قال وزير المالية الإسرائيلي، وعضو المجلس الوزاري للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت)، بتسلئيل سموتريتش، اليوم الإثنين، إنه يعارض أي انسحاب إسرائيلي من محور "صلاح الدين" (فيلادلفيا) الحدودي بين قطاع غزة ومصر.
جاءت تصريحات سموتريتش صدرت قبيل اللقاء المرتقب بين رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، والرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في واشنطن؛ في مستهل اجتماع كتلة "الصهيونية الدينية" في الكنيست، بيّن خلالها ما يعتبر أنها "خطوط حمراء".
وقال سموتريتش إن "الانسحاب من محور فيلادلفيا، على سبيل المثال، هو خط أحمر بالنسبة لي"، مشددا على أن الموقف الذي سيتبناه نتنياهو خلال المباحثات مع ترامب يجب أن يحفظ المصالح الأمنية الإسرائيلية دون أي تنازلات قد تؤثر في أهداف الحرب على غزة.
وأضاف أنه "لا يمكن تجاهل الأثمان والمشاهد القاسية التي نراها في غزة، بما في ذلك صور حركة حماس وهي تستعرض سلطتها وهيمنتها على الأرض، معتبرا أن هذه المظاهر تؤكد ضرورة استمرار العمليات العسكرية حتى "الإبادة الكاملة" لحركة حماس.
واعتبر أن "كل هذا يوضح بشكل جلي أنه لا يمكن إنهاء المعركة قبل القضاء التام على حماس. وإذا لم نفعل ذلك، فالمسألة ستكون فقط مسألة وقت قبل أن تستعد مجددًا، وترتكب المجزرة القادمة. نحن مصممون على تحقيق هذا الهدف، ونعمل على تنفيذه".
التطبيع مع السعودية
وحول جهود التطبيع بين إسرائيل والسعودية، وهي إحدى القضايا المطروحة للنقاش خلال لقاء نتنياهو وترامب، قال سموتريتش إنه يؤيد "اتفاقيات السلام" مع الدول العربية، لكنه شدد على ضرورة أن تكون مبنية على "الحقائق" وليس على "الأكاذيب".
وأوضح: "أدعم توقيع اتفاقات سلام مع دول عربية إضافية، وعلى رأسها السعودية، لكن بشرط أن تكون مبنية على الحقيقة، وليس على أكاذيب تدّعي أن للعرب حقوقًا قومية في أرض إسرائيل"، وفق تعبيره.
وأضاف أن أي اتفاق تطبيع يجب ألا يكون على حساب الأمن الإسرائيلي، قائلًا إنه "لا يمكن أن تأتي هذه الاتفاقات على حساب أمن سكان دولة إسرائيل، بما في ذلك تحقيق أهداف الحرب، من خلال القضاء على القوة العسكرية والسلطة الحاكمة لحماس، وإزالة التهديد، وإعادة جميع الأسرى".
"لا للدولة الفلسطينية"
وشدد سموتريتش على أن أي اتفاق محتمل مع السعودية "لا يمكن أن يترافق مع تقديم أي آمال للسلطة الفلسطينية أو للعرب في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) وقطاع غزة، في ما يتعلق بإقامة دولة فلسطينية في قلب إسرائيل"، في إشارة إلى رفضه لأي تسوية قد تتضمن حلًا سياسيًا للقضية الفلسطينية.
ومن المقرر أن يلتقي نتنياهو وترامب، مساء يوم غد، الثلاثاء، في البيت الأبيض، في الساعة السادسة مساءً بتوقيت واشنطن (الواحدة فجر الأربعاء بتوقيت القدس المحتلة). ووفقًا للتقارير، فقد تم تأجيل الاجتماع لساعات بناءً على طلب البيت الأبيض.
دعوة إلى تصعيد العدوان على الضفة
وتطرق سموتريتش إلى العدوان الإسرائيلي المتصاعد على قطاع غزة، وقال إنه "إلى جانب اتفاقيات السلام مع دول عربية إضافية، من الضروري تكثيف العمليات الهجومية في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)".
واعتبر أن ذلك ضروري لـ"القضاء على الإرهاب وتحقيق الهدف الإضافي للحرب الذي أُقرّ بناءً على طلب الصهيونية الدينية"؛ واعتبر أن العدوان على جنين وطولكرم في إطار ما أسماه جيش الاحتلال "السور الحديدي" شمالي الضفة الغربية، "بداية جيدة"، داعيًا إلى "تعميق هذه الجهود".