أفادت وسائل إعلام عبرية أن رؤساء قطاع الأعمال بإسرائيل يبحثون إمكانية إغلاق الاقتصاد الأربعاء؛ احتجاجًا على إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” (خاصة)، مساء الثلاثاء، أن مناقشات مكثفة تُجري بين قادة قطاع الأعمال والهستدروت (أكبر اتحاد عمالي في البلاد) بشأن هذه الخطوة، عقب قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إقالة غالانت.
وأصدر منتدى الأعمال، الذي يضم حوالي 200 من قادة الاقتصاد الإسرائيلي، بيانًا قال فيه: “إقالة وزير الدفاع وتعيين شخص دون خبرة أمنية (يسرائيل كاتس) محله في خضم الحرب أمر غير معقول”.
وأضاف: “هذه خطوة خطيرة تضر بإسرائيل في وقت حرج، وتضعف الروح المعنوية للجنود وتمنح مكاسب لأعداء الدولة”.
واستطرد المنتدى: “رئيس الوزراء الذي يضع مصالحه السياسية فوق أمن الدولة لا يستحق البقاء في منصبه. سنعلن عن قراراتنا قريبا”.
وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلن نتنياهو إقالة غالانت، وتعيين كاتس محله، على أن يتولى رئيس حزب “اليمين الوطني” جدعون ساعر حقيبة الخارجية التي كان يتولاها كاتس.
ودون إيضاحات، أرجع نتنياهو الإقالة إلى أن “أزمة الثقة التي حلت بيني وبين وزير الدفاع لم تجعل من الممكن استمرار إدارة الحرب بهذه الطريقة”.
ووفق الموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت” الخاصة فإن نتنياهو أبلغ غالانت بقرار إقالته قبل 10 دقائق فقط من إصدار البيان.
وسبق أن تراجع نتنياهو، في أبريل/ نيسان 2023، عن قرار بإقالة غالانت فجّر احتجاجات شعبية في حينه، وذلك إثر خلافات بينهما.
وبين الاثنين، وهما من حزب “الليكود” (يمين)، خلافات عديدة، لاسيما بشأن أسلوب إدارة حرب الإبادة على غزة واستعادة الأسرى من القطاع الفلسطيني وتجنيد المتدينين اليهود (الحريديم) في الجيش.
ورفض غالانت تشريع قانون يعفي “الحريديم” من التجنيد، وأصدر قبل أيام أوامر استدعاء لآلاف منهم؛ ما أثار غضب وزيري الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سيموتيرتش.
ومرارا هدد بن غفير وسيموتيرتش، وهما من اليمين المتطرف، بإسقاط الحكومة عبر الانسحاب منه؛ ما يعني احتمال فقدان نتنياهو لمنصبه، بينما يعاني من إخفاقات الحرب وتنتظره محاكمة مجمدة في 3 قضايا فساد.
وفيما احتشد محتجون في شارع أيالون بتل أبيب رفضا لقرار نتنياهو، تباينت ردود أفعال سياسيين إسرائيليين على إقالة غالانت ما بين مؤيد ورافض لها.
وعلى نطاق واسع يُنظر إلى غالانت على أنه رئيس محتمل للوزراء في حال تشكيل حكومة جديدة، كما أنه مقرب من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وتتزامن إقالته مع انتخابات رئاسة أمريكية.
ومنذ أشهر يرفض نتنياهو الاستجابة لدعوات المعارضة إلى رحيل حكومته وإجراء انتخابات مبكرة، على خلفية الإخفاقات العسكرية والمخابراتية منذ هجوم “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وتشن إسرائيل، بدعم أمريكي، حرب إبادة جماعية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023، خلفت نحو 146 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، وسعت إسرائيل نطاق الحرب لتشمل لبنان، كما تتبادل من حين إلى آخر ضربات جوية مع إيران وتشن غارات على اليمن وسوريا، وسط تحذيرات من اندلاع حرب إقليمية واسعة.