تساءل الأستاذ الدكتور الشيخ أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر: لمصلحة من الهجوم الضاري ممن ينتمون إلى الدعوة السلفية على المقاومة في فلسطين ولبنان؟
ولمصلحة من تكفير هؤلاء للشيعة وإدانة السنوار؟
وقال إن أقل شيء في هذا السياق: إن لم تكن عونا لأخيك، فلا تكن عونا عليه.
وذكّر كريمة بقوله عليه الصلاة والسلام: “جاهدوهم بأبدانكم وأموالكم وألسنتكم”.
وقال كريمة في تصريحات لـ”رأي اليوم” إن هذا الحديث الشريف جزأ الجهاد على الأمة كلها، مشيرا إلى أن الجهاد بالبدن يكون بالجيش بإذن ولي الأمر، والمال متاح للأمة بأسرها، واللسان للعلماء.
وتابع قائلا: ” بحمد الله لي إصدارات علمية أرسلتها داخل فلسطين منذ سنوات، أولها ” الجهاد المشروع في الإسلام”، “القدس والمسجد الأقصى” (طبع خمس طبعات)، “فلسطين عربية” جزء أول، وجزء ثان”.
وقال إن الكتاب الأخير تم إهداؤه لسفارات الدول في جمهورية مصر العربية.
وعن كيفية نصرته للمستضعفين من الرجال والنساء والولدان، قال كريمة: ” عقدنا مؤتمرا في مؤسستنا الخيرية بعنوان ” نصرة فلسطين” في 2018.”.
وقال إن هذه إمكاناته المتاحة.
وتابع قائلا: ” مناصرتي للقضية الفلسطينية العادلة كمصري وأزهري ليست لها بوصلة معينة، ولا شأن لي بشيعة ولا حماس الإخوان.
القضية الفلسطينية تهم العرب والمسلمين كلهم جميعا دون مذهبية ودون طائفية”.
وعن كيفية نصرة إخواننا في فلسطين للمواطن العادي، قال إن ذلك يكون بالتبرع بالمال دعما لهم عن طريق الهلال الأحمر مثلا أو بالدعاء المخلص لهم.
وأشاد كريمة بمؤتمرات الأزهر الداعمة لفلسطين.
وردا على سؤال : ولكن المؤتمرات والبيانات لم تغن من الإبادة الإجرامية شيئا؟
قال كريمة: “يجب عدم خلط الأوراق، وكلٌّ يجب عليه الدعم حسب المتاح الوسع والطاقة”.
ونوّه كريمة بدور العلماء في الحروب الإسلامية، مشيرا إلى أن السيد البدوي وأبا الحسن الشاذلي قاتلا ضد الصليبيين، لافتا إلى أن إدارة الوعظ في الأزهر مع الشؤون المعنوية في الجيش لتقوية الجبهة الخارجية.
وقال إن زيارات الشيخ عبد الحليم محمود للجيش المصري في حرب أكتوبر كانت مشهودة.
وردا على سؤال: لو فتح باب الجهاد، هل تلبون النداء؟
أجاب بقوله: ” المتاح لي بحكم السن الجهاد باللسان، وتأكيد فضل الجندية والشهادة في سبيل الله”.
ولفت إلى أن أسوأ شيء في القضية الفلسطينية المرجفون، مذكّرا بقوله تعالى: ” لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا”.
واختتم الشيخ كريمة مؤكدا أن هناك فرقا بين الشجاعة والتهور، لافتا إلى أن مصائر الشعوب لا تعرف المغامرة أو المقامرة.