وزيرٌ إسرائيليٌّ يدعو لاحتلال سيناء ولبنان والأردن وإسقاط قنبلة نوويّة على غزّة..

الخميس 04 يوليو 2024 11:38 ص / بتوقيت القدس +2GMT
 وزيرٌ إسرائيليٌّ يدعو لاحتلال سيناء ولبنان والأردن وإسقاط قنبلة نوويّة على غزّة..



القدس المحتلة / سما/

هل توجد لإسرائيل خريطة رسميّة لحدودها الجغرافيّة؟، سؤال طالما هربت دولة الاحتلال ومسؤولوها السياسيون، منذ احتلال الأراضي الفلسطينية عام 1948، من الإجابة عنه، ويواصلون طوال 76 عامًا المراوغة، لكون حلمهم أكبر من الواقع بكثير.

 وبحسب آباء الصهيونية وكذلك آباء اليهود المتطرفين، فإنّ الحدود المتخيلة لإسرائيل ليست ضمن نطاق فلسطين التاريخية فقط، وإنّما تتجاوز ذلك، فالعلم الإسرائيليّ يُميّزه من الأعلى والأسفل خطان أزرقان متوازيان يشيران إلى أنّ حلم الدولة الكبرى ممتد بين نهريْ النيل في مصر والفرات في العراق.
 وفي هذا السياق، أعاد وزير التراث اليمينيّ المتطرف عميحاي إلياهو، من حزب (القوّة اليهوديّة) بقيادة الوزير الإرهابيّ إيتمار بن غفير، نشر تغريدة تروج لبضائع تدعو إلى احتلال شبه جزيرة سيناء، بعد أكثر من أربعة عقود من “إعادة” إسرائيل شبه الجزيرة إلى مصر ضمن معاهدة السلام التاريخيّة بين البلديْن عام 1979.
ودعت تغريدة للمستخدمة أيليت لاش الجمهور إلى شراء قميص مطبوع عليه ما يفترض أنّه خريطة لإسرائيل، تشمل الضفة الغربية وغزة وسيناء، مع شعار “الاحتلال الآن”.
 كما تضمنت رابطًا لموقع إلكتروني يبيع بضائع عليها شعار (الاحتلال الآن) ويدعو إلى توسيع السيادة الإسرائيلية في سيناء وجنوب لبنان، وفي نهاية المطاف الأردن، وجاء في المنشور الأصلي الذي روج له إلياهو “الشعب يطالب بالاحتلال! الاحتلال الآن”.
 وقالت مجلّة (تايمز أوف إسرائيل) إنّ المتحدّث الرسميّ بلسان الوزير العنصريّ والفاشي لم يرُدّ، وأيضًا المتحدث باسم وزير الأمن القومي الإرهابيّ إيتمار بن غفير، لطلبات التعليق، وبن غفير هو زعيم حزب (عوتسما يهوديت) اليميني المتطرف الذي ينتمي إليه إلياهو. ورفض ديوان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التعليق عندما سئل عن رأيه بمنشور الوزير.
 جدير بالذكر أنّ وزير الخارجية المصري سامح شكري كان قد في وقتٍ سابقٍ من هذا العام إنّ القاهرة ملتزمة بمعاهدة السلام مع إسرائيل على الرغم من المخاوف بشأن العمليات العسكرية الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة، الذي يحد كل من مصر وإسرائيل.
 ويُشار في هذا السياق إلى أنّ الوزير إلياهو أطلق العديد من التصريحات المثيرة للجدل في الماضي، بما في ذلك اتهام رؤساء أجهزة الأمن الإسرائيلية بالتمرد على الائتلاف الحالي، ووصف المتظاهرين المناهضين للحكومة بالأشرار، كما وصف محافظ بنك إسرائيل أمير يارون بأنّه وحشي.
 وأثار غضبًا دوليًا في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي عندما قال إنّه يمكن إسقاط قنبلة نووية على قطاع غزة، في تصريح وصفه نتنياهو بأنّه “منفصل عن الواقع”.
 وقد استشهدت جنوب أفريقيا لاحقًا بهذا التصريح في قرار يتهم إسرائيل بالإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية، مما دفع إلياهو إلى التباهي في وقتٍ لاحقٍ بأنه “حتى في لاهاي يعرفون موقفي”، على حدّ تعبيره.
 وفي مقابلة مع (تايمز أوف إسرائيل) مؤخرًا، هاجم إلياهو، وهو نجل الحاخام الرئيسي لمدينة صفد شموئيل إلياهو وحفيد الحاخام السفارادي الرئيسي الراحل مردخاي إلياهو، المجتمع الدولي لاعتراضه على الهجرة الفلسطينية الطوعية من غزة وعودة الاستيطان الإسرائيليّ في القطاع.
 وأضاف: “حيثما يوجد استيطان، سيكون هناك أمن. لا تتحدث إلى الناس من مكان ضعف. ومن الأفضل العودة إلى المستوطنات بدلا من الحرب والقتل”.
 ومن الجدير ذكره أنّ الدعوات فيما يُسّمى بأوساط اليمين السياسيّ منذ السابع من أكتوبر الماضي تزايدت لإعادة إنشاء المستوطنات التي تمّ إخلاؤها خلال الانسحاب الإسرائيليّ من غزة عام 2005.
وقد حضر 11 وزيرًا و15 نائبًا من الائتلاف، بمن فيهم إلياهو، مؤتمرًا في كانون الثاني (يناير) الماضي يدعو إلى إعادة بناء المستوطنات الإسرائيلية اليهودية في قلب قطاع غزة.
 وقد بدأ بعض الإسرائيليين أيضًا في الدعوة إلى ضمّ جنوب لبنان والاستيطان فيه في الأشهر الأخيرة، وعقدوا الأسبوع الماضي مؤتمرًا في تل أبيب بمشاركة وزراء ونوّاب في الكنيست حيث عرضوا المشروع وتحدّثوا عن الخطط المستقبليّة لإخراجه إلى حيّز التنفيذ.
 ووافق المجلس الأمنيّ على إضفاء الشرعية على خمس بؤرٍ استيطانيّةٍ في الضفة الغربيّة المُحتلّة والمضي قدمًا بخططٍ لبناء أكثر من 6 آلاف وحدةٍ سكنيّةٍ استيطانيّةٍ جديدةٍ.
 وفي الختام وجب الإشارة إلى أنّ قضية الوطن البديل للفلسطينيين، أيْ إقامة الدولة الفلسطينيّة في المملكة الهاشميّة، تعيش في عقول وأذهان وقلوب شرائح واسعة من المجتمع الصهيونيّ في دولة الاحتلال، وكان النائب السابِق بالكنيست، البروفيسور أرييه إلداد قد طالب بإجراء استطلاعٍ في الأردن، لمعرفة رأي الشعب الأردنيّ حول مخطط الوطن البديل، طبقًا لأقواله.