فيما تجددت الغارات الأمريكية البريطانية على مديرية الصليف في محافظة الحديدة غربي اليمن، قال زعيم جماعة «أنصار الله»، عبد الملك الحوثي، أمس الخميس، إنهم استهدفوا، خلال هذا الأسبوع، ثماني سُفن بعشر عمليات نُفذت بـ 26 صاروخًا بالستيًا ومجنحًا ومسيّرة وزورقا. وأوضح أن «من أبرز هذه العمليات استهداف حاملة الطائرات «إيزنهاور» الأمريكية للمرة الثالثة شمال البحر الأحمر بالصواريخ ومطاردتها».
وفيما اعتبرت وكالة أسوشيتد برس، أمس الخميس، ما تواجهه البحرية أنه أشد قتال بحري منذ الحرب العالمية الثانية، تدرس الفلبين التي لم تعترف حتى الخميس بمقتل أحد بحارتها في السفينة التي أُعلن غرقها مؤخرًا في البحر الأحمر، إمكانية «حظر جميع البحارة الفلبينيين مؤقتًا من ركوب السفن التي تمرّ عبر الممرات المائية المصنفة على أنها مناطق شديدة الخطورة».
وقال زعيم الحوثيين في خطاب متلفز، إن «إجمالي السفن المستهدفة والمرتبطة بالعدو الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني تبلغ 153 سفينة».
ويستهدف الحوثيون منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي السفن المرتبطة بإسرائيل، أو المتجهة إلى موانئها، وأضافوا لاحقا السفن التي سبق لشركاتها اختراق قرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة؛ وذلك «تضامنًا مع غزة»، التي تتعرض لعدوان إسرائيلي بدعم أمريكي، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
مع تجدد الغارات الأمريكية على الحُديدة
وأشار زعيم الحوثيين إلى السفينة المملوكة لليونان «توتور»، التي غرقت مؤخرًا في البحر الأحمر، «بعد عملية نوعية للقوات البحرية (التابعة للجماعة)».
وقال: «إن منتسبي البحرية تمكنوا من الصعود إلى السفينة، وقاموا بتفخيخها وتفجيرها بعد إصابتها بزورق حربي».
وأشار إلى أن هناك سفينة أخرى «توشك على الغرق في خليج عدن».
وتعرّضت السفينة «فيربينا»، المملوكة لشركة أوكرانية، لهجوم صاروخي، ما أدى لاشتغال حريق فيها، حسب بيان للمتحدة العسكري باسم الحوثيين، العميد يحيى سريع، في 13 يونيو/حزيران.
وذكرت مصادر ملاحية أن طاقم السفينة غادرها بعد العجز عن احتواء الحريق، حتى باتت السفينة التي تحمل شحنة مواد بناء خشبية، تنجرف وعُرضة للغرق في خليج عدن.
وأشار زعيم الجماعة التي تسيطر على شمال ووسط اليمن، إلى أن قواتهم حرصت «على استمرار عمليات الإسناد للمقاومة الفلسطينية، حتى في يوم عيد الأضحى المبارك».
وقال إن «تأثير العمليات البحرية كبير ومتصاعد على الأمريكي والبريطاني، وأصبح العجز في منع العمليات واضحًا ومعترفًا به في أوساط الأعداء».
وعلى صعيد الغارات الأمريكية البريطانية، ذكر عبد الملك الحوثي أن عدد الغارات خلال هذا الأسبوع «بلغت 24 غارة نُقّذت على اليمن، ولم يكن لها أي تأثير».
في سياق متصل، ذكرت قناة المسيرة التابعة للجماعة، أمس الخميس، أن الطيران الحربي الأمريكي والبريطاني عاود استهداف محافظة الحديدة غربي اليمن.
وقالت إن «طيران العدوان الأمريكي البريطاني شنّ غارة على مديرية الصليف».
كما أعلن الجيش الأمريكي أن قوات القيادة المركزية العسكرية في الشرق الأوسط (سنتكوم) نجحت، خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، في تدمير سفينتين سطحيتين غير مأهولتين تابعتين للحوثيين في البحر الأحمر. وأضاف، في بيان على منصة إكس، أن قواتهم «نجحت في تدمير محطة تحكم أرضية وعقدة قيادة وسيطرة واحدة في منطقة يسيطر عليها الحوثيون في اليمن».
إلى ذلك، وزّعت جماعة « أنصار الله»، مساء الأربعاء، مقاطع فيديو لما قالت إنها عمليات استهداف سفينة «توتور» في البحر الأحمر بزورقين مسيّرين، ما أدى لإغراقها.
وقال بيان للقوات البحرية التابعة للجماعة، إنه «تم استخدام عدة أسلحة بحرية في استهداف وإغراق السفينة توتور من بينها أسلحة تستخدم للمرة الأولى (دون مزيد من التفاصيل)».
ويأتي الهجوم، وفق تقرير لوكالة اسوشيتد برس، أمس الخميس، «على الرغم من الحملة التي قادتها الولايات المتحدة لمدة أشهر في المنطقة، والتي شهدت مواجهة البحرية لأشد قتال بحري منذ الحرب العالمية الثانية، مع هجمات شبه يومية تستهدف السفن التجارية والسفن الحربية».
إلى ذلك، تدرس الفلبين التي لم تعترف حتى الخميس بمقتل أحد بحارتها في السفينة التي أُعلن غرقها مؤخرًا في البحر الأحمر، إمكانية «حظر جميع البحارة الفلبينيين مؤقتًا من ركوب السفن التي تمر عبر الممرات المائية المصنفة على أنها مناطق شديدة الخطورة أو حربية من قبل منتدى المفاوضة الدولي».
ونقلت وكالة الأنباء الفلبينية، الخميس، عن النائبة في قائمة حزب العمال الفلبينيين في الخارج (أو إف دبليو)، ماريسا ماجسينو، قولها إن «الحظر المؤقت المخطط له على البحارة الفلبينيين في المناطق الساخنة يجب دراسته بعناية لضمان سلامة البحارة».
وأضافت: «يجب أن ندرس هذا كخيار، جنبًا إلى جنب مع أصحاب المصلحة في الصناعة البحرية. إذا كان هذا سيجعل أصحاب السفن حذرين بشكل مضاعف وأكثر وعيًا بسلامة طاقمهم، فسندعم الحظر المؤقت».