خبر : صحافي اسرائيلي:اسرائيل تستغل يوم ذكرى المحرقة للتغطية على تقرير غولدستون والممارسات الاحتلالية

الخميس 28 يناير 2010 05:23 م / بتوقيت القدس +2GMT
صحافي اسرائيلي:اسرائيل تستغل يوم ذكرى المحرقة للتغطية على تقرير غولدستون والممارسات الاحتلالية



القدس المحتلة / سما / كتب الصحافي الاسرائيلي غدعون ليفي في صحيفة "هآرتس" مقالاً نشرته الصحيفة الخميس الذي صادف ذكرى اليوم الدولي لاحياء ذكرى المحرقة النازية قائلاً ان اسرائيل تستغل تلك الذكرى للتغطية على على ممارساتها الاحتلالية وقصفها اهالي قطاع غزة بقنابل الفوسفور الابيض. وهنا نص المقال: "كبار المسؤولين الاسرائيليين هاجموا فجرا وفي جبهة واسعة. الرئيس في المانيا، ورئيس الوزراء مع حاشية كبيرة العدد في بولندا، ووزير الخارحية في هنغاريا، ونائبه في سلوفاكيا، ووزير الثقافة في فرنسا، ووزير المعلومات في الأمم المتحدة، وحتى العضو الدرزي في ليكود ايوب قارة في ايطاليا. هم جميعا في الخارج لالقاء خطب منمقة عن المحرقة. "يوم أمس كان يوم ذكرى المحرقة الدولي، والتحرك الاسرائيلي في مجال العلاقات العامة من هذا القبيل لم يشاهد مثله منذ وقت طويل. كمأ أن توقيت هذا المجهود الاستثنائي – لم يسبق ان نشر هذا العدد الكبير من الوزراء في أرجاء الكرة الأرضية، ليس محض صدفة :فعدما يتحدث العالم لغة غولدستون، نتحدث بلغة المحرقة، وكأننا هناك للتعتيم على الانطباع. وعندما يتحدث العالم عن الاحتلال ، نتحدث عن ايران وكأنما نريد للعالم أن ينسى. "هذا الاسلوب لن يجدي نفعا. فقد مر يوم ذكرى المحرقة الدولي، وسوف تُنسى الخطب بسرعة، وتبقى الحقيقة اليومية الكئيبة. اسرائيل لن تبدو جيدة من الخارج، حتى بعد حملة العلاقات العامة. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تحدث عشية مغادرته اسرائيل في متحف الذكرى "ياد فاشيم". وقال :"هناك شر في العالم. ويجب وقف الشر منذ بدايته. بعض الناس يحاولون انكار الحقيقة" كلماته المتعالية هذه يقولها نفس الشخصالذي قبل يوم واحد فقط ، ولكن ليس بنفس النبرة، تلفظ بكلمات مختلفة، كلمات عن الشر الحقيقي، الشر الذي يجب استئصاله منذ بدايته، الشر الذي تحاول اسرائيل إخفاءه. "وتحدث نتانياهو عن "سياسة جديدة للهجرة"، وهي سياسة شريرة بالكامل. لقد جمع بسوء نية بين العمال المهاجرين واللاجئين البائسين- محذرا من أنهم جميعا يشكلون خطراً على اسرائيل، فهم يخفضون أجورنا، ويؤذون أمننا، يجعلوننا احدى دول العالم الثالث ويدخلون الينا المخدرات. لقد دعم بحماسة وزير داخليتنا العنصري ايلي يشاي الذي تحدث عن المهاجرين بوصفهم ناشري الامراض مثل الالتهاب الكبدي والسل والايدز والله وحده يعلم ماذا ايضا. "لن يمحو اي خطاب بمناسبة ذكرى "المحرقة" هذه الكلمات التي تحمل الافتراءات والتحريض ضد المهاجرين. ولن تلغي أي كلمة رثاء هذا الخوف العنصري من الغرباء الذي أطل برأسه في اسرائيل، ليس في التيار اليميني المتطرف فحسب كما في اوروبا، لكن في جميع تيارات الحكومة. "لدينا رئيس وزراء يتحدث عن الشر لكنه يبني سياجا لمنع لاجئي الحرب من طرق أبواب اسرائيل. رئيس وزراء يتحدث عن الشر لكنه يشارك في جريمة حصار غزة، الذي يدخل عامه الرابع تاركاً مليون ونصف مليون شخص في ظروف مشينة. رئيس وزراء يرتكب مستوطنو دولته المذابح بحق الفلسطينيين الابرياء تحت شعار "بطاقة الثمن"، والذي له كذلك دلالات تاريخية مروعة، لكن في مواجهة دولة لا تفعل اي شيء تقريبا. "انه رئيس وزراء الدولة التي تعتقل المئات من متظاهري التيار اليساري الذين يحتجون على ظلم الاحتلال والحرب على غزة، في حين يمنح الوقت العفو لليمينيين الذين تظاهروا ضد فك الارتباط. وفي خطابه بالامس، ساوى نتانياهو بن المانيا النازية وايران الاصولية بشكل لا يرقى لاكثر من اساليب الدعاية الرخيصة. والحديث عن "اهانة المحرقة"، ايران ليست المانيا، وأحمدي نجاد ليس هتلر، والمساواة بينهم ليست أقل زيفا من مساواة الجنود الاسرائيليين بالنازيين. لا ينبغي نسيان المحرقة وليس هناك حاجة لمقارنتها باي شيء .يجب ان تشارك اسرائيل في الجهود لابقاء ذكراها حية، ولكن بعملها هذا يجب ان تظهر بيدين نظيفتين- نظيفتين من شر ما صنعتا. ويجب ايضاً الا تثير الشكوك بانها تستغل بلؤم ذكرى المحرقة لتمحق وتطمس اشياء اخرى. ومن المؤسف ان هذا ليس الحال. كم سيكون جميلاً لو ان اسرائيل اقتطعت وقتاً في يوم التذكر الدولي هذا لتفحص نفسها وتنظر في الداخل وتسأل، على سبيل المثال، كيف حصل ان مدت اللاسامية رأسها في العالم تحديداً في السنة الماضية، أي السنة التي القت فيها قنابل الفوسفور الابيض على غزة. كم سيكون جميلاً لو ان نتنياهو اعلن في هذا اليوم الدولي لتذكر المحرقة سياسةً جديدة لدمج اللاجئين بدلاً من الطرد، او رفع الحصار عن غزة. ان الف خطاب ضد معاداة السامية لا يمكن ان تطفىء ألسنة اللهب التي اشعلتها عملية "الرصاص المسكوب"، وهي أالسنة لهب تهدد لا اسرائيل وحسب، وانما العالم اليهودي كله. وما دامت غزة تحت الحصار، مع غرق اسرائيل في كرهها المؤسسي للاجانب، فستبقى الخطابات عن المحرقة جوفاء. وما دام الشر متفشياً هنا في الداخل، فلن يستطيع أي من العالم او نحن قبول وعظنا للآخرين، حتى لو استحقوه.