يمتلك عشرات آلاف المُسيّرات الانتحاريّة ..حزب الله يُخطِّط لاستهداف مقّر قيادة الأركان بتل أبيب

الأربعاء 07 أغسطس 2024 01:19 م / بتوقيت القدس +2GMT
يمتلك عشرات آلاف المُسيّرات الانتحاريّة ..حزب الله يُخطِّط لاستهداف مقّر قيادة الأركان بتل أبيب



القدس المحتلة / سما/

أثارت الضربة التي وجهها أمس الثلاثاء حزب الله بواسطة مسيراتٍ فشل جيش الاحتلال باعتراضها على شارع رقم أربعة، الواصل بين مدينتيْ نهاريا الشاطئيّة وعكا، عاصفةً سياسيّةً وأمنيّة وجماهيريّة في إسرائيل، حيث ارتفعت الأصوات المُطالبة بشنّ عدوانٍ استباقيٍّ على حزب الله، الذي أعلن مسؤوليته عن إطلاق الطائرات دون طيّارٍ، ولم يتوقّف الأمر عن هذا الحدّ، بل تعرّضت مدينة (كريات شمونة) لرشقاتٍ صاروخيّةٍ في ساعات المساء أسفرت عن إصاباتٍ واندلاع الحرائق، الأمر الذي زاد الطين بلّة.
 وفي هذا السياق، كشف المُحلِّل السياسيّ في القناة الـ 13 بالتلفزيون العبريّ، رفيف دروكر، النقاب عن أنّه تمّ تشديد الحراسة الشخصيّة على قادة الدولة العبريّة من أمنيين وسياسيين، كاشفًا النقاب عنت أنّ أحد التقديرات التي تتّم مداولتها في المؤسسة الأمنيّة يتعلّق بمحاولة حزب الله ضرب (الكرياه)، وهو مجمع رئاسة هيئة الأركان العامّة بجيش الاحتلال، والواقع في مدينة تل أبيب، وبالإضافة لذلك، محاولة استهداف شخصياتٍ اعتباريّةٍ في الكيان، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّه لأسبابٍ أمنيّةٍ “اعتذر” رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن القيام بزيارة مستوطنة المطلّة، التي باتت مستوطنة أشباحٍ.
 إلى ذلك، أكّد الجنرال بالاحتياط تسفيكا حايموفيتش، قائد الدفاعات الجويّة الإسرائيليّة السابق، في حديثٍ أدلى به للقناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ أنّه “لا يوجد لدينا أيّ حلٍّ لمُواجهة خطر الطائرات دون طيّار، ومنذ تسعة أشهر ونحن نحاول ولكن دون أربعة أمتار من فوق رأس أحد جدوى، مُشيرًا إلى أنّ المسيّرات التي سقطت بالقرب من نهاريا بالجليل الغربيّ أمس كانت على ارتفاع أربعة أمتارٍ فقط من رؤوس المواطنين، كما قال.

 من ناحيتها قالت قناة عبرية إنّ الطائرات المسيرة الانتحارية التي يطلقها (حزب الله) تمثل تهديدًا يتعذر على منظومة الدفاع الجويّ الإسرائيلية مواجهته.

