خبر : خطة الحدود – الاقتراح الذي سيطرح على طاولة الادارة الامريكية../ معاريف

الخميس 04 فبراير 2010 11:20 ص / بتوقيت القدس +2GMT
خطة الحدود – الاقتراح الذي سيطرح على طاولة الادارة الامريكية../ معاريف



              المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين عالقة. الامريكيون يحاولون منذ زمن بعيد ايجاد الصيغة التي تنقذ العرب من الوحل. ولكن، تكشف "معاريف" النقاب عن انه منذ نحو سنتين يجري تحت رعاية معهد بيكر في جامعة رايس في تكساس عمل سري ومعمق لفرق من المفاوضين من اسرائيل ومن السلطة الفلسطينية – تبلور في تقرير نشر أول أمس ويمكن ان نجد فيه حلولا اقليمية محتملة للنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني.             فقد دعا المعهد مسؤولين كبار سابقين من الجهاز المدني والعسكري في الطرفين، وكذا اكاديميين، خبراء من منظمات مختلفة ومحافل من القطاع الخاص. وحسب مصادر امريكية، احد الشركاء الاسرائيليين في هذا التقرير هو المحامي جلعاد شير، مدير مكتب وزير الدفاع ورئيس الوزراء الاسبق ايهود باراك، ومن كان يقف على رأس الفريق المفاوض في عهده. مقابله، في الطرف الفلسطيني، عمل ضمن آخرين سميح العبد، مسؤول كبير في فتح كان وزيرا للبناء والاسكان في الحكومة الفلسطينية. وادار الاتصالات مدير معهد بيكر ادوارد ف. جرجيان، دبلوماسي أمريكي مقدر كان سفيرا للولايات المتحدة في سوريا وفي اسرائيل. الاراضي الاقليمية أولا             الهدف الذي وضع في البداية هو الحل بداية للمسائل الاقليمية، وفقط بعد ذلك التوجه الى مسائل اللباب – القدس، اللاجئين وترتيبات الامن. والافتراض هو أنه اذا كان ممكنا الوصول الى اتفاق حول هذه المسألة فسيكون ممكنا التقدم في المفاوضات المباشرة على نقاط الخلاف الاخرى. ومع أن المكانة النهائية للقدس لم تبحث، الا أن الفريقين انشغلا بمصير البلدات والاحياء في غلاف القدس، وشخصا في هذه الاثناء البؤر الاشكالية التي من شأنها أن تثقل على تحقيق الاتفاق.             واتفق الفرقاء على عدة مبادىء توجيهية بينها: ضم المستوطنات سيكون اقرب ما يكون الى حدود 67، يتم الحفاظ على تواصل اقليمي في الطرفين، المقدرات والاحتياجات البيئية للفلسطينيين تؤخذ بالحسبان، التطلع هو عدم اخلاء مستوطنات كبرى ولكن ايضا ضم اراض أقل قدر الامكان لاسرائيل. كما اتفق الفرقاء على الحاجة لمعابر آمنة – للعرب (تبعا للتغييرات في الظروف السياسية الفلسطينية الداخلية) بين يهودا والسامرة وغزة وللاسرائيليين على طريق الغور وطريق 443.             الفريق الاسرائيلي أصر على الا تعتبر الاحياء والضواحي المقدسية خلف الخط الاخضر مستوطنات، بحيث أن عدد المستوطنين في يهودا والسامرة، الذين سيبحث مصيرهم، يصل الى 280 الف فقط. اما الفلسطينيون بالمقابل، فقد اصروا على ان يحصوا ايضا سكان غلاف القدس، بحيث يصل عدد المستوطنين الى نحو 485 الف. وباستثناء الجدال حول غلاف القدس، وعلى رأسه معاليه ادوميم وهار حوما اصر الطرفان على الاتفاق ايضا على مصير كارنيه شومرون، ارئيل، أفرات ومجدال عوز المجاورة وكذا جفعات زئيف واللطرون.             