خبر : الإغاثة الطبية تتابع الجريحان عبد الدايم ووادي يعانيان من شلل رباعي ينتظران المساعدة من المحيطين

السبت 30 يناير 2010 10:16 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الإغاثة الطبية تتابع  الجريحان عبد الدايم ووادي يعانيان من شلل رباعي ينتظران المساعدة من المحيطين



غزة / سما / على سرير متواضع كان الجريح عرفات عبد الدايم (20عاماً) مستلقياً على ظهره، وشاخصاً بنظره نحو سقف غرفته الصغيرة، ينتظر من يمد له يد المساعدة لتناول طعام غذائه،  عبد الدايم يسكن في منزل بدائي في عزبة بيت حانون، أصيب بشظايا صاروخية خلال الحرب، في عموده الفقري، أدت إلى حدوث شلل في أطرافه الأربعة، وبات لا يقوى على الحركة، وطريح دائم على الفراش.يقول والده حسن(60عاماً) في حديثه : بعد مرور عام على انتهاء الحرب، ما تزال تأثيرات إصابة ابنه بالغة، ولا يستطيع التنقل أو الحركة في المكان، وكما أنه يحتاج إلى رعاية دائمة واهتمام طبي ومعيشي خاص.أضاف: خلال العام الذي تلا الحرب أجريت عدة عمليات جراحية لابنه، لكن جميع هذه العمليات لم تتسبب في أي تحسن على وضعه الصحي، ولم تتح له أي فرصه في الحركة، فهو لا يقوى على الوقوف على ساقيه، كمان أنه لا يستطيع تحريك يديه، لتناول الطعام على الأقل.ولا يختلف الوضع الصحي للشاب محمد وادي(25عاماً) عن عبد الدايم، فهو أيضاً مصاب بالشلل الرباعي، إثر تعرضه لعيار ناري في الرقبة وأعلى الظهر ، ودائم المكوث في غرفة لا يقوى على الحركة، وبالكاد يستطيع الوقوف على ساقيه، دون أن ينقلهما من مكان إلى آخر.يقول والده يوسف: أن ابنه يحتاج للمساعدة الدائمة من قبل أفراد الأسرة، كما أنه يحتاج للرعاية وخدمات العاج الطبيعي، معرباً عن أمله في أن تساهم الخدمات الطبية التي يتلقاها ابنه منذ انتهاء الحرب وحتى اللحظة، في أن يقوى على السير، حتى ولو كان بخطى بطيئة، أو غير متزنة.حالتا وادي و عبد الدايم كانت من بين عشرات الحالات التي تتابعها الإغاثة الطبية الفلسطينية  برنامج الزيارات المنزلية لتقديم العلاج الطبيعي لجرحى الحرب، الذي تنفذه الإغاثة الطبية.يقول فارس أبو حجر أخصائي العلاج الطبيعي في حديثه إصابة عبد الدايم كانت وما تزال بالغة جداً، فهو يعاني من شلل تام في أطرافه الاربعه، يرافقه تيبس في هذه الأطراف، مشيراً إلى أنه يحتاج إلى متابعة دقيقة ومستمرة في خدمات العاج الطبيعي ، كما أنه بجاحة ماسة إلى سرير وفرشة طبية لمنع حدوث تقرحات جلدية، وبعض المستلزمات الطبية كالجبائر، وبعض المعينات من الأدوات المساعدة، التي تعينه على التكيف المعيشي.أما بالنسبة للشاب الجريح وادي قال أبو حجر: أنه يعاني من شلل رباعي، ووضعه الطبي غير مستقر، فهو بحاجة لجلسات من العلاج الطبيعي، وتنشيط قدرته على السير، خصوصاً وأنه يستطيع الوقوف على قدميه،اعتبر أبو حجر أن هناك أمل كبير في خلق تحسن على حالته، في حال تم تكثيف العلاج الطبيعي له، لكنه أيضاً بحاجة لمعينات طبية، مشيراً إلى أن سكنه في الطابق العلوي من منزله يفقده القدرة على تلقي هذه الخدمات في مراكز التأهيل، لذا هو بحاجة ماسة للخدمات المقدمة عبر الزيارات المنزلية.يقول مصطفى عابد مشرف برنامج التأهيل المجتمعي في الإغاثة الطبية: من خلال برنامج الزيارات المنزلية للمعوقين وجرحى الحرب، والتي يتم خلالها تقديم خدمات العلاج الطبيعي والتمريض والدعم النفسي والمتابعة الدورية لهؤلاء المعوقين، تبين وجود حالات لجرحى ومعوقين من مبتوري الأطراف والمصابين بالشلل ما تزال بحاجة دائمة لهذه الخدمات، رغم مرور عام على انتهاء الحرب على غزة.وأضاف: من بين هذه الحالات تبين وجود معوقين وجرحى بحالة صعبة جداً لا يستطيعون الخروج من منازلهم، وهم بحاجة للمتابعة الدورية في أماكن إقامتهم، بسبب عدم قدرتهم على التوجه إلى مراكز التأهيل والطبيعي.وقال عابد:  هناك نحو 600 حالة إعاقة، خلفتها الحرب على غزة، في محافظات غزة، تنوعت ما بين شلل وبتر الأطراف، وإعاقات سمعية وبصرية، مؤكداً أن الإغاثة الطبية ما تزال تقدم لهم خدماتها المتنوعة التي تتلاءم مع وضع  إصاباتهم وإعاقاتهموأشار: إلى أن هذه الحالات تنتمي لأسر فقيرة ومهمشة وتعاني من الحرمان، وفقدان الاحتياجات الأساسية، موضحاً أنها كانت تتلقى خدمات أخرى من مؤسسات دولية ومحلية في الشهور التي تلت انتهاء الحرب، لكن هذه الخدمات تشهد تقليصاً كبيراً في مستواها خلال الفترة الراهنة.