خبر : قائد فرقة غزة عوقب انضباطيا على نار قذائف فسفورية في حملة "رصاص مصبوب"../هآرتس

الإثنين 01 فبراير 2010 11:17 ص / بتوقيت القدس +2GMT
قائد فرقة غزة عوقب انضباطيا على نار قذائف فسفورية في حملة "رصاص مصبوب"../هآرتس



قائد فرقة غزة العميد ايل آيزنبرغ وقائد لواء جفعاتي السابق العقيد ايلان ملكا عرضا حياة الانسان للخطر حين صادقا على نار قذائف فسفورية الى مجال وكالة الغوث الاونروا في قطاع غزة في حملة "رصاص مصبوب". الضابطان الكبيران اللذان ادارا قسما هاما من الحملة قبل نحو سنة عولجا انضباطيا من قبل قائد المنطقة الجنوبية، اللواء يوآف جلانت بعد ان وجدت لجنة من هيئة الاركان انهما خرجا عن صلاحياتهما حين صادقا على اطلاق قذائف فسفورية وبالتالي عرضا حياة الانسان للخطر. هذه التفاصيل توجد في تقرير نقلته حكومة اسرائيل الى الامم المتحدة في نهاية الاسبوع الماضي ردا على تقرير اللجنة برئاسة القاضي ريتشارد غولدستون. اسما الضابطين لا يذكران في التقرير الاسرائيلي. وافاد الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي ان "التقرير يتحدث عن نفسه ويثبت أن الجيش الاسرائيلي بدأ يحقق مع نفسه فور انتهاء الحملة دون صلة بهذه اللجنة أو تلك".الحدث الذي اطلقت فيه قذائف فسفورية وقع في 15 كانون الثاني، قبل يومين من انتهاء حملة "رصاص مصبوب" في حي تل الهوى جنوب مدينة غزة في قاطع عمل فيه لواء جفعاتي وقوات اخرى. في أثناء قتال الجيش الاسرائيلي ضد خلايا من حماس كانت تحمل صواريخ مضادة للدبابات متطورة حسب المعلومات الاستخبارية تقرر استخدام قنابل دخان الفسفور لخلق ساتر يجعل من الصعب على رجال الخلية رؤية الجنود. وقالت مصادر في الجيش الاسرائيلي ان المصادقة على اطلاق النار صدر بشكل استثنائي، خشية على سلامة القوات في الميدان ومن اجل السماح لها بالنجاة بسرعة من منطقة خطيرة. نطاق وكالة الغوث الاونروا يوجد بين قوة من الجيش الاسرائيلي وبين مواقع حماس. قنابل الستار تنثر مئات القطع الصغيرة المحملة بالفسفور وبعضها سقط داخل نطاق الوكالة والحق اصابات بموظفي الوكالة واصابة مواطنين فلسطينيين آخرين، وضررا بالمبنى. منظمات حقوق الانسان ادعت ضد الجيش الاسرائيلي بانه استخدم بشكل غير قانوني قنابل الفسفور وان القنابل اوقعت اصابات عديدة بالحروق في اوساط السكان الفلسطينيين. اما الجيش الاسرائيلي فرد مدعيا بان هذه قنابل مسموحة الاستخدام في المواثيق الدولية وان قذائف مشابهة توجد قيد استخدام جيوش غربية اخرى. كما ادعوا في الجيش الاسرائيلي بان استخدام القنابل جاء في المناطق البعيدة عن التجمعات السكانية. مع نهاية حملة "رصاص مصبوب" أمر رئيس الاركان الفريق غابي اشكنازي بتشكيل خمس لجان فحص خاصة برئاسة ضباط برتبة عقيد لفحص الادعاءات التي طرحت ضد الجيش الاسرائيلي في اثناء القتال وبعده. وفحصت احدى اللجان استخدام قنابل الفسفور، وبعد ثلاثة اشهر من العمل في نهاية نيسان 2009 عرض نائب رئيس الاركان في حينه اللواء دان هرئيل نتائج اللجان، وبالنسبة