القدس المحتلة / سما / اقر ضابط اسرائيلي رفيع الرتبة للمرة الاولى ان الجيش الاسرائيلي تجاوز قواعد الاشتباك السابقة التي كان يعتمدها بخصوص حماية ارواح المدنيين كي يخفف الى ادنى حد من الخسائر في صفوف جنوده خلال الحرب على قطاع غزة في الشتاء الماضي. وقال الضابط الذي كان احد قادة عملية "الرصاص المسكوب" ان هذا التغيير حصل تطبيقاً للدروس المستفادة من الحرب على لبنان في صيف العام 2006 وتجنبا لخسائر فادحة في ارواح الجنود. وشرح الضابط في مقال نشرته صحيفة "ذي اندبندنت" البريطانية اليوم الاربعاء ان قواعد الاشتباك التقليدية المعروفة بـ"الوسائل والنيات" والتي تشترط ان يكون بموجبها الشخص المستهدف المشتبه به اما حاملاً سلاحاً او مظهراً علائم على انه ينوي استخدام السلاح قبل اطلاق النار عليه، توقف تطبيقها قبل استدعاء نيران من طائرات من دون طيار او طائرات مروحية في الحرب. وقال ضابط آخر للصحيفة خدم في مقر احد الالوية خلال العدوان على غزة ان سياسة الجيش الاسرائيلي الجديدة تلك قضت عملياً بتقليص"الخطر على الجنود الى نقطة الصفر حرفياً". وقال محام اسرائيلي بارز في مجال حقوق الانسان هو مايكل سفارد للصحيفة البريطانية انه اذا كان اعتراف هذا القائد العسكري الرفيع الرتبة دقيقاً، فان هذا يمثل "مسدساً ينبعث منه الدخان" (اي برهاناً ملموساً) في قضية حقوق الانسان ضد اسرائيل. وقال عسكري آخر عمل في غرفة العمليات في مقر اللواء ذاته للصحيفة ان سلوك الجيش الاسرائيلي في غزة، خصوصاً سلوك القوات الجوية، "اخذ فكرة القتل المستهدف وقلبها رأساً على عقب". واوضح انه "بدلاً من استخدام الاستخبارات للتعرف على ارهابي، اخذنا نعمل العكس: اولاً تقتله، ثم تنظر في المسألة". واضاف: "هذا لا يعني انك ينبغي ان تظهر عدم احترام لارواح الفلسطينيين ولكن اولويتنا الاولى كانت (حماية) ارواح جنودنا. هذه مسألة ستتساهل فيها (في تطبيق قواعد الاشتباك)". واضاف عسكري آخر: "في كل سنوات خدمتي لم اسمع شيئاً من هذا القبيل". وكانت الامم المتحدة اعلنت الثلاثاء ان الادلة التي جمعتها تناقض الادعاءات الاسرائيلية القائلة ان مطحنة غزة لم تصب في قصف جوي اسرائيلي. وقد ذكر تقرير القاضي ريتشارد غولدستون عن الحرب على غزة ان اسرائيل قصفت عمداً منشآت مدنية وبنى تحتية فلسطينية في قطاع غزة خلال عملية "الرصاص المسكوب".