خبر : الرئيس عباس: نتنياهو يتملص من قضايا هامة تم الاتفاق عليها في عهد اولمرت ولا ضغوط عربية علينا لاستئناف المفاوضات ومؤسسات الدولة جاهزة

السبت 30 يناير 2010 09:32 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الرئيس عباس: نتنياهو يتملص من قضايا هامة تم الاتفاق عليها في عهد اولمرت ولا ضغوط عربية علينا لاستئناف المفاوضات ومؤسسات الدولة جاهزة



رام الله / سما / اكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في لندن بعد لقائه مع رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون ان السلطة الفلسطينية تعمل، في ظل ما يبدو من انسداد آفاق المفاوضات حالياً، على تنفيذ مشاريع اقتصادية في الضفة الغربية واستكمال بناء المؤسسات الرسمية التي قال ان غالبيتها جاهزة وقادرة على دعم وظائف الدولة الفلسطينية المستقلة بمجرد اعلان قيامها. وشدد في رده على سؤال خلال لقاء مع عدد من الصحفيين على انه لا يتعرض لاي ضغوط من الدول العربية لاستئناف المفاوضات مع اسرائيل في الظروف الراهنة. واكد الرئيس تحقيق تقدم في المفاوضات على قضايا الوضع النهائي مع الحكومة الاسرائيلية السابقة ولكن من دون اتفاق بشأن اي منها سوى الملف الامني. وشدد على انه رفض ولن يقبل بدولة ذات حدود موقتة. وبدا الرئيس الفلسطيني في لقاء مع عدد محدود من الصحافيين العرب راضياً عن مواقف الحكومتين البريطانية والروسية لجهة اقتناعهما بضرورة التعجيل في ايجاد حل للقضية الفلسطينية ينهي الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية ويكفل قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس. وتطرق في الحديث الى مواضيع كثيرة من بينها ملابسات تأجيل مناقشة تقرير القاضي ريتشارد غولدستون في جنيف العام الماضي، والى اين وصلت الجهود من اجل المصالحة الفلسطينية، وكيف كان بامكان قادة "حماس" نزع ذرائع اسرائيل لشن الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة في الشتاء الماضي. وكشف "ابو مازن" ان الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي انهيا في مفاوضاتهما في عهد الحكومة الاسرائيلية السابقة برئاسة ايهود اولمرت تفاصيل اتفاق امني يبدأ تطبيقه في اليوم التالي لانسحاب الجيش الاسرائيلي من الاراضي الفلسطينية وقال ان الفضل في التوصل الى الاتفاق يعود الى الجنرال جيم جونز الذي هو مستشار الامن القومي للرئيس باراك اوباما حالياً. الاتفاق الأمني وشرح الرئيس عباس ان اولمرت سأله من سيضمن انه لن تحدث هجمات على اسرائيل من جانبكم فاجابه ان بالامكان ان ترابط قوات دولية لضمان الامن لاي مدة ترضى بها اسرائيل. وتابع قائلاً: "اولمرت قال هل ستجلبون لنا قوات من اندونيسيا وماليزيا وتركيا؟ فقلت له، لا انتم اختاروا اي بلدان تعجبكم، فلتكن القوات من حلف شمال الاطلسي (ناتو). وعرضت الامر على الرئيس جورج بوش فوافق قائلا ان تلك القوات ستكون تحت قيادة اميركية، وبالفعل تم الاتفاق على ذلك وتشاورنا في الامر مع الاردن ومصر فقبلا بشرط عدم مرابطة قوات اجنبية على اراضيهما". وقال الرئيس عباس ان رئيس الوزراء البريطاني شدد له على ان مشكلات الارهاب في افغانستان واليمن وغيرهما لن تنحسر الا اذا تمت تسوية الصراع