انتقد عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكونغرس، متهما إياه بالاستخفاف بعقول من يسمعه.
ونشر الرشق على حسابه في "تلغرام" تعليقا مقتضبا قال فيه: "خطاب المحرم نتنياهو.. حفلة أكاذيب.. واستخفاف بعقول العالم".
وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أنها تابعت خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الأمريكي يوم الأربعاء، مشددة على عدد من البنود.
وقالت "حماس" في بيان، أولا: "كان الأولى اعتقال نتنياهو كمجرم حرب وتسليمه لمحكمة الجنايات الدولية بدلا من إعطائه فرصه لتلميع وجهه أمام العالم والتغطية على عمليات القتل الجماعي والتطهير العرقي في قطاع غزة".
ثانيا: "في الوقت الذي يقود فيه رئيس حكومة الاحتلال الإرهابي حربا وحشية تستهدف إبادة شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، وتُنتَهَك فيها كافة القوانين الدولية والأعراف والمعاهدات الإنسانية التي صمِّمت لحماية المدنيين، بما لم يشهد له التاريخ الحديث مثيلا؛ يستقبِل الكونغرس الأمريكي كلمة من مجرم الحرب نتنياهو، يكرر فيها الدعاية الهابطة والأكاذيب التي ساقها قبل أكثر من تسعة أشهر، وثَبُتَ بطلانها، واتخذها ذريعة لارتكاب أفظع الجرائم بحق النساء والأطفال والشيوخ في قطاع غزة".
ثالثا: "حاول نتنياهو اللعب على وتر دغدغة العواطف وقلب الحقائق والترويج لروایات کاذبة حول السابع من أكتوبر، بينما التحقيقات الإسرائيلية والدولية أكدت كذب هذه الادعاءات وأكدت على ارتكاب الجيش الإسرائيلي جرائم قتل جماعي للمدنيين الإسرائيليين في غلاف غزة".
رابعا: "خطاب نتنياهو يعكس عمق أزمته العسكرية والأمنية والدولية، حيث حاول التغطية عليها علنا بفلسفة الهزائم التي تكبدها جيشه في غزة، والترويج لانتصارات وهمية بتحريره عددا من الأسرى، متناسيا المجازر المروعة التي ارتكبها بحق المدنيين في رفح والنصيرات في أثناء تحريرهم".
خامسا: "إن حديث نتنياهو عن جهود مكثفة لإعادة الرهائن محض كذب وتضليل للرأي العام الإسرائيلي والأمريكي والعالمي، في حين أنه هو من أفشل كل الجهود الرامية لإنهاء الحرب وإبرام صفقة إطلاق سراح الأسرى، رغم جهود الوسطاء المتواصلة من الأشقاء في مصر وقطر، ورغم المرونة والإيجابية التي أبدتها الحركة، ما يحمّله المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذا الموقف، وعن مصير الأسرى في قطاع غزة".
سادسا: "كل التقارير الحقوقية والإنسانية والدولية أكدت على ارتكاب نتنياهو وجيشه عمليات قتل جماعي وتطهير عرقي في غزة لم تشهده الحروب العالمية المعاصرة، واستخدام سلاح التجويع ومنع وصول المساعدات وحرق وتدمير معبر رفح البري وقتل العديد من العاملين في المجال الإنساني ما هو إلا تأكيد على كذب ادعاءاته حول دخول المساعدات إلى سكان القطاع".
سابعا: "إن واشنطن، بمواصلتها تقديم كل سبل الدعم السياسي والعسكري للاحتلال، ومنح حكومة الإرهابيين الصهاينة، الغطاء اللازم للإفلات من العقاب، وإتاحتها منبر الكونغرس لغسل أيدي مجرمي الحرب الفاشيين من دماء الأطفال الأبرياء بدلا من محاسبتهم على جرائمهم ضد الإنسانية؛ إنما تؤكد شراكتها الكاملة في الانتهاكات البشعة التي ترتكب في قطاع غزة، من حرب إبادة وتجويع وتدمير لكل مناحي الحياة، يشهدها العالم بالصوت والصورة".
