هدد الجيش الإسرائيلي السبت، باستهداف سيارات إسعاف في جنوب لبنان بزعم أنها “تنقل أسلحة ومسلحين تابعين لحزب الله”.
جاء ذلك في بيان نشره المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي بحسابه الرسمي على منصة “إكس”.
وقال أدرعي: “كشف الجيش الإسرائيلي مؤخرا أن عناصر من حزب الله يستخدمون سيارات الإسعاف لنقل مخربين وأسلحة”، دوت تقديم أية أدلة تؤكد صحة مزاعمه.
وحذر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي من “استمرار هذه الظاهرة”، داعيا الفرق الطبية “إلى تجنب التعامل مع عناصر حزب الله وعدم التعاون معهم”.
وختم أدرعي بيانه مهددا: “الجيش الإسرائيلي يؤكد أنه سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد أي مركبة تنقل مسلحين، بغض النظر عن نوعها”.
وفي 4 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي، سيارة إسعاف قرب مستشفى مرجعيون الحكومي جنوبي لبنان، ما أدى إلى استشهاد 4 مسعفين، وفق وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.
وقبل ذلك بيوم واحد، كشف وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض أن الغارات الجوية الإسرائيلية قتلت منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي 97 من الطواقم الطبية والطوارئ، وتسببت بأضرار لأكثر من 10 مستشفيات، داعيا المجتمع الدولي للتدخل لوقف هذه الانتهاكات.
وتجرم العديد من الاتفاقيات الدولية استهداف الكوادر والمنشآت الطبية أثناء الحروب، ومن ضمنها المادة 12 من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف لعام 1977، التي تؤكد “ضرورة احترام وحماية الوحدات الطبية المتنقلة والثابتة في جميع الأوقات”.
كما تنص المادة 18 من اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 على أنه “لا يجوز مهاجمة المستشفيات المدنية المنظمة لرعاية الجرحى والمرضى، ويجب أن تحترم وتُحمى من جميع الأطراف المتحاربة”.
فيما تعتبر المادة 8 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية أن “تعمد توجيه الهجمات ضد الوحدات الطبية أو الأفراد العاملين فيها جريمة حرب، خاصة إذا كانوا يؤدون واجباتهم وفقا للقانون الإنساني الدولي”.
كما حذّر الجيش الإسرائيلي السبت سكان جنوب لبنان من العودة إلى منازلهم “حتى إشعار آخر”، مشيرا إلى أن القتال متواصل في المنطقة.
وكتب المتحدث باسم الجيش للإعلام العربي أفيخاي أدرعي على منصة إكس أن الجيش “يواصل استهداف مواقع حزب الله في قراكم أو بالقرب منها” موضحا “من أجل سلامتكم، يُمنع العودة إلى منازلكم حتى إشعار آخر”.
في منشور منفصل، كرر أدرعي دعوة سابقة إلى العاملين الصحيين والفرق الطبية في جنوب لبنان لتجنب استخدام سيارات الإسعاف، قائلا إنها تستخدم من جانب مقاتلي حزب الله.
وقال “ندعو الفرق الطبية إلى تجنب التعامل مع عناصر حزب الله وعدم التعاون معهم” محذرا من “سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد أي مركبة تنقل مسلحين، بغض النظر عن نوعها”.
وفي سياق متصل، قال الجيش الإسرائيلي، السبت، إنه اعترض صواريخ أُطلقت من لبنان تجاه منطقتي الجليل الأوسط والأعلى بالشمال.
وفي بيان نشره بحسابه على منصة “إكس” قال الجيش: “عقب الإنذارات التي تم تفعيلها بين الساعة 10:05 – 10:06 في الجليل الأوسط، نجح سلاح الجو في اعتراض صاروخ واحد أُطلق من لبنان”.
وقبل ذلك بوقت قصير، أعلنت الجبهة الداخلية بالجيش الإسرائيلي تفعيل صفارات الإنذار في “عيلبون” و”ميسد” و”طفاحوت” و”المغار” في الجليل الأوسط بعد رصد إطلاق صواريخ.
وعقب ذلك، أعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية، في بيان منفصل، تفعيل صفارات الإنذار في مستوطنات “مرغليوت” و”صفد” و”روش بينا” و”حتسور هجليليت” و”عموكا” و”محناييم” و”أور هغنوز”، و”كاديتا” و”بيريا” و”بار يوحاي” ومستوطنات أخرى بالجليل الأعلى بعد إطلاق صواريخ، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وفي بيان لاحق على حسابه بمنصة “إكس”، قال الجيش: “عقب الإنذارات التي تم تفعيلها في منطقة الجليل الأعلى بين الساعة 10:55 – 10:56، تم رصد عدد من الصواريخ التي أُطلقت من لبنان وجرى اعتراضها بنجاح”.
وفتح حزب الله اللبناني جبهة “إسناد” لغزة غداة اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023. وبعد عام من تبادل القصف عبر الحدود، تحولت هذه المواجهة الى حرب مفتوحة اعتبارا من 23 أيلول/سبتمبر، مع تكثيف الدولة العبرية غاراتها الجوية، وبدء عمليات برية بعد أسبوع من هذا التاريخ.
وفي قطاع غزة، يشن الجيش الإسرائيلي هجوما بريا وجويا كثيفا في شمال قطاع غزة، خصوصا في جباليا وحولها.
ودعا أدرعي السبت سكان منطقة الشيخ رضوان جنوب مخيم جباليا إلى إخلائها.
ونشر خارطة على موقع اكس قال فيها “المنطقة المحددة بما فيها المآوي الموجودة فيها تعتبر منطقة قتال خطيرة” داعيا السكان إلى التوجه إلى المنطقة “الإنسانية” جنوب قطاع غزة.