الفلسطيني-الاسرائيلي. الاقتراحات الاميركية وسألت  الرئيس الفلسطيني ما هي الاقتراحات الاميركية المعروضة حالياً لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي فقال ان الرئيس باراك اوباما كان قد اقترح ان تعلن اسرائيل تجميداً تاماً للاستيطان ولكن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو لم يقبل وعرض بدلاً من ذلك "تجميداً جزئياً موقتاً لعشرة شهور رأينا، ونرى، انه غير مقبول لانه موقت ويستثني القدس ومناطق اخرى في الضفة الغربية". وشرح الرئيس عباس ان الاميركيين اقترحوا تقديم ضمانات و"قلنا اننا لا نريدها". واضاف: "الآن يدور الحديث عن كيفية العودة الى المفاوضات، وقد اقترحنا امرين هما اولاً، تجميد حاسم للاستيطان وان يكون هناك اقرار بالمرجعية الدولية للتسوية، اي على اساس حدود 4 حزيران (يونيو) 1967 وثانياً، الاستمرار من عند النقطة التي وصلنا اليها في مفاوضاتنا مع الحكومة الاسرائيلية السابقة برئاسة (ايهود اولمرت). وقد بحثنا بالتفصيل خلال تلك المفاوضات في كل قضيا الوضع النهائي مثل الحدود واللاجئين وتبادل الاراضي والامن في اليوم التالي (لانتهاء الاحتلال). وكان الملف الوحيد الذي انجزناه وتم الاتفاق عليه هو ملف الامن". مفاوضات عن قرب واضاف الرئيس: "الآن اقترح الاميركيون التوسط في محادثات غير مباشرة عن قرب وقلنا لهم اننا سنرد على ذلك في غضون عشرة ايام بعد التشاور مع الدول العربية. ومن جهة اخرى اقترح الرئيس اوباما على نتنياهو القيام بخمس خطوات هي: اولاً وقف الاقتحامات للمدن والبلدات والقرى الفلسطينية بعدما استتب الامن، وثانياً ازالة الحواجز من على الطرق وقد وضعت تلك الحواجز بسبب الانتفاضة والآن لا داعي لها، وثالثاً اطلاق عدد من الاسرى خصوصاًوانهم يفاوضون "حماس" على اطلاق الف اسير مقابل جندي اسرائيلي، ورابعاً ان يسمحوا بدخول مواد البناء الى غزة لاعادة الاعمار، وخامسا تغيير بعض المناطق المصنفة (حسب اتفاق اوسلو) (ج) في الضفة الغربية الى "ب" وبعض المناطق المصنفة "ب" الى "أ". واستدرك الرئي عباس قائلاً: "عندما قدموا لنا هذه الافكار قلنا نقبلها من دون ربطها بشروط لأن هذه كلها هي التزامات (على اسرائيل) بموجب خارطة الطريق". وسألت  الرئيس عباس: الى اين انتم متجهون الآن، وما هو المخرج من الوضع الذي يبدو مستعصياً فاجاب: "الحل الذي لدينا هو وقف الاستيطان. الاسرائيليون يقولون ان مطلبنا هذا هو شرط مسبق ولكن هذا التزام عليهم بموجب خارطة الطريق". التعريف الاميركي للراضي المحتلة وقارن الرئيس الفلسطيني بين تعريف الادارة الاميركية السابقة للاراضي المحتلة وبين الشروط التي يحاول نتنياهو فرضها للتملص من الانسحاب من اجزاء واسعة من الاراضي المحتلة وقال: "طلبنا من وزيرة الخارجية الاميركية (السابقة) كوندوليزا رايس ان تعطينا تعريفاً اميركياً للاراضي المحتلة فغابت مدة من الزمن الى ان جاءات لنا بالجواب. قالت في جلسة مع صائب (عريقات) وتسيبي ليفني الآن ساقول لكم ما هي الاراضي المحتلة: انها قطاع غزة والضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية والبحر الميت ونهر الاردن". (هنا قال الكتور عريقات ان رايس ابلغتهما بهذا التعريف في واشنطن بتاريخ 30 -7-2008).