غزة / سما / اكد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن سورية وإسرائيل كانتا على قاب قوسين أو ادنى من اجراء محادثات مباشرة والتوصل الى سلام بينهما، وقال: «كنا حققنا تقدماً كبيراً عشية العملية العسكرية الإسرائيلية ضد غزة، وكان علينا انتظار جواب من (رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود) أولمرت على كلمة واحدة»، مضيفاً أنه على رغم أن أولمرت والرئيس بشار الأسد لم يجتمعا، انما كان يجمعهما عنصر واحد هو الثقة بالدور التركي وبالحكومة التركية. وشدد الوزير التركي لـصحيفة الحياة اللندنية عقب محاضرة ألقاها في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، على أنه في 20 أيار (مايو) عام 2008 كانت لدى تركيا رؤية وأمل كبير في التوصل الى سلام بين سورية وإسرائيل بعد جولات ناجحة، مضيفاً انه كان يجري مع الجانب الإسرائيلي آخر جلسة حوار غير مباشرة بين الفريقين، بينما كان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يتحدث في الغرفة الثانية مع الرئيس بشار الأسد، وكان بقي علينا الاتفاق على كلمة واحدة قبل بدء المشاورات المباشرة بين الطرفين السوري والإسرائيلي. وعبّر الوزير التركي عن خيبة أمله الكبيرة حين سمع ببدء الحرب على غزة، وشعر أن بناء مهماً وقريباً الى قلبه هوى مع توقف المفاوضات السورية - الإسرائيلية وخسارة فرصة السلام التي «كان يمكن ان تغيّر المنطقة في شكل إيجابي، وكنا نشاهد اليوم منطقة مختلفة». غير أنه أكد إمكان استئناف الدور التركي في مفاوضات سلام بين إسرائيل وسورية، معتبراً أنه يمكن استئنافها إذا ما وجدت الإرادة السياسية، مشيراً الى أن سورية أعربت عن رغبتها في استئناف المفاوضات من حيث توقفت، وهناك رغبة تركية بالقيام بدور الوسيط، غير أن الإسرائيليين منقسمون في ما بينهم، فهناك من يريد استئناف عملية السلام مع سورية، وهناك من يرفضها. ولم ينف داود أوغلو وجود آراء مختلفة وخلافات مع الإسرائيليين، مشدداً على أن هذا لا يعني أن العلاقات مستمرة على رغم الانتقادات التركية لإسرائيل، والتي تتناول معاملة الإسرائيليين لأهل غزة والحرب عليها، مشيراً الى أن تركيا تعطي الأهمية نفسها لأمن طفل إسرائيلي كما تعطيها لطفل من غزة. وأضاف أن تركيا استقبلت اليهود وحمتهم وستستمر بفعل ذلك، وهي غير معادية للسامية. وبالنسبة الى إمكان نجاح توصيات مؤتمر لندن في شأن أفغانستان، خصوصاً الحوار مع حركة طالبان، اعتبر الوزير التركي أن فرص النجاح موجودة إذا عمل الشعب الأفغاني باحترام وتقدير، خصوصاً انه شعب صلب وقوي ويتمتع بكرامة عالية ترفض التدخل الأجنبي المباشر. وأوضح أن «من المفيد قيام حوار بين دول الجوار على غرار حوار دول جوار العراق الذي أثبت فاعليته بالنسبة الى العراق». وأضاف: «لا بد من التفريق بين المحاربين الغرباء والمحاربين الأفغان». كما دعا الى إقامة تعاون اقتصادي اقليمي بحيث تعتمد دول المنطقة على بعضها البعض اقتصادياً، مشيراً الى ان نواة مثل هذا التحالف تتكون اليوم بين تركيا ولبنان وسورية والأردن حيث أصبحت الحدود مفتوحة، ولا يتطلب التنقل بين هذه البلدان تأشيرة دخول.