خبر : الشعبية : المصالح الفئوية الخاصة تعيق تحقيق المصالحة

السبت 30 يناير 2010 09:56 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الشعبية : المصالح الفئوية الخاصة تعيق تحقيق المصالحة



غزة / سما / طالب القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كايد الغول بتغليب المصلحة العامة لإنهاء الانقسام الراهن، الذي تأسس على المحاصصة وعلى الصراع القائم على السلطة المقيدة بقيود الاحتلال. جاء ذلك خلال مهرجان جماهيري نظمته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لإحياء الذكرى السنوية الثانية لرحيل مؤسسها في مخيم النصيرات أمس الجمعة وسط قطاع غزة. وأكد الغول أن ما يحول دون إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة هو المصالح الفئوية الخاصة، حيث لم تتوقف جهود إنهاء الانقسام نتيجة خلاف سياسي، وإنما نتيجة عدم الأخذ بقضايا تعزز موقع هذا الفريق أو ذاك من فرقاء الانقسام في مكونات السلطة.   ورأى الغول أن تجاوز الاستحقاق الدستوري بعدم إجراء الانتخابات في موعدها باعتباره أحد تداعيات الانقسام، يشكل تعدٍ آخر على الحق الديمقراطي للمواطن الفلسطيني في اختيار من يمثله، وفي اختيار البرنامج الذي يعكس طموحاته، مضيفاً أن عدم إجراء الانتخابات في موعدها يشكل اغتصاباً للسلطة ويضع علامات سؤال كبرى حول شرعية القرارات والتشريعات الصادرة عنها، وهو ما سيجعل كل الحالة الفلسطينية ميداناً لصراع لا ينحصر مكانه فقط في الداخل الفلسطيني، بل يمتد إلى مساحات خارجية أوسع ستسعى فيه بلدان عديدة إلى استغلال كل طرف من الأطراف وفقاً لحساباتها الخاصة. ورأى كذلك أن المخرج من هذا الوضع يكمن أولاً وأخيراً بإنهاء حالة الانقسام، وباستعادة الوحدة، التي في ظلها يجري الاتفاق الوطني على موعد قريب لانتخابات متزامنة لكل من الرئاسة والمجلسين التشريعي والوطني وبنظام التمثيل النسبي الكامل باعتباره الأكثر ديمقراطية، ويوفر شراكة تحول على الأرجح دون تحكم أي طرف بأي من مكونات النظام السياسي. كما دعا حركة حماس إلى التوقيع على الورقة المصرية باعتبارها مدخل لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة ، مؤكداً على أن الآلية التي تقدمت بها الجبهة من أجل ذلك حلاً لمعالجة الملاحظات الخاصة بكل فصيل على هذه الورقة. واستغرب الغول أنه ما زالت هناك رهانات قائمة على إمكانية تحقيق تسوية من خلال التفاوض مع الاحتلال،  مؤكداً أن الحركة السياسية الجارية في المنطقة تستهدف الضغط على الفلسطينيين من أجل العودة للمفاوضات بدون أن تُلزم إسرائيل بوقف الاستيطان، وبتحديد مرجعية التفاوض كما قرر ذلك المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية. وأوضح الغول أن الجبهة الشعبية رغم اعتراضها من حيث الأساس على المفاوضات بمحدداتها ومرجعياتها القائمة، فإنها تدعو الرئيس أبو مازن واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بعدم الانصياع لهذه الضغوط، وإلى ضرورة التوافق على إستراتيجية جديدة يكون أحد مكوناتها الدعوة لعملية سياسية جديدة تقوم على الدعوة لعقد مؤتمر دولي كامل الصلاحيات هدفه بحث آليات إنفاذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية وأن تكون مرجعيته الأمم المتحدة. كما دعا لأن تكون إحدى مكونات الاستراتيجية الجديدة هو الاتفاق على أشكال النضال، الذي دوماً ما أكده الحكيم - انطلاقاً من تجربته الخاصة وتجربتنا ومن تجارب الشعوب التي حققت الانتصار بضرورة استحضار واستخدام كل أشكال النضال وفي مقدمتها الكفاح الشعبي المسلح لمواجهة الاحتلال، داعياً إلى التكامل فيما بينها ومخطئاً أي افتعال للتعارض فيما بينها، أو استبعاد أي منها لأن في ذلك إضعاف لمقاومة