دمشق / شيَّع الآلاف من الجماهير الفلسطينية وأنصار حركة المقاومة الإسلامية "حماس" جثمان الشهيد القسامي محمود عبد الرؤوف المبحوح، في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بدمشق. وأدت الجماهير صلاة الجنازة على الشهيد في "مسجد الوسيم" وسط شارع اليرموك الرئيس، ثم انطلقت مسيرة التشييع إلى مقبرة الشهداء، وسط هتافات تطالب "كتائب القسام" والأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية بالرد على هذه الجريمة. وقال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" الذي تقدم مسيرة التشييع لجانب عدد من قادة فصائل المقاومة الفلسطينية، قال بعيد دفن الشهيد: "تؤلموننا ولكننا نؤلمكم.. هذه حرب مفتوحة؛ لن تتوقف حتى ترحلوا عن أرضنا، نحن واثقون وجازمون أننا سنهزمكم، الحرب طويلة، ولكننا مطمئنون لنتيجتها.."، واضاف: " ..إن ظننتم أن الضغوط علينا وأن الاغتيال والملاحقة سوف تجبرنا على ترك خيار المقاومة فأنتم واهمون.. نحن وأبناؤنا وأحفادنا سنواصل المقاومة، والمقاومة لن يضعفها احتلالٌ ولا اغتيال ولا قتلٌ ولا حصار ولا جدار.. لا تغيير في سياسة "حماس" ولا في سياسة المقاومة الفلسطينية، ولا تغيير في برنامجنا الوطني". وتعهد مشعل "بالانتقام لدماء محمود المبحوح، وقال: "..والأيام بيننا سجال، واليوم الأخير لنا بإذن الله". وأعلن المكتب الإعلامي لحكومة دبي الجمعة نقلا عن شرطة دبي أنها تمكنت من كشف غموض حادث مقتل محمود عبد الرؤوف محمد حسن المبحوح القيادي بالجناح العسكري لحركة حماس. وأن التحقيقات الجارية ستساهم في سرعة تعقب المشتبه بهم وتقديمهم إلى المحاكمة في أسرع وقت وذلك من خلال التنسيق مع سلطات الإنتربول الدولي حيث غادر المشتبه بهم البلاد قبيل الإبلاغ عن وفاة المجني عليه والعثور على جثمانه في أحد فنادق دبي . ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام) عن صدر أمني مسؤول في دبي تأكيده أن التحقيقات الأولية ترجح أن الجريمة قد ارتكبت على يد عصابة إجرامية متمرسة كانت تتبع تحركات المجني عليه قبل قدومه إلى دولة الإمارات العربية المتحدة. وأشار إلى أنه على الرغم من سرعة تنفيذ الجريمة ومهارة مرتكبيها إلا أن الجناة خلفوا وراءهم أثرًا يدل عليهم وسيساعد على تعقبهم ومن ثم القبض عليهم في أقرب فرصة. وقال إن شرطة دبي لم تعد تعترف بعبارة "جريمة غامضة أو مجهولة". وأوضح المصدر الأمني أن التحقيقات المبدئية أظهرت أن معظم المشتبه فيهم يحملون جوازات سفر أوروبية، مؤكدا أن شرطة دبي ستباشر كافة الترتيبات اللازمة مع الإنتربول الدولي من أجل إلقاء القبض على الجناة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة في أقرب وقت ممكن. وأوضح أن الأثر الذي حصلت عليه جهات التحقيق سيساعد بشكل كبير في سرعة تعقب مرتكبي الجريمة. وكان المبحوح دخل إلى دولة الإمارات في حوالي الساعة الثالثة والربع من بعد ظهر يوم الثلاثاء 19 يناير 2010 قادما من إحدى الدول العربية حيث عثر على جثمانه ظهر اليوم التالي الموافق 20 يناير 2010 في الفندق الذي كان يقيم فيه في دبي. وفي ذات السياق، قالت صحيفة يديعوت أحرونت الإسرائيلية إن "المشتبه بهم تمكنوا من دخول الإمارات عبر مطار دبي بجوازات سفر أوروبية، وغادروها بجوازات أخرى مزورة".