 وأضافت القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ أنّه “بعد مرور تسعة أشهر على اندلاع الحرب، يقدم حزب الله، قدرات جديدة ضدّ الجيش الإسرائيلي، الذي يجد صعوبة في التعامل مع التهديد”.
 وأشارت إلى أنّه “إلى جانب تهديد الصواريخ والقذائف المضادة للدروع، يزيد حزب الله، من استخدام المسيرات الانتحارية (الانقضاضية) التي تتمكّن من اختراق الحدود (الإسرائيلية) وتسبب سقوط ضحايا وأضرار”.
 وبحسب القناة، “تشير تقديرات إلى أنّ حزب الله، يملك بضعة آلاف من الطائرات المسيرة تمكن من تهريبها إلى لبنان على الرغم من سنوات من الهجمات المنسوبة لإسرائيل على شحنات الأسلحة الإيرانية عبر سوريّة”.
 وأضافت أنّ الحزب “يطلق مسيراته التي تمتاز بحجمها الصغير للغاية على نطاقات قصيرة جدًا لبضعة كيلومترات فقط داخل الأراضي الإسرائيليّة، وعلى ارتفاعاتٍ منخفضةٍ ممّا يجعل من الصعب جدًا على سلاح الجو رصدها وإسقاطها”.
 ومضى التلفزيون العبريّ، الذي اعتمد على مصادر أمنيّةٍ وازنةٍ في تل أبيب، مضى قائلاً: “تبينّ أكثر من مرة أنّ الطائرات المسيرة التي اخترقت إسرائيل لم يكتشفها نظام المراقبة على الإطلاق، وأنّ مَنْ عثر عليها في النهاية كانوا مواطنين إسرائيليين”.
ومن المفترض أنْ يعترض هذه المسيرات نظام دفاعي إسرائيلي متعدد الطبقات يتضمن مجموعة من بطاريات القبة الحديدية والطائرات والمروحيات الحربية.
لكن “حتى الطائرات المقاتلة المزودة بصواريخ جو-جو المتقدمة فيصعب عليها اعتراض المسيرات بسبب الارتفاع المنخفض والسرعة البطيئة وصغر حجم الطائرة المسيرة”، وفق لتلفزيون العبريّ.

وتشير تقديرات معهد (علما) الإسرائيليّ للدراسات، إلى أنّ (حزب الله) يمتلك أكثر من 2000 طائرة مسيرة من مختلف الأنواع، تمكن من إنتاج بعضها بنفسه بمساعدة إيرانية، مُوضحةً أنّ المسيرة الرئيسية التي يستخدمها (حزب الله) في هجماته ضد إسرائيل هي (المرصاد)، وهذه نسخة من طائرة (أبابيل) الإيرانية.
وأوضحت أنّ الحديث يدور عن “مسيرة صغيرة برأس حربي يتراوح وزنه بين 20 و40 كيلوغرامًا، وتصل سرعتها إلى حوالي 200 كلم/ ساعة”، لافتةً إلى أنّ “تشغيل المسيرات الإيرانية بسيط نسبيًا، فهي أدوات طيران صغيرة وغير معقدة، ومعظمها مزود بنظام تحديد المواقع ونظام التوجيه بالقصور الذاتي”.
وأضافت القناة في تقريرها: “أي أنّ طاقم المشغلين يقوم بتغذية المسيرة الانتحارية ومن ثمّ إطلاقها باتجاه إسرائيل ومن هنا تشق طريقها بشكل مستقل حتى لحظة اصطدامها بالهدف”.
وفيما يطلق (حزب الله) عدة مسيرات انتحارية يوميًا واحدة تلو الأخرى، تتزايد المخاوف في إسرائيل من إطلاقه سربًا من هذه المسيرات بشكلٍ مفاجئٍ، على غرار وابل الصواريخ والمسيرات التي أطلقتها إيران تجاه إسرائيل، في نيسان (أبريل) الفائت.
وجدير بالذكر أنّه في 14 نيسان (أبريل) الماضي، شنّت إيران هجومًا ضدّ إسرائيل بمئات الصواريخ والطائرات المسيرة، قالت تل أبيب إنها صدته بنجاح بدعم من شركائها الدوليين.
وتابعت القناة: “على عكس ليلة الصواريخ الإيرانية، فإنّ مثل هذه الحالة (إطلاق حزب الله سربًا من المسيرات الانتحارية) ستكون أكثر صعوبة بسبب الكمية والطيران المنخفض والمدى القصير الذي يؤثر على مدة الكشف والإنذار”.
واختتم التلفزيون العبريّ تقريره: “رغم تأكيد الجيش أنّه استعد لمثل هذا السيناريو فإنّه لا بد من الاستعداد لاحتمال أنه في أحداث من هذا النوع سيكون هناك عدد لا بأس به من الطائرات المسيرة الانتحارية التي ستنجح في اختراق الجدار الدفاعي الإسرائيليّ”.
يُشار إلى أنّ الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أكّد في خطابه أمس الثلاثاء أنّ التأخر بالردّ على جريمة اغتيال القياديّ في الحزب، فؤاد شكر، هو جزءٌ من الردّ على ذلك، أيْ أنّ توقيت الردّ الحتميّ ما زال غير معروفٍ.