خبر : فيسك: الفلسطينيون ممنوعون من البناء فوق 70 بالمئة من مناطق "سي" واسرائيل تجعل الحياة في الجزء الباقي جحيماً

السبت 30 يناير 2010 06:08 م / بتوقيت القدس +2GMT
فيسك: الفلسطينيون ممنوعون من البناء فوق 70 بالمئة من مناطق "سي" واسرائيل تجعل الحياة في الجزء الباقي جحيماً



رام الله / سما / خلص الصحافي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط روبرت فيسك لدى زيارته إلى منطقة الجفتلك بفلسطين المحتلة إلى أن تلك البلاد تموت بشكل بطيء بسبب بيروقراطية إسرائيل التي تدفع الفلسطينيين إلى مغادرة منازلهم في أغنى الأراضي المحتلة. وقال في تقريره في صحيفة "ذي إندبدنت" اليوم السبت تحت عنوان "في ثنايا التلال الصخرية بالضفة الغربية، فلسطين تموت بشكل بطيء" إن ما يجري في ما يسمى بـ "منطقة سي" لا يبشر بالخير. ويتابع أن "هذه التلال الصخرية ذات الوديان الخضراء التي هي جزء من حطام اتفاقية أسلو المحطمة أصلا، تشكل 60 في المئة من أراضي الضفة الغربية المحتلة التي يفترض أن تسلم إلى السكان الفلسطينيين". غير أن أكوام الورق من أوامر هدم المنازل التي تشاهدها على طاولة رئيس مجلس قرية الجفتلك عبد كساب، تكشف عن تطهير عرقي عبر البيروقراطية. فلا يسمح بتشييد المنازل ولا حتى حفر حفرة يتجاوز عمقها اربعون سنتميترا، والآبار تُغلق، وأنظمة الصرف الصحي تُزال. وهذه المشاكل تبقى في نظر كساب صغيرة أمام المماطلة الإسرائيلية وتأجيل تصاريح بناء المنازل لسنوات إن لم ترفض، وهدم المنازل التي تبنى من دون تصريح. ويقول كساب الذي قال انه غاضب ولم يبد خشية من ذكر اسمه في التقرير وتحمل كافة التبعات التي قد تترتب على تصريحاته باعتبار أن "التنفس هو الشيء الوحيد الذي لا يتطلب تصريحا حت الآن"، إن على الفلسطينيين ان ينتظروا أكثر من ثلاث سنوات للحصول على تصاريح لبناء منازل وطرق جديدة وآبار ارتوازية، مضيفا: "إننا لا نستطيع حتى بناء مستوصف صحي من دون تصريح". والحصول على تصريح إعادة إصلاح نظام المياه يتطلب 70 ألف شيكل (أكثر من 14 ألف دولار)، أي يفوق تكلفة إعادة الإصلاح نفسها. وفي هذه المنطقة، يقول فيسك، هناك 150 ألف فلسطيني يجاورهم 300 ألف إسرائيلي يعيشون في 120 مستوطنة "رسمية إسرائيليا" و100 أخرى تعتبر غير قانونية دوليا وإسرائيليا على السواء. ويتابع الكاتب أنه حتى المنظمات غير الحكومية من الغرب العاملة في تلك المنطقة تجد صعوبة في تنفيذ أعمالها بسبب السياسة الإسرائيلية، ووصف ذلك بأن فضيحة دولية. فقد رفضت إسرائيل طلبا لمنظمة "أوكسفام" البريطانية لبناء بئر ارتوازية للفلسطينيين في الجفتلك، ولم تسمح لها بنصب أنابيب المياه تحت الأرض ولا فوقها. ويشير فيسك إلى أن أكوام الأوراق من التصاريح سواء المرفوضة أو المسموح بها تخفي حقيقة مروعة في "منطقة سي" وهي أن إسرائيل تعتزم إرغام الفلسطينيين على هجر أراضيهم والانضمام إلى مناطق "بي" و"أيه" التي تخضع للسلطة الفلسطينية مدنيا ولكنها تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية، كما يعتقد العديد من النشطاء الإسرائيليين والغربيين. وهذا يعني أن الفلسطينيين سيفاوضون على 44 في المئة من الضفة الغربية، أي 22 في المئة فقط من أصل ما كان الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات يطمح إليه. ويضيف فيسك: "اضف الى ذلك ان 18 في المئة من هذه النسبة تعتبر مناطق عسكرية مغلقة من قبل الاسرائيليين و3 في المئة توصف بأنها محميات طبيعية، قد تعجب لو عرفت نوعية الحيوانات التي تتجول فيها. هطا يعني اجمالا ان الفلسطينيين ممنوعون من البناء فوق ما مساحته 70 في المئة من المنطقة "سي". ويختتم فيسك بالقول إن "منطقة سي" هي من أغنى أراضي الضفة الغربية من حيث مصادر الجبن ومزارع الحيوانات، ومعظم سكانها البالغ عددهم خمسة آلاف هم من اللاجئين الذين هُجّروا من أراضيهم عام 1947 و1948 في القدس الغربية، ولم تنته محنتهم بعد.