الجيش الاسرائيلي لا يعتزم في هذه المرحلة أن ينشر على نحو ثابت بطارية منظومة "قبة حديدية" للدفاع ضد الصواريخ في مدينة سديروت. ويتوقع الجيش بان تكون البطارية التنفيذية الاولى تحت تصرفه منذ شهر ايار القادم، ولكن حسب خطة الجيش الاسرائيلي ستنصب البطارية في المرحلة الاولى في احدى قواعد سلاح الجو في الجنوب وتنشر في المنطقة بسرعة فقط في حالة تصعيد حاد متجدد على حدود قطاع غزة. عند اتخاذ القرار بالتزود بمنظومة "قبة حديدية" في اثناء السنوات الثلاثة الماضية منذئذ، وعد الوزراء مرات عديدة بان تنشر المنظومة في الساحة وتوفر حماية ناجعة لسكان البلدات في غلاف غزة. وقد ذكرت سديروت عدة مرات كبلدة اولى من المتوقع أن تتمتع بحماية المنظومة، وذلك لان المدينة تلقت عددا كبيرا من الصواريخ على مدى اكثر من ثماني سنوات. في الشهر الماضي استكمل القسم المركزي في عملية التجارب على "قبة حديدية"، بتجربة مثيرة للانطباع على نحو خاص في النقب نجحت فيها المنظومة باسقاط عدة صليات من الصواريخ. وزارة الدفاع والجيش الاسرائيلي باركا الانجاز واعلنا بان منظومة مضادات الطائرات في سلاح الجو ستستلم المنظومة الاولى في اثناء شهر اذار القريب القادم. وستعتبر البطارية تنفيذية في شهر ايار. ولكن تبين من فحص "هآرتس" بان عملية التزود والانتشار بـ "قبة حديدية" سيكون على ما يبدو بطيئا اكثر من عملية تطوير شركة رفائيل التي اكتملت في زمن ذروة لنحو سنتين ونصف. وتتجه النية حاليا الى شراء عدد صغير نسبيا من البطاريات وعدد محدود من الصواريخ وفي المرحلة الاولى الامتناع عن نشرها في الساحة. وشرح مصدر كبير في هيئة الاركان بانه لا تزال هناك تجربتان لفحص القدرة الكاملة للمنظومة. "نحن لسنا بعد في مرحلة القرار حول شكل الاستخدام. يجب ان نرى نهائيا ما يعرف الصاروخ عمله وما لا يعرفه. وعندها فقط نقرر حجم التزود"، اضاف. وحسب اقواله، فان التفسير الذي اعطي في وسائل الاعلام وكأن "قبة حديدية" معدة للاسقاط بشكل جار صواريخ قسام وكاتيوشا جراد، يفوت الهدف الحقيقي للمنظومة. "هذه منظومة ينبغي لها أن تتصدى لصواريخ أثقل، يحتمل أن تكون موجودة في القطاع، مثل فجر 5".فجر 5 هو صاروخ من انتاج ايراني يوجد أيضا قيد استخدام حزب ا لله، مداه يصل الى 75كم. فجر وصواريخ مشابهة تحمل رؤوسا متفجرة يمكن أن تصل الى 100 – 150كغم وضررها كبير نسبيا. وبالمقابل، قال المصدر الكبير، الرد الاساس للدفاع في وجه القسام والكاتيوشا سيبقى خليط من الانذار المبكر والاحتماء بملجأ او تحت سقف مبنى. "على أي حال، فان حملة رصاص مصبوب قلصت معظم نار القسام. لن يكون معنى لاطلاق الصواريخ المضادة للصواريخ على نحو ثابت تجاه كل صاروخ منفرد. على "قبة حديدية" ان تستخدم في اثناء التصعيد او ضد صواريخ اثقل"، اضاف الكبير. اعتبار آخر: كون عدد البطاريات التنفيذية سيكون قليلا في البداية، يسعون في الجيش الاسرائيلي على ما يبدو الى الامتناع عن وضع تتلقى فيه بلدة حماية دائمة وجارتها لا تتمتع بها. وافاد الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي معقبا بان "مفهوم التشغيل لمنظومة "قبة حديدية" تبلور في الجيش الاسرائيلي في نظرة شاملة في ظل الفهم بان الحاجة هي لاعطاء رد ناجع لطيف واسع من التهديدات ولعدد من نطاقات العمل بازمنة رد قصيرة. منظومة "قبة حديدية" هي منظومة متنقلة وموضع البطاريات سيتقرر حسب تقويم الوضع الذي يتم قبيل موعد الاعلان عن الاهلية التنفيذية لتشغيل المنظومة". يبدو انه في خلفية الخطة المتبلورة يوجد اعتباران آخران: اضطرارات ميزانية ومكانة الخطة لشراء "قبة حديدية" في سلم اولويات الجيش الاسرائيلي، ولا سيما لسلاح الجو. في الجيش تقرر تفعيل قبة حديدية ضمن منظومة مضادات الطائرات. ولكن لم يتقرر بعد من أي ميزانية سيمول التزود بالمنظومة في السياق. يلوح قرار بتزود أولي بخمس حتى سبع منظومات (لحماية بلدات غلاف غزة والحدود الشمالية هناك حاجة لعدد اكبر بكثير من المنظومات) وعدد محدود من الصواريخ الاعتراضية. والى جانب ذلك، الغى الجيش الاسرائيلي مؤخرا خطة تزود بكلفة عشرات ملايين الدولارات لصواريخ مضادة للطائرات من طراز معين واوقف شراء صواريخ من طراز آخر. هناك تخوف من أن "قبة حديدية"، مع أن كل كبار جهاز الامن يتحدثون الان عن اهميتها، ستجد صعوبة في التنافس على الميزانيات امام المشاريع الاكثر قربا من قلب سلاح الجو، مثل الطائرة القتالية المستقبلية اف 35 او التدريبات المكثفة. يبدو أن في نهاية المطاف ستكون حاجة الى تحديد ميزانية خارجية للمشروع، من خارج ميزانية سلاح الجو. هذا ما يعنى به مؤخرا ايهود باراك. احدى الافكار لتخفيض ثمن كل بطارية هي زيادة المبيعات. ممثلو دولة في آسيا شاهدوا التجربة في النقب واعربوا عن اهتمامهم بشراء "قبة حديدية". رغم التصريحات بشأن اهمية الدفاع ضد الصواريخ، لا تزال اسرائيل لم تغير بشكل واضح سلم اولوياتها. فترة الاستخفاف باهمية التهديد، والتي قضت بجمود لسبع لسنوات لمشروع منظومة الاعتراض ضد الصواريخ للمدى القصير، انتهت – ولكن يحتمل الا تكون الرسالة قد استوعبت على كل المستويات. قبل نحو شهرين، في اجتماع عن تهديد الصواريخ، استعرض رئيس شعبة البحث والتطوير العميد داني غولد، رد الجيش الاسرائيلي وشرع باستعراض بوسائل الانذار والهجوم على وسائل اطلاق الصواريخ. منظومات الدفاع دحرت الى المكان الاخير في الاستعراض. مدير عام شركة رفائيل اللواء احتياط يديديا يعاري، لم يمسك نفسه وقاطع رئيس شعبة البحث والتطوير قائلا: "اذا لم يكن هناك دفاع، لن يكون هجوم ايضا"، على حد ادعائه.