خبر : حرب أعصاب../ لا يحطمون الأواني – الاتصالات السرية لتحرير شليت تنتقل الى تبادل علني للاتهامات../يديعوت

الأربعاء 03 فبراير 2010 11:51 ص / بتوقيت القدس +2GMT
حرب أعصاب../ لا يحطمون الأواني – الاتصالات السرية لتحرير شليت تنتقل الى تبادل علني للاتهامات../يديعوت



 مع كل الاحترام، محمود الزهار، من قادة حماس في غزة، ليس هو الصلاحية للاعلان عن انهيار المفاوضات في قضية شليت. الاصلاحية للاعانات من هذا النوع توجد في دمشق: خالد مشعل هو العنوان. وخالد مشعل والمحيطون به لا يزالون لم ينقلوا الى الوسيط الالماني أي جواب رسمي بالنسبة للاقتراح الذي نقلته اسرائيل الى حماس منذ قبل اربعة اسابيع. التصريحات التي اطلقها أمس محمود الزهار ينبغي التعاطي معها كخطوة تكتيكية اخرى في اطار ممارسات الضغوط على الرأي العام، على اصحاب القرار في اسرائيل وعلى عائلة شليت. من يصر يمكنه ان يرى في هذا التصريح من الزهار فتوى او تفسير شخصي من عضو في طاقم المفاوضات لتحرير السجناء الفلسطينيين مقابل جلعاد شليت. الوضع الحالي للمفاوضات يمكن اجمالها تحت العنوان الغامض: "الصفقة وان كانت عالقة، الا ان المفاوضات مستمرة – او على الاقل لم يتم الاعلان عن وقفها". بقدر ما هو معروف، كل آليات المفاوضات لا تزال تؤدي دورها: الوسيط الالماني لا يزال يوجد في الصورة، لا احد في اسرائيل او في حماس اعلن ان المفاوضات انتهت او ان الطواقم حلت او الرزمة فككت، ولا احد ايضا يتصرف على هذا النحو. كما ان رئيس الوزراء لم يتحدث أمس عن وقف المفاوضات، بل أوضح بأن الكرة توجد في ملعب حماس وان اسرائيل تنتظر الجواب. اذا كانت حماس تريد، قال نتنياهو، فستكون صفقة. من المنشورات في الصحف العربية يتبين ان في حماس لا يزال لا يوجد قرار متبلور بالنسبة لمصير الاقتراح الاسرائيلي الاخير. يوجد داخل حماس آراء مختلفة من التيارات المختلفة – كل واحد حسب مصالحه. والصراع داخل حماس مرير. ويمكن التقدير بأن رجال غزة اكثر مرونة. من ناحيتهم يمكن كما يبدو، ابرام الصفقة. اصعب بكثير مواصلة التردد في غزة منه في دمشق. من الصعب التصديق بأن المنشورات على ان الوسيط الالماني يتهم اسرائيل بتشديد الشروط – الامر الذي يزعم انه ادى الى الجمود في المفاوضات – هي صحيحة. اليوم الذي يتهم فيه الوسيط الالماني احدا من الطرفين بتخريب الصفقة سيكون ايضا هو اليوم الذي ينهي فيه مهامه – وهذا ما لم يجده سليما حتى الان. من وصف تكنيك عمل الالماني – حتى حيال حزب الله – يظهر ان الرجل ليس وسيطا بالضبط. هو في واقع الامر نوع من المحكم والموفق. وعلى مدى كل تدخله في المفاوضات على انواعها لا يلعب دور المبعوث الذي ينقل البلاغات نصا وروحا من جهة الى اخرى. عظمته هي في انه يأخذ من كل طرف من الطرفين فقط المواقف التي يعتقد انها تدفع المفاوضات الى الامام وينقلها الى الطرف الاخر بعد ان يعالجها. الطرفان تناولا المواقف التي عرضها الالماني عليهما كمواقف نزيهة، موضوعية، وعديمة التحيز. وبهذه الطريقة نجح في أن يحدث تقاربا بين اسرائيل وحماس – الامر الذي خلق اجواء من التفاؤل الزائد، شبه النشوة، قبل نحو شهر. وعندها اجتمعت السباعية الوزارية في اسرائيل – لقاء حظي بعناوين رئيسة وترافق وكثير من التحفز والتوقعات. غير ان هنا على الاغلب الظن بدأت انعطافة ما في الموقف من الالماني. لدى حماس نشأ الانطباع بأن ما خرج من اجتماع السباعية كان في واقع الامر خروجا عن السلوك العادي للوسيط. هذه المرة نقل موقفا اسرائيليا نهائيا ومتصلبا وليس الموقف المعالج. وهنا بالضبط علقنا. حماس لا تزال تنظر في رأيها في كيفية الرد على ما تعتبره موقفا اسرائيليا غير مساو يطالب بابعاد أناسا معينين الى قطاع غزة والى الخارج وليس الى الضفة. او كما وصف نتنياهو ذلك: محظور السماح لمخربين قتلة بالعودة الى العمل. وليس صدفة ان اتهم محمود الزهار رئيس الوزراء بأنه تدخل وغير قواعد اللعب، وذلك لان حماس تعزو الاقتراح الاخير لحكومة اسرائيل مباشرة دون تدخل من الوسيط الالماني. لا يمكن لاحد ان يقول كم من الوقت سنجلس لننتظر الى ان يعلن، اذا كان سيعلن، عن فشل المفاوضات. لا احد يعلم متى سيقرر المحكم الالماني بأنه مل الانتظار. احد لا يعرف متى سيصل صراع القوى داخل حماس الى لحظة الاستنفاد. ولكن كونه لا يوجد في الافق بديل اخر لم يتبق غير الانتظار بصبر. الاحتمالات اليوم لاختراق او لفشل مطلق متساوية.