أعرب حلفاء الولايات المتحدة وخصومها على حد سواء عن رفضهم وإدانتهم لاقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن تسيطر الولايات المتحدة على قطاع غزة وتعيد توطين سكانه.
وجاء اقتراح ترامب في مؤتمر صحفي مشترك بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي ابتسم عدة مرات بينما كان الرئيس الأمريكي يشرح خطة لبناء مستوطنات جديدة للفلسطينيين خارج قطاع غزة، وأن تتولى الولايات المتحدة "الملكية" لإعادة تطوير الأراضي التي مزقتها الحرب وتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".
وأشاد رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون، بتصريحات ترامب ووصفها بأنها "إجراء جريء على أمل تحقيق سلام دائم في غزة".
وقال جونسون عبر "إكس": "نأمل أن يجلب هذا الاستقرار والأمن اللذين تشتد الحاجة إليهما إلى المنطقة".
وأعرب مسؤول في جماعة الحوثيين في اليمن عن إدانته لتصريحات ترامب بشأن قطاع غزة.
وقال محمد البخيتي، أحد قادة الحوثيين، عبر منصة "إكس" إن تصريحات ترامب تمثل "الغطرسة الأمريكية" التي ستطغى على الجميع إذا قوبلت بـ "الخضوع من العرب"، مضيفا: "إذا قررت مصر أو الأردن أو كلاهما تحدي أمريكا، فإن اليمن ستقف بكل قوتها إلى جانبها، إلى أبعد حد ودون خطوط حمراء".
وأعرب وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، عن تأييده لتعليقات ترامب بشأن قطاع غزة.
وقال روبيو، عبر منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي "يجب تحرير غزة من حماس، وأن "الولايات المتحدة مستعدة لقيادة غزة وجعلها جميلة مرة أخرى. وهدفنا هو تحقيق السلام الدائم في المنطقة لجميع الأشخاص".
كما أيد خيرت فيلدرز زعيم اليمين في هولندا مقترح الرئيس تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الأردن.
ومع ذلك، أثارت تعليقات ترامب انتقادات من جهات عدة.
فقد اعتبر المفوّض الأممي السامي لشؤون اللاجئين أن مشروع السيطرة على غزة ونقل سكان القطاع "مفاجئ جدا، لكن لا بد من معرفة ما يعنيه على أرض الواقع"، معتبرا أنه "من الصعب جدا التعليق على هذه المسألة الحساسة جدا".
وقال متحدث الكرملين دميتري بيسكوف إن الكرملين يرى أن التسوية في الشرق الأوسط يمكن أن تتم فقط على أساس حل الدولتين.
وحتى داخل الحزب الجمهوري، ظهرت أصوات متحفظة بشأن الخطة، وقال السيناتور ليندسي غراهام، الذي يعتبر حليفا مقربا لترامب: "معظم سكان ولاية كارولينا الجنوبية ليسوا متحمسين لفكرة إرسال أمريكيين للسيطرة على غزة".
أما السيناتور كريس كونز، فقد واصف الخطة بأنها "جنون مطلق".
وأكدت السعودية رفضها القاطع المساس بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة سواء من خلال سياسات الاستيطان الإسرائيلي، أو ضم الأراضي الفلسطينية، أو السعي لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.
وأعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن رفضه لدعوات الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين خارج وطنهم، مؤكدا أن "الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن أرضه وحقوقه ومقدساته، وأن قطاع غزة هو جزء أصيل من أرض دولة فلسطين إلى جانب الضفة الغربية، والقدس الشرقية المحتلة، منذ عام 1967".
كما رفضت "حماس" تصريح ترامب، وقالت: "بدلا من محاسبة الاحتلال الصهيوني المجرم على جريمة الإبادة الجماعية والتهجير تتم مكافأته لا عقابه".
وأكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ رفض القيادة الفلسطينية دعوات تهجير الشعب الفلسطيني من أرض وطنه.
ونددت الصين بتصريحات ترامب، معارضة "النقل القسري لسكان غزة".
وصف الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا تصريحات الرئيس الأمريكي بشأن غزة بأنها "تتجاوز حدود الفهم".
وقال وزير الخارجية لبريطاني ديفيد لامي إن على المجتمع الدولي ضمان مستقبل الفلسطينيين في وطنهم. وقال وزير البيئة البريطاني ستيف ريد إن الفلسطينيين "بحاجة لأن يعودوا إلى ديارهم".
كما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان إن بلاده ترفض خطط ترامب.
وسبق أن اقترح ترامب نقل فلسطينيي قطاع غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، متذرعا بـ"عدم وجود أماكن صالحة للسكن في قطاع غزة"، جراء الحرب الإسرائيلية التي تواصلت أكثر من 15 شهرا.
وفي سياق متصل، أعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من 545 ألف نازح فلسطيني، عادوا إلى شمالي قطاع غزة خلال الأسبوع الماضي بعد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.