النصر الحاسم.. ما وعد به الأمين واعترف به العدو..

الجمعة 29 نوفمبر 2024 10:37 ص / بتوقيت القدس +2GMT
النصر الحاسم.. ما وعد به الأمين واعترف به العدو..



كتبت الدكتورة حسناء نصر الحسين:

أربعة عشر شهرا خاض فيها حزب الله أكبر المعارك وأكثرها تأثيرا على مشاريع الهيمنة الأمريكية الغربية الصهيونية المتمثلة بصناعة الشرق الأوسط الجديد الذي يطمح لتسليم الكيان الاسرائيلي مفاتيح الشرق الأوسط وان أردنا ان نقدم تعبيرا دقيقا عن ماكان يطمح بتحقيقه الامريكي ، هو جعل إسرائيل الوجه الأمريكي الآخر وسيدة الشرق الأوسط كما هو حال سيدهم الامريكي المهيمن  على العالم .

لتأتي معركة طوفان الأقصى التي اختار فيها حزب الله الدخول كجبهة إسناد لقوى المقاومة الفلسطينية وبالرغم من حجم الآلام والأحزان وقباحة الفعل الاسرائيلي وشدة إجرامه وكل ما اقدم عليه من اغتيالات للقادة وتدمير ممنهج للبنى التحتية واستهداف للبشر والشجر والحجر في تصعيد عبر عن حجم الأثر الذي تركه رجال حزب الله في الجبهات وحجم الألم الذي لم يخفه قادة الكيان وساسته وضباطه فكان مطلب الذهاب لوقف إطلاق  النار مطلبا إسرائيليا بامتياز  وهذا المطلب كان النصيحة الأكثر عقلانية من قادته الذين لم يعد بامكانهم احصاء حجم الخسائر في القوى البشرية لقواتهم والعسكرية والاقتصادية ، كما لم يعد بامكانهم اقناع جنود الاحتياط برفد الجبهات فكان التمرد سيد الموقف وقلة الثقة لدى المستوطنين بآداء جيشهم وامنهم هي العنوان الأكثر تأثيرا في حرب أراد من خلالها رئيس حكومة الكيان ان يعيد من خلالها رسم الخرائط لتحل النزعة الفردية والأحلام البنيامية محل الواقعية في إمكانية تحقيق الأهداف التي وضعها برفقة الكابينت مما اظهرته بمظهر الكاذب الصغير فلم يستطع تدمير أسلحة حزب الله وهذا كان واضحا من خلال العمليات الدقيقة التي نفذتها المقاومة على الجبهات والتي خلال أيام قليلة غيرت معادلات بل ونسفت مشاريع وهدمت استراتيجيات ولم تستطع حكومة الكيان أيضا تركيع المقاومة واجبارها على التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار من موقع الضعيف فكانت المفاوضات تجري تحت النار التي حقق فيها حزب الله نصرا كبيرا فهو القوة الوحيدة على مستوى الإقليم التي استطاعت ومنذ تاريخ احتلاله ان تدخل ملايين المستوطنين إلى الملاجئ ، لتضع الكيان وقادته أمام معضلة جديدة تضاف لمعضلة مستوطني الشمال الذين فشلت حكومة نتنياهو باعادتهم إلى منازلهم لأكثر من اثني عشر شهرا بل توسعت دائرة القلق والرعب لتطال معظم المناطق المحتلة وأكثرها امنا وقوة .

أمام هذا المشهد الذي رافقه اعدادا كبيرة في قتلى وجرحى جيش الكيان وحالات الانتحار بين صفوفه والهجرة وسوء الواقع الاقتصادي والخسارة الكبيرة التي شملت معظم قطاعاته نستطيع أن نقول انتصرت المقاومة التي تسامت على جراحها النازفة وتعافت في وقت قياسي واستعادة زمام المبادرة لتسطر في الأيام القليلة التي سبقت الاتفاق ملاحم البطولة والشجاعه ودقت المسمار الاخير في نعش الرجل الذي لن تسمح له أن يعمر في الجسد العربي ولا الجسد الشرق أوسطي .
فكان انجاز أبناء الأمين إنجازا استراتيجيا كبيرا إذ ما كان مقياسنا أهداف هذا الكيان ومن خلفه الذين يرون في تدمير غزة ولبنان وسورية  واعادة احتلالهم حاجة ملحة ضمن نطاق الحرب الدائرة بين الكبار واعني أمريكا والصين وسباق طرفي الصراع للسيطرة على الممرات وطرق التجارة العالمية ومن هنا تأتي أهمية هذا النصر .
فكان انجاز أبناء الأمين إنجازا استراتيجيا كبيرا إذ ما كان مقياسنا أهداف هذا الكيان ومن خلفه الذين يرون في تدمير غزة ولبنان وسورية  واعادة احتلالهم حاجة ملحة ضمن نطاق الحرب الدائرة بين الكبار واعني أمريكا والصين وسباق طرفي الصراع للسيطرة على الممرات وطرق التجارة العالمية ومن هنا تأتي أهمية هذا النصر وحجمه .
وفي الخلاصة اقول لكل المشككين بهذا النصر ما قاله رئيس منتدى بلدات خط المواجهة مع لبنان (موشيه دافيدوفيتش ) الاتفاق مع لبنان ليس فيه أي انتصار فهو ليس اتفاق ١٧٠١ بل ١-٠  لصالح الحزب ولعل هذا أصدق ما يمكن أن يقال في خواتيم هذه الحرب الغير متكافئة من حيث القوة لتنتصر المقاومة بما تمتلكه بقوة الحق والإرادة  وهكذا تمكن رجالات حزب الله بفرض عملية التوازن في المفاوضات ونفذوا وعدهم الصادق رسنكم بأيدينا وسنعيدكم إلى الحظيرة .
باحثة في العلاقات الدولية – دمشق