القدس المحتلة / سما / أكدت صحيفة الجيروزليم بوست أن عملية اغتيال القائد العسكري لحركة حماس في الخارج محمود المبحوح المطارد منذ عشرين سنة تعد ضربة ثانية يتلقها ما يسمى بمحور الشر, بعد عامين على اغتيال القائد العسكري لحزب الله عماد مغنية في دمشق قبل نحو عامين. وذكر المحلل السياسي في الجيروزليم بوست يعقوب كاتز أن اغتيال المبحوح سيشكل ضررا بالغا على قدرة حماس في تهريب الأسلحة والصواريخ بعيدة المدى, وقال في تحليل نشرته الصحيفة صباح اليوم "إن قضية اغتيال المبحوح مطلع هذا الشهر في دبي لا تقاس بسئولية إسرائيل عنها أم لا, إنما تقاس بما ستلحقه عملية الاغتيال من ضرر بقدرة حماس على تهريب السلاح". وأوضح كاتز أن المبحوح كان يشغل منصبا في حماس مشابه لمنصب عماد مغنية في حزب الله, حيث تجند المبحوح في الجناح العسكري لحماس منذ الثمانينات, وكان يقف وراء عميلة اختطاف الجنديين الرقيب آفي سبورتس في شباط 1989, وإيلان سعدون في مايو من نفس العام, وكانت هذه بمثابة أول عملية اختطاف جنود إسرائيليين من قبل منظمة حماس. وبعد ذلك هرب المبحوح من قطاع غزة وكان مقرب من رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في دمشق, واستطاع أن يؤسس المبحوح علاقات متينة مع السودان استخدمها لتهريب الأسلحة من إيران إلى حماس في قطاع غزة. وأشارت مصادر استخبارتية إسرائيلية إلى أن المبحوح كان المسئول عن قافلة تهريب الأسلحة التي قصفتها إسرائيل أثناء عملية الرصاص المصبوب عندما كانت في طريقها إلى غزة عبر الصحراء السودانية. ونجح المبحوح أيضا وفق صحيفة الجيروزليم بوست في تهريب صواريخ بعيدة المدى إلى غزة, وهو ما أكدته التجربة الناجحة التي اجرتها حماس في أواخر عام 2009 على صاروخ يصل مداه 60 كلم, قادر أن يصل إلى تل أبيب, ويسود الاعتقاد أنه إيراني الصنع. وأشارت الصحيفة إلى أن اغتيال كل من عماد مغنية ومحمود المبحوح يعد ضربة قاسية لمحور الشر الذي يهدد إسرائيل ويشمل حزب الله وحماس وسوريا وإيران, لتنضم هذه العملية إلى سلسلة عمليات تهدف إلى الحافظ على قوة الردع الإسرائيلية مثل قصف المفاعل النووي السوري في سبتمبر عام 2007, وكذلك اغتيال الجنرال محمد سليمان الرابط المباشر بين حماس وحزب الله والرئيس السوري بشار الأسد. ولفتت الصحيفة إلى التشابه الكبير بين عماد مغنية ومحمود المبحوح, حيث كان مغنية يقود الاتصالات بين حزب الله والحرس الثوري الإيراني, وكذلك الاتصالات مع سوريا وحماس, ولم يجد حزب الله شخص مناسب يتولى مكانه بعد عامين على مقتله.