من المتوقع لجهاز الامن ان يستثمر في العقد القريب القادم مئات ملايين الدولارات في محاولة لتطوير اقمار صناعية صغيرة يكون ممكنا اطلاقها من طائرات. وذلك في محاولة لمنح سلاحي الجو والاستخبارات في الجيش الاسرائيلي قدرة رقابة سريعة ونوعية على الاهداف والساحات. قائد سلاح الجو، اللواء عيدو نحوشتان، عرض أمس مشروع "الاقمار الصغيرة" في خطابه في مؤتمر الفضاء السنوي تحت اسم ايلان رامون باعداد معهد فيشر لابحاث الفضاء في هرتسيليا."ينبغي لنا ونحن نريد ان نغطي منطقة واسعة وان نفعل هذا كل الوقت بتواصل، بجملة من الوسائل"، شرح نحوشتان. وحسب أقواله، يجب تطوير قدرة استخبارية في الفضاء تكون "متوفرة وسريعة الرد". وعلى ذلك فانه ينبغي لاسرائيل أن تطور قمرا صناعيا يكون "شيئا ما مثل طائرة يمكنها أن تقلع متى تكون حاجة – اقمار صناعية صغيرة أو مايكرو أقمار". وأكدت مصادر رفيعة المستوى في سلاح الجو تعنى في مجال الفضاء اقوال نحوشتان في انها ليست مجرد أماني مستقبلية: ففي السلاح ينشغلون منذ أكثر من سنة في تعريف المفهوم التكنولوجي لـ "مايكرو أقمار" والاحتياجات التنفيذية التي ستخدمه. واليوم يستخدم سلاحا الجو والاستخبارات ثلاثة اقمار لجمع المعلومات الاستخبارية: اوفيك 5، اوفيك 7 وسار 1. والثلاثة من انتاج الصناعات الجوية. اضافة الى ذلك، يتم شراء كاميرات تصوير للاقمار من شركات تجارية اسرائيلية واجنبية. تطوير كل واحد من الاقمار الصناعية استغرق سنوات وكلفة تقدر بمئات ملايين الدولارات. ورغم ذلك، فلا يزال سلاح الجو معنيا بتطوير منظومة رقابة قمرية اكثر مرونة، يكون ممكنا اطلاقها باشعار قصير وبكلفة أدنى، كي تلائم مهمات محددة والتوجه عند الحاجة الى نقطة معينة لزمن طويل. هذا المفهوم يسمى في مجال تطوير التطبيقات الفضائية "مهمة حسب التوصية" (mission on demand). هذا المطلب لدى سلاح الجو تحاول أن تلبيه الان شركة رفائيل التي تسعى الى انتاج "مايكرو قمر" وزنه أقل من 120كغم وهو صغير وخفيف اكثر بكثير من اقمار الصناعات الجوية. وبينما توجد اقمار جمع المعلومات بشكل عام على ارتفاعات 600 حتى 700كم فوق سطح الارض لان ارتفاعا أقل من ذلك يستدعي من القمر تفعيل محركاته بتواتر اعلى لصد جاذبية الكرة الارضية، يقترحون في رفائيل استخدام الاقمار على ارتفاع نحو 300كم. القرب من الكرة الارضية سيسمح ايضا باستخدام الكاميرات والموجات الصوتية بقدر أكبر. والميزة المركزية في تقليص كبير لحجم الاقمار هي في تبسيط وسائل اطلاقها. وبدلا من اطلاق القمر بصاروخ مركب وباهظ الثمن يحتاج الى طلبه منذ اشهر عديدة مسبقا من احدى الدول او وكالات الفضاء القليلة التي تطلق اقمارا صناعية، او اطلاقه من اسرائيل الامر الذي هو أقل نجاعة لانه لا يمكن اطلاقه شرقا من فوق الدول العربية، فان الـ "مايكرو قمر" يمكن اطلاقه من على صاروخ اصغر بكثير، كذاك الذي يمكن لطائرة قتالية مثل اف 15 ان تحمله وان تطلقه الى الفضاء. واذا ما اضطر سلاح الجو الى مثل هذه الاقمار فسيكون ممكنا اطلاقها باشعار قصير للغاية تصل الى بضع ساعات فقط وتوجيهه الى مسار او نقطة معينة تكون فيها للجيش الاسرائيلي حاجة عملياتية هامة لمعلومات فورية ودقيقة. كما يمكن لسلاح الجو أن يطلق عدة اقمار صغيرة بالتوازي لخلق مدى رقابة أوسع وابقاء شبكة اتصالات بين الاقمار وبين الارض. في سلاح الجو يفضلون الحديث عن قدرة تكون بيد الجيش الاسرائيلي بعد نحو عقد من الزمن ولكن حتى هناك مقتنعون بان في المستقبل قسم كبير من مهمات الرقابة وجمع المعلومات الحساسة للغاية ستنفذ بواسطة الـ "مايكرو أقمار".