانضمام الى الصواريخ المضادة للصواريخ التي يفترض بها أن تعترض في الطبقات المتوسطة والعالية – "الباتريوت"، "حيتس"، وربما ايضا صواريخ لقوات البحر والبر الامريكية التي ستساعد اسرائيل عند الطوارىء. منذ اتخاذ القرار بتطوير وانتاج المنظومات المضادة للصواريخ تغير الوضع في الجنوب. في اعقاب حملة "رصاص مصبوب" ووقف النار الذي تحقق في ختامها ساد هدوء نسبي على حدود غزة. منظمة حماس تفضل، لاعتباراتها، الامتناع عن النار ومحاولة فرض إمرتها على المنظمات الاخرى ايضا. غير أن هذا التغيير ليس لا مرد له. من شأن الجنوب ان يشتعل مرة اخرى بسبب عوامل عديدة، بينها علاقات حماس مع اسرائيل، مع السلطة الفلسطينية او مع مصر، او عمليات تنفذها منظمة اخرى فتشعل نار سلسلة من ردود الفعل. وفي نفس الوقت يهدد تصعيد متجدد الشمال ايضا. حتى الان كانت هذه حرب لفظية، ولكن في المرحلة القادمة قد تنشب ايضا حرب صواريخ. يمكن أن تكون "قبة حديدية" ضرورية في الشمال اكثر منها في الجنوب، او في الجبهتين على حد سواء، او في الجنوب ولكن ليس لحماية سديروت – اذا كان الجهد سيصرف نحو بلدات اخرى، على فرض أن المنظومة ستنجح بالفعل في حمايتها. المعدن الاثمن هو الفضة (المال). كلفة انتاج وسائل الاطلاق والصواريخ التي ستستخدم ضد مقذوفات صاروخية زهيدة الثمن ستكون عالية جدا. هناك حاجة لميزانيات لبناء قوات هجومية، تحصين المدنيين والتزود بقوات دفاعية اخرى، وليس فقط بـ "قبة حديدية". التردد حقيقي أكثر من الغلاف التسويقي له. مواطنو اسرائيل من حقهم ليس فقط الحماية بل ويستحقون ايضا زعامة تتحدث اليهم بجدية دون تطوير للاوهام.