"قرأت تقاير هيومن رايتس ووتش، امنستي انترناشيونال والجامعة العربية"، روى النائب العسكري الرئيس افيحاي مندلبليت، في مقابلة اجرتها معه مؤخرا صحيفة "نيويورك تايمز". "حين تقرأ هذه التقارير تفهم كم هو تقرير غولدستون شرير. فهو يحاول ان يري وكأننا حاولنا عن قصد المس بالبنى التحتية الاقتصادية وبالمدنيين. هذا كذب شرير". هذه المقابلة جرت في اطار تقرير نشرته الصحيفة أمس عن الرد المتوقع من اسرائيل على تقرير غولدستون الذي رفع الى الامم المتحدة وينتقدها بشدة في موضوع احداث "رصاص مصبوب" في غزة. وردت اسرائيل بحزم استنتاجات تقرير غولدستون في موضوع قتل سكان ابرياء ومس بالبنى التحتية المدنية كجزء من محاولة فرض الرعب على السكان الفلسطينيين في اثناء الحملة. وتدعي "نيويورك تايمز" بانه حتى موعد تقديمه الى الامم المتحدة سيبقى مضمون الرد سريا، ولكن الضباط المشاركين في اعداده كشفوا عن بعض من تفاصيله. وهكذا مثلا احد الادعاءات في تقرير غولدستون هو أن اسرائيل هدمت عن قصد محطة القمح الوحيدة في غزة، على ما يبدو في هجوم بطائرة اف 16 لمنع الغذاء عن السكان – وهو عمل يعتبر جريمة حرب. اسرائيل ستدعي في ردها بان المحطة هدمت بالخطأ في اثناء تبادل لنار المدفعية مع حماس. كما أن اسرائيل ستنفي انها هدمت عن عمد منشأة لتطهير المياه العادمة، مما ادى الى تدفق المجاري. فور العملية، امر مندلبليت بتشكيل عشرة طواقم من الشرطة العسكرية للتحقيق في الشكاوى التي رفعها الفلسطينيون ومنظمات حقوق الانسان. وبالاجمال جمع نحو 150 حدث. استنتاجات واضعي التقرير الاسرائيلي، المسؤول عنه العميد يوفال حلميش، ضابط استخبارات رئيس سابق كان واضحا: في معظم الحالات غولدستون عرض صورة مشوهة للوضع. وقال مصدر عسكري اسرائيلي يذكر في الصحيفة انه كان امام حكومة اسرائيل خيارين: إما احتلال غزة تماما او السيطرة على محاور التمويل لحماس وتجفيف المنظمة. وكان خيار اسرائيل هو مهاجمة بنية حماس والمغادرة، وهو خيار اقل عدوانية. وفي نتائج التحقيق ستدعي اسرائيل بانه وان كانت ارتكتبت اخطاء الا انها غير مذنبة بجرائم. 24 يناير 2010