خبر : يوم الكارثة الدولي قبل لحظة من السفر الى اوشفيتس /يديعوت

الثلاثاء 26 يناير 2010 11:48 ص / بتوقيت القدس +2GMT
يوم الكارثة الدولي قبل لحظة من السفر الى اوشفيتس /يديعوت



غدا، يوم الذكرى الـ 65 لتحرير معسكر اوشفيتس سيتم في قسم من دول العالم احياء يوم الكارثة الدولي، خلافا ليوم الكارثة الوطني الذي يحل عندنا في الثامن والعشرين من نيسان العبري. وفود من الناجين، السياسيين ورجال الدين والاخلاق سيصلون الى ساحة معسكر الابادة بيركيناو، المجاور لاوشفيتس، وسيقولون كل ما درج على قوله في هذا اليوم. المكان فظيع جدا، مثير للصدمة جدا، يخلد برعبه الكليشيهات الاكثر تآكلا.وسيكون هناك ايضا فتيات وفتيان من تلاميذ المدارس الثانوية. 1.3 مليون نسمة زاروا اوشفيتس في 2009 وهو رقم قياسي حسب موقع الانترنت للمتحف، والكثيرين منهم كانوا ابناء وبنات العاشرة.  وهم يأتون بشكل عام صفوفا صفوفا من كل العالم، يسيرون بهيبة مقدسة خلف مرشديهم، يمرون ببطىء على اكوام الشعر، الحقائب، الاغراض الشخصية. وفي الغالب يصمتون. احيانا يبكون. وفضلا عن تلاميذ الثانوية من اسرائيل. ليس صحيحا اجراء تعميم جارف حول كل وفود التلاميذ الثانويين الذين يسافرون من اسرائيل الى بولندة، ولكن حسب ما رأيت بعيني، في الزيارتين اللتين قمت بهما الى هناك، وحسب ما سمعت من اسرائيليين آخرين، فان سلوك بعض من الوفود شاذ. صاخبون، يتناكفون، يتعانقون ويتبادلون القبل. السلوك المنفلت يمس بالاخرين ممن يرغبون في التركيز والاختلاء. وليس أقل خطورة فانه يحبط الهدف التربوي الذي من أجله تستثمر وزارة التعليم وتستثمر المدارس والاهالي في هذه الوفود. الشحنة الوحيدة التي يحملها معهم المشاغبون هي الكحول الزائدة التي احتسوها في لياليهم في بولندة. من المعقول الافتراض أن هناك من يتصرفون هكذا حتى عندما يسافرون جماعة الى ايلات او اليونان او قبرص، او يحرقون الفودكا في نهاية الاسبوع. احتساء الكحول في اوساط التلاميذ اصبح مشكلة وطنية. ولشدة العار، فانه لا يتوقف عند يافطة الدخول الى اوشفيتس.كل شيء منوط بالاستعدادات، يقول المعلمون. التلاميذ الذين ينطلقون الى هذه الرحلة بعد أن تعلموا عن الموضوع بعمق وبعد ان تلقوا اعدادا نفسيا مناسبا، يجتازون الزيارة باحترام. افترض انهم محقون. ولكن الاستعدادات تتطلب استثمارا للوقت والمال، بعض من المدارس لا يمكنها أن تسمح به لنفسها، وهو يأتي، اذا ما كان يأتي، على حساب مواضيع اخرى. عندما بدأت زيارات تلاميذ الثانوية الاسرائيليين الى اوشفيتس كان هناك من تخوف من الطابع القومي المتطرف للزيارة. وهم لم يسارعوا الى رؤية التلاميذ يسيرون في مسيرات تلفهم على نحو تظاهري اعلام اسرائيل. آخرون خشوا من الصدمة التي ستفسد نفوسهم الرقيقة: كل أم عبرية تقف متأهبة خشية ان يختبر ابنها تجربة قاسية في فترة خدمته العسكرية، ولكن عندما يدور الحديث عن سن اصغر وفي وضعية اكثر اثارة للصدمة، فان الام العبرية تدفع المال مقابل الرحلة وتنتظر سماع الانطباعات. الاحتجاج الوحيد للاهالي هو على المبلغ الكبير المطلوب منهم. الحاجة الى المشاركة المالية الكبيرة من الاهالي خلقت تمييزا غير سليم بين تلاميذ وتلاميذ وبين مدرسة ومدرسة. تكفي هذه المشكلة كي تضع موضع الشك مبرر الوفود. اذا كانت السفريات الى بولندة هامة جدا من ناحية تربوية، فعلى وزارة التعليم أن تمولها. واذا لم تكن هامة بهذه الدرجة فمن الافضل أن يركز جهاز التعليم على مهمات أهم. خلافا لفصول اخرى في التاريخ اليهودي، يخيل أن الكارثة غير محكومة بالنسيان. ربما بسبب شدة الفظاعة، ربما بسبب التخوف من كارثة ثانية، ربما بسبب أن الكارثة، اكثر من أي عامل آخر هي الحلقة التي تربط اليوم بين اليهود بصفتهم هذه. افترض ان زيارة الى اوشفتيس تعزز صلة الشباب الاسرائيليين بالشعب اليهودي ولكن الويل لنا اذا ما كانوا ملزمين كي يشعروا بانهم يهود او اسرائيليين او صهاينة، بالابتعاد حتى الوصول الى اوشفيتس.في هذه الاثناء يمكن زيارة المتحف الجديد، المثير للانطباع، لمؤسسة "يد واسم" في القدس. من أجل الثقافة، من اجل التجربة، من اجل الوعي. اما ما تبقى فيوفره الخيال.