كتابٌ إسرائيليٌّ يفضح جيش الانتقام: تمزيق القرآن الكريم وحرقه أمام الفلسطينيين بغزّة.. سرقة الملابس الداخليّة للنساء الغزّيات
الخميس 06 فبراير 2025 05:39 م / بتوقيت القدس +2GMT
القدس المحتلة / سما/
كشف كتابٌ إسرائيليٌّ نُشِر مؤخرًا بعد حصوله على إذنٍ من الرقابة العسكريّة، كشف النقاب عن أنّ جيش الاحتلال تحوّل خلال العدوان البربريّ والهمجيّ الذي شنّه الكيان ضدّ قطاع غزّة في أكتوبر 2023 إلى جيش يُعاني من الانفصام، وعوضًا عن أنْ يكون جيشًا تابعًا لدولةٍ تحوّل إلى جيش عصاباتٍ كلّ فيه يرقص على ليلاه، على حدّ تعبير الكاتب، د. أساف حازاني، عالِم بالأنثروبولوجيا وهو لواء خدم في جيش الاحتلال ضمن الاحتياط، وخلال خدمته سجلّ العديد من الملاحظات التي تمّ تحويلها إلى كتابٍ.
ومن بين الأمور المقززة التي يأتي على ذكرها الكتاب يتبيّن أنّ جنود الاحتلال درجوا على تمزيق وحرق القرآن الكريم من منطلق الانتقام، ولم يتورعوا عن القيام بهذه الأعمال البربريّة ويقومون بتصوير أنفسهم خلال العمل الوحشيّ. وشدّدّ المؤلّف على أنّ حرق القرآن الكريم تمّ في إحدى المرّات خارج أحد المساجد، أمام العشرات من الفلسطينيين المقيّدين بانتظار التحقيق معهم بهدف إشباع غريزة الانتقام لدى الجنود الصهاينة، الذين أقّروا بأعمالهم الانتقاميّة بعنفوانٍ، علمًا أنّ هذا العمل يتعارض جوهريًا مع أوامر القيادة العليا بجيش الاحتلال.
ورأى المؤلّف أنّ إحراق القرآن الكريم بات أمرًا عاديًا خلال العدوان على غزّة، وحصل على شرعيّةٍ غيرُ مسبوقةٍ في صفوف الضبّاط والجنود، وأيضًا قامت وسائل الإعلام العبريّة بتغطية هذه الأحداث وكأنّها أمورًا طبيعيّةً، على حدّ تعبير المؤلّف، الذي أضاف أنّ الجنود قاموا بتصوير هذه الأعمال ونشرها في وسائط التواصل الاجتماعيّ، الأمر الذي سبب ضررًا كبيرًا للجيش وللكيان، حيثُ وصلت هذه الأفلام إلى محكمة الجنايات الدوليّة في لاهاي، وساهمت إلى حدٍّ كبيرٍ في ملاحقة الجنود الذين سافروا إلى خارج الكيان.
علاوة على ما ذُكِر آنفًا، كشف المؤلّف النقاب عن أنّ الجنود درجوا على إضرام النار في الحقول الزراعيّة وفي الأماكن الأخرى أيضًا من منطلق الانتقام بهدف منع إصلاحها في المستقبل، وبالإضافة إلى ذلك فإنّ هذه الحرائق أثرّت سلبًا على العمليات التي كان يُخطط لها جيش الاحتلال، علمًا أنّ الحرائق لم تكُن على جدول الأعمال بتاتًا.
وشدّدّ المؤلّف على أنّ “الأعمال الانتقاميّة تختفي عندما تنشأ الدولة، ويُحظَر على الجنود القيام بها، كما أنّها ممنوعة بحسب القانون الدوليّ، ولذا فإنّ مَنْ قام بهذه الأعمال يجِب أنْ يحاكَمْ”، أمّا البروفيسور يغيل ليفي، المُختّص بالشؤون العسكريّة، فقال لصحيفة (هآرتس) العبريّة، التي استعرضت الكتاب، إنّ “هذه الأعمال تحدث عندما يشعر الجنود بأنّ الدولة باتت سائبةً ومنحلّةً”.
