نابلس/ يقول مهدي أبو غزالة إنه دخل السجن طوعا خوفا على حياته.ولكونه سجينا غير عادي فإن بالإمكان الاتصال به على تليفونه المحمول. سلم أبو غزالة نفسه لقوات الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية في السابع من الشهر الفائت مع ثمانية فلسطينيين آخرين قيل لهم إنهم معرضون ان يلقوا نفس مصير ثلاثة رجال قتلوا برصاص الجيش الإسرائيلي قبل أسبوعين. وقال أبو غزالة لـوكالة "رويترز" في اتصال هاتفي من سجن الجنيد الذي تديره السلطة الفلسطينية بالقرب من نابلس "نصحتنا قوات الأمن بدخول السجن حفاظا على حياتنا". ويعتقد أبو غزالة العضو السابق في كتائب شهداء الأقصى إنه في مأمن من ملاحقة إسرائيل التي تحتل الضفة الغربية منذ العام 1967. وقال إنه كان مشمولا بعفو إسرائيلي شمل العشرات من المتشددين من "كتائب شهداء الأقصى" المنبثقة عن حركة "فتح". ولكن الشيء ذاته ينطبق على ثلاثة فلسطينيين قتلهم الجيش الإسرائيلي في 26 ديسمبر كانون الأول. وكان الجيش يشك في أن الثلاثة ضالعون في قتل مستوطن يهودي قبل ذلك بيومين. وقال الفلسطينيون الذين يحتجزون أبو غزالة له إن هناك مزاعم إسرائيلية بضلوعه في مؤامرة للانتقام لمقتل الثلاثة في نابلس. وهي تهمة ينفيها تماما. وقال أبو غزالة "كانت الساعة 10:30 مساء. وقالوا إن أمامنا حتى منتصف الليل للحضور لسجن الجنيد وإلا سيتصرف الطرف الآخر (إسرائيل) بطريقته." يأتي التحرك السريع من جانب قوات الأمن لضمان عدم إراقة مزيد من الدماء تجسيدا لتصميم الرئيس الفلسطيني محمود عباس على تجنب إحداث شلل في عملية السلام فيما تصعد إسرائيل أعمال العنف في الضفة الغربية. ولكن مثل هذه الاحتجازات داخل سجن فلسطيني تمثل مشكلة بالنسبة لصورة قوات الأمن الفلسطينية. فهي ترفض بشدة اتهامات يوجهها منتقدون ومنهم حماس بانها تتعاون مع إسرائيل. وقال عدنان الدميري الناطق باسم أجهزة الأمن الفلسطينية التي تسيطر على بعض المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية إن قوات الأمن الفلسطينية لا تسجن أي شخص وفقا لرغبات إسرائيل. وأضاف إن احتجاز الرجال الثلاثة في سجن الجنيد جاء بناء على مخاوف على حياتهم. ووصف مقتل الثلاثة في نابلس بأنها عمليات "إعدام" إسرائيلية تهدف إلى تقويض ثقة الناس في قوات الأمن الفلسطينية. وقال الجيش الإسرائيلي إن الثلاثة تجاهلوا أوامر بتسليم أنفسهم. وعثر على أحدهم يحمل بندقية ولكن أيا منهم لم يفتح النار. وقال الجيش إن الجنود افترضوا أن كلا منهم "مسلح وخطير". وأثار تحقيق أجرته منظمة بتسيلم الإسرائيلية المعنية بحقوق الإنسان "مخاوف عميقة من أن يكون الجنود تصرفوا بصورة غير قانونية". وقالت المنظمة إنه في حالتين على الأقل لم يبذل الجنود محاولات لاعتقال الرجلين. وقال أبو غزالة الذي قاتل في الانتفاضة الفلسطينية المسلحة في مطلع الألفية إنه يعتقد أن إسرائيل تأمل في استثارة رد فعل عنيف. وأضاف أنه لن يبادر بذلك. يقول أبوغزالة (36 عاما) الذي تزوج قبل خمسة شهور إنه يسعى كي يحيا حياة عادية في نابلس التي كان يعمل فيها في متجر للأحذية يملكه أخوه إلى أن دخل السجن. وقضى أبوغزالة عدة أعوام في سجن إسرائيلي خلال الانتفاضة. وليس من الغريب أن يلقى أبو غزالة معاملة طيبة من جانب سجانيه. وعلى الرغم من وجوده في سجن فلسطيني فإن أبو غزالة لا يشك في أن موعد الإفراج عنه يعتمد على إسرائيل. وقال "إن قوات الأمن مقتنعة بأن مزاعم إسرائيل لا أساس لها."