خبر : تقرير وزارة الخارجية: اهانة السفير التركي نجحت، في انقرة فهموا التلميح../هآرتس

الثلاثاء 26 يناير 2010 11:50 ص / بتوقيت القدس +2GMT
تقرير وزارة الخارجية: اهانة السفير التركي نجحت، في انقرة فهموا التلميح../هآرتس



 تقرير وزارة الخارجية في موضوع علاقات اسرائيل – تركيا، والذي نقل قبل بضعة ايام الى وزراء منتدى "السباعية" يقول ان الازمة عقب اهانة السفير التركي مست بشدة بكرامة تركيا، ولكنها اوضحت للحكومة في أنقرة بأنها تجاوزت الخطوط الحمراء في علاقاتها مع اسرائيل. كما يشدد التقرير على ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لا يتردد في استخدام تعابير لاسامية في خطاباته، "وبشكل غير مباشر يحرض ويشجع" اللاسامية. التقرير الذي وصل الى "هآرتس"، ويقع في سبع صفحات، كتبه مركز البحوث السياسية الذي يعتبر هيئة التقدير الاستخباري لوزارة الخارجية. وقد نشر قبل بضعة ايام على ممثليات اسرائيل في خارج البلاد وكذا رفع الى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وزير الخارجية افيغدور ليبرمان وباقي وزراء السباعية. وزير الخارجية ليبرمان ونائبه داني ايالون هما اللذان يقودان الخط الحازم تجاه تركيا، بينما وزير الدفاع، ايهود باراك ووزير الصناعة والتجارة بنيامين فؤاد بن اليعزر يقودان خطا معتدلا في محاولة لترميم العلاقات. كما عني التقرير ضمن امور اخرى في اثر حدث الاهانة للسفير التركي قبل نحو اسبوعين والذي في اثنائه اجلسه نائب الوزير ايالون على كرسي منخفض اكثر من كراسي مضيفيه، عن مستقبل العلاقات بين الدولتين. "بتقديرنا، يحتمل ان يكوي الحدث الوعي التركي على مدى الزمن كمس شديد بكرامتهم"، كما يشير واضعوا التقرير، "اضافة الى ذلك، فان طريقة استيعاب الازمة من كبار المسؤولين الاتراك، بمن فيهم اردوغان، كفيلة بأن تدل على أن تركيا تعترف بانها دخلت الى منطقة الخط الاحمر وحافة حدود الاحتمال لدى حكومة اسرائيل وان من شأنها ان تؤدي الى فقدان اسرائيل بالنسبة لها، الامر الذي سيمس بشرعية تركيا الدولية". اجزاء واسعة من التقرير تركز على اردوغان، الذي يعتبر مركز المشكلة في العلاقات بين الدولتين. وجاء في التقرير "بتقديرنا، منذ صعود حزبه الى الحكم، ينفذ اردوغان عملية متواصلة لتهيئة الشعب (تهيئة الرأي العام) في أساسها تصميم رأي عام سلبي لتركيا بالنسبة لاسرائيل". "وهو يفعل ذلك من خلال استخدام لازمات متكررة في خطاباته لوصف المعاناة الفلسطينية في غزة واتهام اسرائيل بتنفيذ جرائم حرب لدرجة التفوهات اللاسامية والتحريض". في بضعة اماكن في التقرير تشرح وزارة الخارجية كيف ان اردوغان يشجع اللاسامية في تركيا. "رغم ان اردوغان يحرص على التشديد في خطاباته في الساحة الدولية على ان اللاسامية هي جريمة ضد الانسانية، فانه لا يعفي نفسه من عناصر لاسامية في خطابه نفسه وبشكل غير مباشر يحرض ويشجع على ذلك"، جاء في التقرير، "لدى اردوغان وبعض من المحيطين به يغيب التمييز بين الاسرائيلي واليهودي وكذا الاحساس، والانتقاد للاسرائيليين يصبح مناهض لليهود". ويقضي التقرير بأن