وتابع البروفيسور ليفي قائلاً إنّ الدعوة للانتقام لم تأتِ من الأسفل، بل من الأعلى، لافتًا إلى أنّ “رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الحرب السابق، يوآف غالانط، بالإضافة إلى كبار الحاخامات والفنانين انضّموا إلى التحريض على الانتقام من الفلسطينيين في قطاع غزّة، ولذا بات من الصعب عليَّ أنْ أحدد هل نتحدّث عن جيشٍ يقوم بمهامٍ عسكريّةٍ أم عن جيشٍ يقوم بعمليات انتقامٍ”.
وأردف البروفيسور: “يسود لديّ الانطباع بأنّ غريزة الانتقام كانت وما زالت وستبقى مُسيطرةً على الحرب في غزّة، ولذا يجري الحديث هنا عن أعمالٍ غيرُ أخلاقيّةٍ التي أدّت إلى تغييرٍ عميقٍ في سلوكيات الجيش وقيمه”.
أمّا د. عيديت شيفران-غيتلمان، من معهد دراسات الأمن القوميّ، التابع لجامعة تل أبيب، فقالت للصحيفة العبريّة “إنّ غريزة الانتقام ظهرت جليًا بعد الأحداث “البربريّة” التي نفذّتها حركة (حماس) في هجومها يوم السابع من أكتوبر من العام 2023، لافتةً إلى أنّه في الأيّام الأولى للحرب “نسي” الضباط أنْ يشرحوا للجنود أنّ مهمتهم عملياتيّة وليست انتقاميّةً، الأمر الذي أدّى في نهاية المطاف إلى ارتكاب جرائم تُعتبر بنظر القانون الدوليّ جرائم حرب، وتابعت أنّه بحسب الاستطلاعات التي أجراها المعهد فقد تبيّن أنّ الأغلبية الساحقة من الإسرائيليين تؤيّد الأعمال الانتقاميّة، ولذا فإنّ رغبة القادة في التغطية على فشل أكتوبر المجلجل دفعهم لإطلاق العنان للجنود للقيام بأعمالٍ انتقاميّةٍ تتناقض مع القانون الدوليّ وقوانين الجيش الإسرائيليّ، على حدّ تعبيرها.
بالإضافة إلى ما جاء أعلاه، يؤكِّد المؤلّف أنّه على الرغم من الإنجازات العسكريّة التي حققها جيش الاحتلال في ساحة المعركة خلال العدوان، إلّا أنّ الشعور العّام السائد لدى السواد الأعظم من الإسرائيليين تُشير إلى أنّهم يحّسون ويشعرون بأنّ الحرب انتهت بهزيمة الكيان وجيشه، طبقًا لأقواله.
وأورد المؤلّف عددًا من القصص عن قيام كبار القادة بتصرفاتٍ مثل زعماء المافيا، وأحضروا عائلاتهم إلى مناطق القتال، ورأى أنّ هذه المظاهر الغريبة العجيبة إنّما تؤكِّد مرّةً أخرى على انحلال الجيش الإسرائيليّ وكيان الاحتلال، لافتًا إلى أنّه بعد السابع من أكتوبر 2023 توقّف الإسرائيليون عن الثقة بقياداتهم السياسيّة والعسكريّة، وأنّ الجيش تحولّ عمليًا إلى فرقٍ من الميلشيات الخاصّة.
وفي الختام كشف المؤلّف النقاب عن مظاهر غريبةٍ وساديّةٍ قام بها جنود الاحتلال خلال العدوان، ومنها، على سبيل الذكر لا الحصر، سرقة الملابس الداخليّة للنساء الفلسطينيات وارتدائها، والقيام بتصوير أنفسهم ونشر هذه الأفلام على وسائط التواصل الاجتماعيّ، طبقًا لما ورد في الكتاب.