موقع فرنسي: مقتل يحيى السنوار.. “البراغماتي” الذي أصبح مهندس 7 أكتوبر

الجمعة 18 أكتوبر 2024 06:40 م / بتوقيت القدس +2GMT
موقع فرنسي: مقتل يحيى السنوار.. “البراغماتي” الذي أصبح مهندس 7 أكتوبر



باريس/سما/

 تحت عنوان “يحيى السنوار “البراغماتي” الذي أصبح مهندس 7 أكتوبر”، قال موقع “ميديا بارت” الاستقصائي الفرنسي إنه بعد اغتيال زعيم “حزب الله” حسن نصر الله، في نهاية سبتمبر/أيلول، في بيروت، نجح الجيش الإسرائيلي في القضاء على يحيى السنوار، زعيم “حماس”، ومهندس 7 أكتوبر.

وأوضح الموقع الفرنسي أن تأكيد الخبر استغرق وقتاً طويلاً، لأن مقتل يحيى السنوار في رفح جنوب مدينة غزة لم يتم بغارة جوية، بل بنيران جنود استهدفوا عناصر من “حماس” دون علمهم أن عدو إسرائيل اللدود كان من بينهم.

يحيى السنوار، الذي تم تعيينه، في أغسطس2024 ، رئيسًا للمكتب السياسي لحركة “حماس”، الهيئة الإدارية العليا للحركة، خلفًا لإسماعيل هنية، الذي اغتيل في طهران، في 31 يوليو/تموز، انضم بالتالي إلى القبر المفتوح، الذي أصبح قطاع غزة يمثله، مع أكثر من 42 ألف فلسطيني قتلوا على يد الجيش الإسرائيلي في غضون عام، يضيف “ميديا بارت”.

وكان الرجل قد أصبح، في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، كابوساً للحكومة الإسرائيلية، لكونه مهندس عملية عسكرية تحت رادار أنظمة الاستخبارات والحماية، التي يفترض أنها الأفضل في العالم، والتي أدّت، في غضون ساعات قليلة، إلى خسائر بشرية مروعة بلغت أكثر من 1200 حالة وفاة، وهو أمر غير مسبوق في تاريخ الدولة العبرية، يُتابع الموقع الفرنسي.

كان التغيير في إستراتيجية “حماس”، في أكتوبر 2023 ، غير متوقع على الإطلاق، حيث تم تقديم يحيى السنوار من قبل المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين و”حماس” على أنه “براغماتي”، عندما تولّى رئاسة الحركة الإسلامية في غزة في عام 2017.

فمنذ أن تولى قيادة “حماس” في غزة، عام 2017، بدا أن يحيى السنوار يلعب الدور الذي توقعه الإسرائيليون منه بشكل غير رسمي: التفاوض مع الجار المصري الأساسي، والتعاقد من الباطن مع حركة “الجهاد الإسلامي”، وهي منظمة أصغر حجماً، وأقل قدرة عسكرية منها، في معظم المواجهات المباشرة مع إسرائيل من خلال إطلاق الصواريخ بشكل منتظم، والتي يسهل اعتراضها من قبل الدفاعات الإسرائيلية، ولكن أيضًا للسيطرة على منطقة توصف بأنها “سجن في الهواء الطلق” و“طنجرة ضغط”، حيث يفتقر القطاع ذو الكثافة السكانية العالية إلى كل شيء: مياه الشرب، والغذاء، والحصول على الرعاية، ناهيك عن الآفاق المستقبلية، يقول “ميديا بارت”.

لكن، نظرياً، كان من المفترض أن يكون هذا الرجل ما يزال في سجن إسرائيلي، لدرجة أن محكمة إسرائيلية حكمت عليه عام 1988 بالسجن المؤبد… لكن تم إطلاق سراح السنوار، عام 2011 ، في إطار عملية تبادل نظمها شقيقه محمد السنوار، الذي يبقى آخر مسؤول كبير في “حماس” في غزة لم يتم الإعلان عن وفاته رسميًا، بعد التصفية المتعاقبة لمروان عيسى، ومحمد الضيف، والآن يحيى السنوار. ووافقت إسرائيل، بعد ذلك، على إطلاق سراح ما لا يقل عن ألف أسير فلسطيني لاستعادة الجندي الفرنسي الإسرائيلي جلعاد شاليط حياً، بعد أن أسرته قوات كوماندوز، عام 2006، يُشير “ميديا بارت”.

لكن، في مقال طويل، نُشر في صيف 2021، استشهدت صحيفة “هآرتس” بمصادر عسكرية متعددة مجهولة تشير إلى تطورات في الشخصية.. ففي مواجهة ترشيح نزار عوض الله، الذي يعتبر من المؤيدين المتطرفين للحرب الشاملة مع إسرائيل، كان يحيى السنوار قد لجأ إلى تطرّف نهجه، وأخذ في الاعتبار الانتقادات التي تتهمه بأنه، على الرغم من تصريحاته، تخلّى عن الخيار العسكري، المتمثل في إدارة غزة بالمال من قطر والمساعدات الدولية، يقول “ميديا بارت”.

بالنسبة لأحد المصادر داخل الأجهزة الأمنية المذكورة في مقال صحيفة “هآرتس”، لم يعد يحيى السنوار يرى نفسه مجرد زعيم بسيط لحزب فلسطيني، بل “تصرَّفَ كما لو كانت لديه مهمة أوكلها الله لحماية القدس والأقصى”. مهمة جلبت لإسرائيل واحدة من أسوأ المآسي في تاريخها، وأغرقت غزة في مذبحة لا يحصى عدد ضحاياها، يقول “ميديا بارت”.

في نيسان/أبريل 2022، أعلن يحيى السنوار، خلال إحدى إطلالاته العلنية النادرة، وبعد موجة من الهجمات التي خلّفت العديد من القتلى الإسرائيليين: “سيتعيّن عليكم الاستعداد لمعركة كبيرة إذا لم تتوقف إسرائيل عن مهاجمة المسجد الأقصى. » بالنسبة لحماس عملية 7 أكتوبر سُمِّيت بـ”طوفان الأقصى”.

في مايو 2021، ظهرت على جميع شبكات التواصل الاجتماعي الفلسطينية صورة يحيى السنوار مبتسماً، قميصه مكوي، سرواله أسود، ولحيته بيضاء مشذبة، يجلس على كرسي، وسط أنقاض منزله الذي دمّره الجيش الإسرائيلي خلال حرب غزة السابقة. وتظهر الصورة المتداولة حالياً على مواقع التواصل الاجتماعي رجلاً يرتدي زياً عسكرياً، وذراعه مطويّة على صدره، وساعة على معصمه، وكوفية على رأسه، وثقب كبير في جبهته.

والسؤال الآن- يقول “ميديا بارت”- هو ما إذا كان القضاء على مهندس 7 أكتوبر، إلى جانب القضاء على الغالبية العظمى من قيادات وعناصر “حماس” في غزة، بعد أن حقق أحد أهداف الحرب التي أعلنها نتنياهو في بداية الحرب في غزة، من المرجح أن يؤدي إلى التأثير على الحركة الفلسطينية، وخاصة من خلال إحياء إمكانية وقف إطلاق النار، مقابل إطلاق آخر الرهائن الإسرائيليين في غزة.