للفسفور قال انه لم يعثر على حالات اطلقت فيها القنابل خلافا للتعليمات وفي كل الاحوال اطلقت في مناطق مفتوحة. رغم هذه الاقوال، ففي التقرير الذي رفعته اسرائيل الى الامم المتحدة وكتبه رجال وزارة الخارجية بالتعاون مع النائب العسكري الرئيس اللواء افيحاي مندلبليت، كتب صراحة بان ضابطين برتبة عميد وعقيد عوقبا انضباطيا بعد أن اظهرت لجنة هيئة الاركان بانهما صادقا على نار قنابل الفسفور في تل الهوى وهكذا "خرجا عن صلاحياتهما بشكل عرض حياة آخرين للخطر". ويشير التقرير الى الامم المتحدة ايضا بانه مؤخرا أمر رئيس الاركان الفريق اشكنازي، حسب توصية النائب العسكري العام مندلبليت بتشكيل فريق فحص سادس لفحص حالتين اخريين اشار اليهما تقرير غولدستون، احداهما هي وفاة عشرين مواطنا في بيت في حي الزيتون في غزة كنتيجة لقصف الجيش الاسرائيلي.فرق الفحص من هيئة الاركان تفحص فقط الحالات الخطيرة والاكثر بروزا التي نشرت في اعقاب حملة "رصاص مصبوب". اضافة الى ذلك نفذت ولا تزال تنفيذ منذ الحملة تحقيقات من الشرطة العسكرية في نحو 150 حدث بسلوك مرفوض، زعما، من جنود تجاه مواطنين واملاك فلسطينية في اثناء الحملة. بعض من هذه الحالات طرحت في التحقيقات التنفيذية التي ادارها الجيش الاسرائيلي بعد الحملة ولكن معظمها طرح كنتيجة لشكاوى منظمات حقوق الانسان، مواطنين فلسطينيين خاصين وفي تقارير الصحف. 12 حالة طرحت لاول مرة في تقرير غولدستون. في اطار التحقيقات، حقق مع نحو 500 جندي وضابط وقرابة 100 مواطن فلسطيني وصلوا لهذا الغرض الى حاجز ايرز للقاء محققي الشرطة العسكرية. في اعقاب التحقيقات فتح حتى الان 36 تحقيقا جنائيا رسميا، ولكن حتى الان بدأت محاكمة واحدة فقط، ادين فيها جندي جفعاتي بسرقة بطاقة ائتمان لمواطن فلسطيني. سبعة ملفات اغلقت دون اتهام.من الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي جاء: "في اطار تحقيقات هيئة الاركان تبين أنه في اثناء القتال الذي دار في المنطقة اطلقت عدة قذائف مدفعية في ظل خرق التعليمات التي تقررت في هذا الشأن، في كل ما يتعلق بالاستخدام على مقربة من المناطق المأهولة. ورغم أنه ليس معروفا اذا ما كانت وقعت اصابات في هذا الحدث، فان ضابطا برتبة عميد وضابطا برتبة عقيد حوكما انضباطيا من قبل قائد المنطقة الجنوبية، بسبب خروج عن الصلاحيات". "التقرير الذي رفعه الجيش الاسرائيلي وظهر في اطار رد دولة اسرائيل الى الامين العام للامم المتحدة، يتحدث عن نفسه. التفاصيل فيه تثبت أن الجيش الاسرائيلي بدأ يحقق مع نفسه فور انتهاء حملة "رصاص مصبوب" دون انتظار هذا التقرير او ذاك او التحقيق الخارجي، وذلك من خلال تحقيقات من خبراء، وقيادات عسكرية، ذراعية، من الشرطة العسكرية وفحوصات اخرى. من التقرير ... يمكن التعرف على انه قبل ثمانية اشهر، في المكان الذي اكتشف فيه خروج عن الانظمة حتى وان كان على سبيل الخطأ، عولج على الفور. رفع هذه التفاصيل الى الامم المتحدة يوضح بشكل قاطع بانه لا يوجد للجيش الاسرائيلي ما يخفيه.