بدلا من مطار بن غوريون             الامر الابرز الذي يتضح من الاتفاقات المتحققة هو أنه في كل البدائل الثلاثة للحلول الوسط التي يقترحها جرجيان: ستشطب ارئيل من على وجه الارض. الفريق الاسرائيلي اقترح اخلاء المدينة واعادة بنائها على مقربة من الخط الاخضر. بالمقابل، عرضت ارض غير مأهولة من 28 كيلو متر مربع من منطقة سلفيت – رام الله تسيطر على مطار بن غوريون. اقترح الاسرائيليون ضم الارض ونقل ارئيل اليها وبلدات بيت آريه وعوفريم. بالمقابل، اقترح الفلسطينيون نقل مطار بن غوريون واقامة ارئيل مكانه.             اضافة الى ذلك بحثت الطواقم في الحاجة الى جدول زمني مرن متفق عليه لاخلاء المستوطنات التي لن تضم الى اسرائيل وايجاد حلول مسبقة للمخلين. كما اتفق على أنه في حالة المستوطنات القديمة والكبيرة فانها ستنقل في فترة زمنية من 5 – 15 سنة. ورأى المشاركون في الوصول الى تسوية في موضوع الحدود والامن مفتاحا لمواصلة المسيرة السلمية نحو التسوية الدائمة.             بالاجمال اعدت خمس خرائط محتملة: الخريطة الاولى التي اقترحها الفريق الاسرائيلي عرضت حلا تضمن تبادلا لـ 7 المائة من الارض وفقا لنسبة 1:1. وذلك وفقا للنسبة التي تقررت في المبادرة العربية، وخلافا لصيغة كلينتون من العام 2000 التي قررت نسبة مع فائض لاسرائيل 3:1. المسار المقترح للحدود في الخرائط التي عرضها الطرف الاسرائيلي تتطابق والقسم الاساس في مسار جدار الامن. بالمقابل، عرض الفلسطينيون خريطة تتضمن تبادلا لاقل من 2 في المائة من المنطقة بنسبة مشابهة 1:1. الخريطتان عبرتا عن مواقف مشابهة لتلك التي عرضها في الماضي رئيس الوزراء ايهود اولمرت ورئيس السلطة ابو مازن.             في غضون سنتين             قبل بضعة اشهر، في اثناء محاضرة في الولايات المتحدة ادعى شير بان المصلحة الوطنية لاسرائيل هي التخطيط الجيد لمسار الحدود المؤقت والترتيبات الامنية النابعة منه، كي يتم نقل المستوطنات بشكل عاقل، داخل الكتل الاستيطانية التي ستبقى ضمن السيطرة الاسرائيلية. وهكذا بالتداخل مع بناء المؤسسات الوطنية الفلسطينية – "خطة فياض" والمسعى الامريكي لتأهيل قوات فرض القانون في الضفة، "خطة جونز" – سيكون ممكنا الاعلان في غضون نحو سنتين عن دولة فلسطينية في حدود مؤقتة. في محاضرة مشتركة مع السفير السابق مارتين ايندك اشار الرجلان الى أن المفاوضات على دولة فلسطينية، وليس في حدود مؤقتة، تقصر الطريق نحو التسوية الدائمة وتنسجم مع خريطة الطريق. رد فعل جلعاد شير لم يكن ممكنا الحصول عليه أمس.             في نهاية المطاف يوصي معهد بيكر الادارة بالتفكير في ثلاثة بدائل اخرى. الاول – تبادل 4 في المائة من اراضي يهودا والسامرة (251 كيلو متر مربع) في اطاره يخلى اكثر من 115 الف اسرائيلي. الثاني يقضي بتبادل للاراضي بنسبة 3.4 في المائة (212 كيلو متر مربع) واخلاء اكثر من 120 الف اسرائيلي. الثالث يقضي بتبادل للاراضي بنسبة 4.4 في المائة من المنطقة (274 كيلو متر مربع). الفوارق بين البدائل تتعلق ضمن امور اخرى بمستوطنات كارنيه شومرون، غوش حينانيت، شكيد وريحان، وبالاساس بحجم المستوطنات التي يمكن أن تضم الى اسرائيل.             وقال جرجيان انه "لا يوجد اتفاق ينجح في ارضاء الجميع. في المفاوضات مطلوب قوة ارادة عظيمة في قيادة الطرفين وكذا اطار مستقر للمباحثات، ولن يكون تقدم ذو مغزى دون تدخل مباشر وثابت من جانب الرئيس براك اوباما، وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون والمبعوث الخاص جورج ميتشيل".   4 فبراير 2010