ثامنا: "نؤكد في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن تصورات مجرم الحرب نتنياهو حول مستقبل قطاع غزة، هي محض أوهام وخيالات يحاول تسويقها، فشعبنا الفلسطيني هو وحده من يملك تقرير مصيره، ويحدد من يحكمه، وقد قرَّر الالتفاف حول خيار المقاومة، ومواجهة الاحتلال في كافة أماكن وجوده، حتى كنسه عن أرضنا الطاهرة، وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".
تاسعا: "إن هجوم نتنياهو على محور المقاومة يعكس عمق أزمته العسكرية والأمنية جراء الجبهات المفتوحة والذي يستدعي المزيد من كل الساحات والجبهات إلحاق الهزيمة في الكيان الصهيوني المجرم".
عاشرا: "ندعو الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي إلى ضرورة إعلان موقفها برفض الاحتلال والعمل على إنهائه بكل السبل، ودعم صمود شعبنا الفلسطيني ومقاومته حتى يتمكن شعبنا من ممارسة حقه في العودة وتقرير المصير بموجب القانون الدولي الذي ينتهكه الاحتلال الصهيوني النازي".
واختتمت الحركة بيانها قائلة إن "شعبنا الفلسطيني الصابر المرابط ومقاومته الباسلة البطلة، الذين يواجهون حربا وحشية تشكل ذروة محاولات الاحتلال الفاشلة لاستئصاله، والتي تمتد لأكثر من ستة وسبعين عاماً؛ سيواصلون، ومعهم كل قوى المقاومة وأحرار العالم، تصدّيهم لهذا العدوان الفاشي حتى كسره، ودحره عن أرضنا ومقدساتنا".
يذكر أن هذه هي المرة الرابعة التي يخاطب فيها نتنياهو الكونغرس الأمريكي في رقم قياسي بالنسبة إلى زعيم أجنبي، وهو أمر عادة ما يكون مخصصا للقادة الذين يُجرون زيارات دولة، وسط ترجيحات بأن يكون خطاب نتنياهو موجها كذلك للداخل الإسرائيلي حيث يلاقي نتنياهو معارضة متصاعدة على خلفية إدارته للحرب.
واللافت أن نتنياهو ليس موجودا في واشنطن بدعوة من البيت الأبيض، بل بدعوة من القادة البرلمانيين الجمهوريين الذين انضم إليهم القادة الديمقراطيون على غير رغبة منهم، في ظل الخلاف بين نتنياهو والبيت الأبيض على خلفية الانتقادات العلنية التي وجهها نتنياهو لإدارة بايدن رغم الدعم المطلق الذي قدمته لإسرائيل خلال الحرب.
وتغيب نائب الرئيس كامالا هاريس، عن الكونغرس متذرعة بضيق الوقت، على الرغم من أنها هي من يجب أن يرأس الجلسة وفق البروتوكول. وندد عدد من الديمقراطيين بسلوك نتنياهو في الحرب على غزة والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص معظمهم من النساء والأطفال.
وزعم نتانياهو في خطابه أن المحتجين على الحرب في غزة "أغبياء تستفيد منهم إيران"، معتبرا أن طهران تموّل التظاهرات.
وقال إن أعداء إسرائيل هم أيضا أعداء الولايات المتحدة، مشددا على أنه "عندما نقاتل إيران، نقاتل العدو الأكثر تطرفا وإجراما للولايات المتحدة".
وأضاف "نحن لا نحمي أنفسنا فقط. نحن نحميكم... أعداؤنا هم أعداؤكم، معركتنا هي معركتكم، وانتصارنا سيكون انتصاركم".
إلى ذلك، ذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأربعاء أن عددا كبيرا من أعضاء الحزب الديمقراطي بالكونغرس الأمريكي قاطعوا خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي اليوم.
وفي السياق ذاته، أفادت وسائل إعلام أمريكية بأن شرطة الكابيتول شرعت برش رذاذ الفلفل في مواجهة المتظاهرين الذين حاولوا عبور الخط الذي أقامته الشرطة قبيل إلقاء نتنياهو الخطاب في الكونغرس.