الاثر الفوري لهذه الاقوال كان مقالات في الصحف التركية شككت بمصداقية يهود تركيا. "الامر من شأنه ان يعرض سلامة الطائفة ومؤسساتها للخطر"، كتب. "تصريحات اردوغان باسلوب "اليهود جيدون في المال"، والتي يعتبرها احتجاجا، تشير الى انعدام الفهم القائم لديه لجوهر اللاسامية وما فيها من مخاطر". وحسب وزارة الخارجية، فان احد السبل التي يشجع فيها اردوغان اللاسامية هو اعطاء اسناد لاصدار صحف اسلامية متطرفة، على حدود اللاسامية. ويطرح التقرير كمثال على ذلك صحيفة "Vakit" التي صدرت في المانيا ايضا، ولكن هناك اغلقتها السلطات بسبب مضامينها اللاسامية. "افراد اسرة هذه الصحيفة يدعون غير مرة للانضمام الى طائرة اردوغان في رحلاته الى الخارج. الرئيس التركي عبدالله غول، قال في الماضي ان هذه هي الصحيفة الاولى التي أقرأها كل صباح". ويشدد التقرير على ان اردوغان "يعطي تسويغا"، او "يغض النظر"، عن مسلسل تلفزيوني مناهض للاسرائيلية "ذا طابع لاسامي محرض"، مثل "وادي الذئاب" الذي بسبب بث فصل منه استدعي السفير التركي في اسرائيل الى حديث الاهانة. وزارة الخارجية ترد في التقرير زعم الحكومة التركية والذي يقول ان بث هذه البرامج هو في اطار حرية التعبير لمبدعين مستقلين، وتتدعي بأن المضامين في وسائل الاعلام التركية "تخضع لرقابة وثيقة" من سلطة رقابة تشكل رقابة عسكرية في الدولة. ويشير التقرير الى انه في الاشهر الاخيرة طرأ احتدام كبير في القيود على حرية التعبير في تركيا. وحسب رجال من وسائل الاعلام التركية، فان سياسة التحرير تمليها محافل في الحكومة، وتجرى تنصتات على هواتف ومكاتب الصحافيين، وتمارس ضغوط على اصحاب الشبكات الاعلامية من التيار المركزي وتوجد رقابة وثيقة على مواقع الانترنت". ويقضي التقرير بأن مضامين البث الذي يعنى بمناكفة اسرائيل متوفرة للجمهور على الاقل في ظل غض النظر من جانب السلطات، او بعلمهم وموافقتهم. "في بثها في توقيت سياسي كهذا، ثمة نوع من ربط وسائل الاعلام بذات عملية تهيئة الشعب"، ضد اسرائيل. "بالنسبة لاردوغان، فان استخدام التشهير باسرائيل يشكل وسيلة لرفع اسهمه حيال دول الاسلام والشرق اوسط والتي تبدي تركيا اهتمامها بقيادتها، حيال المعارضة في تركيا، حيال الجمهور الهدف لحزبه وحيال اجزاء وطنية بين الجمهور التركي مستعدون للاصطفاف بسهولة اكبر حول مسائل مثل اسرائيل او معاناة الفلسطينيين مما حول معالجة مشاكل داخلية مشتعلة كمكانة الاكراد او تقييد حريات الفرد في تركيا". ويقضي واضعوا التقرير بأن اردوغان يعتقد بان ثمن ضعضعة العلاقات مع اسرائيل زهيد بالنسبة له "بسبب ميول قلبه الدينية والايديولوجية". ويزعم التقرير ايضا بأنه من خلال حضوره يجرف اردوغان وراءه الجماهير ويغرس فيهم "نماذج عن الخير والشر" في النزاع الاسرائيلي – العربي. ويرفض التقرير ادعاء وزارة الخارجية التركية ومسؤولين اتراك اخرين كبار يشرحون تصريحات اردوغان ضد اسرائيل كتلبية للرأي العام في تركيا. ويقضي واضعوا التقرير بأنه يوجد في تركيا اليوم لاصحاب القرار تأثير اكبر على الرأي العام مما للرأي العام عليهم.