الشعب. من جانبها، أكدت الرفيقة هيلدا حبش " أم الميس" زوجة الدكتور المؤسس في كلمة مسجلة لها أن الإعصار الحقيقي الذي هزها هو فقدان رفيق العمر والدرب النضالي الذي رافقته في رحيله وترحاله، والذي كان يمثل أسمى القيم الإنسانية في نبل وطهارة". وأكدت أنها افتقدت شجاعته ومواقفه المبدئية الصلبة في القضايا المصيرية، فقد كان الصخرة التي تكسرت عليها كل محاولات العدو من النيل منه ومن كل شعبه وأمته، مشددة على أنه سيبقى يسري في عقولنا ما حيينا.. يمدنا بالعزم والتصميم على مواصلة المسيرة التي بدأها تمتد عبر عشرات العقود ضاربة جذورها في أعماق الأرض... ستبقى أفكاره ومعتقداته وما يمثله من قيم ومبادئ تسطع في سماءنا أمثولة للأجيال". وطالبت الأخوة في حركتي فتح وحماس بوضع حد للانقسامات على الساحة الفلسطينية، داعية إلى الوحدة الوطنية والوثاق الوطني وإعادة اللحمة بينهم. ودعت للتمسك بخيار المقاومة باعتباره خياراً استراتيجياً يحفظ لنا حقوقنا الوطنية، وحقٌ تكفله جميع الشرائع والأعراف والمواثيق الدولية، وجميع الشعوب المحتلة أرضها ، مشيرة أن الحكيم وقيادة حركة القوميين العرب دعوا منذ الخمسينات إلى الكفاح المسلح ورفعوا شعار " حرب التحرير الشعبية طويلة الأمد"، وعملوا على تشكيل خلايا سرية للقيام بدوريات استطلاعية داخل أرض الوطن المحتل، وخسروا عدداً كبيراً من المناضلين الأكفاء وعلى رأسهم أول شهيد لحركة القوميين العرب المناضل خالد أبو عيشة.. وطالبت القيادة الفلسطينية بوقف المفاوضات الوهمية رحمةً بالشعب وبالقضية والتمسك بالثوابت الوطنية وتحقيق كافة الأهداف بحق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس .. وقالت " كنا نطالب بإزالة المستوطنات واليوم نطالب بتجميد الاستيطان وإسرائيل تتحدى العالم وتستمر في قضم الأرض، أخشى ألا يبقى من القدس غير الاسم بعد مصادرة الأراضي وهدم البيوت وترك السكان على قارعة الطريق.. أين العدل؟؟ أي عدلٌ هذا؟ من يحمي الشعب ومن يحمي المناضلين الذين يستشهدون أمام أعين نسائهم وأطفالهم داخل بيوتهم وليس في ساحة المعركة.. ما حدث في نابلس يعتبر اغتيالاً وبدم بارد ومرت الجريمة مرور الكرام". وتابعت " عام كامل مر على شعبنا في غزة ذاق خلاله شدق العيش والجوع والمرض وحر الصيف ولسعات برد الشتاء القارص، بدون أن يرجف جفن من الأشقاء والأصدقاء قبل الأعداء في هذا العالم، فظلت قضية إعمار غزة تراوح بين رفض إسرائيلي مطلق لرفع الحصار وبين تواطؤ أمريكي وأوروبي وصمت عربي وفلسطيني رسمي غير مفهوم وغير مبرر وبقيت ملايين الدولارات التي رصدت لإعادة الإعمار حبراً على ورق، عامٌ يمر على الجريمة النكراء دون عقاب ودون مساءلة، أين وصل تقرير جولدستون ؟ ولماذا تمت عرقلته؟ لتصبح طي النسيان بعد كل الجهود التي بُذلت من قبل المنظمات الحقوقية ". وتوجهت بالتحية إلى  جماهير شعبنا في غزة والضفة  وجميع المناطق العربية عام 48، مطالبة برفع الحصار عن غزة وفتح المعابر ووقف الجدار الفولاذي. كما توجهت بتحية الإكبار والشموخ لجميع الأسرى والمعتقلين القابعين خلف القضبان، مطالبة بالإفراج الفوري عنهم جميعاً وعلى رأسهم المناضل الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، والمناضل مروان البرغوثي، وجميع مناضلي حماس والجهاد الإسلامي، وكافة الفصائل الفلسطينية. وحيت الشعب الشعب العراقي الشقيق ولمقاومته الصامدة في وجه العدو الأمريكي، وللشعب اللبناني ومقاومته الباسلة، ولجميع الأحرار في العالم. واختتمت كلمتها مخاطبة روح الحكيم قائلة " تحية إليك أيها الحكيم لأن من كتب سطوراً على صفحات التاريخ، ومن حفر في وجدان شعبه ومع شعبه مواقف عز وكبرياء تتوهج ذكراه مع انقضاء كل عام سيبقى حياً لا يموت".