بينما قدمت الولايات المتحدة خطة لوقف إطلاق النار لإنهاء الصراع بين إسرائيل و”حماس”، دعا وزير الخارجية الفرنسي الأسبق جان إيف لودريان، خلال مقابلة مع قناة BFMTV، إلى “التسريع” في الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
لودريان، المبعوث الخاص الحالي للرئيس الفرنسي إلى لبنان، قال: “يجب التحرك بشكل أسرع […] ليس هناك ما هو أسوأ من حال شعب بلا مصير وبلا أفق. يجب أن نعطي وجهة نظر أخرى غير “حماس”. ومن الواضح أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يجب أن يتم مع السلطة الفلسطينية”.
كما اعتبر جان إيف لودريان أنه يجب أيضًا “المضي قدمًا بشكل عاجل في تنفيذ” الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب في قطاع غزة، قائلاً: “يجب السماح بإجراء مفاوضات للتوصل إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن. إنه أمر ضروري للجميع، وضروري لأمن المنطقة، ولمستقبل إسرائيل والشعب الفلسطيني. لقد أصيبوا بصدمة نفسية وكدمات بسبب كل ما يحدث”.
كما اعتبر وزير الخارجية الفرنسي السابق أن القصف الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة لا يخدم “مصلحتها”، واصفاً ما حدث بأنه “مذبحة”.
وكان جان إيف لودريان قد شدّد، في مقابلة مع صحيفة “لو باريزيان” الفرنسية، نُشرت قبل بضعة أيام، على أن الاعتراف بدولة فلسطين “أصبح ضرورياً“، معتبراً أنّه بدون هذه الخطوة، التي من شأنها أن “تعطي قوة جديدة للحل السياسي الوحيد الممكن”، فإن الشرق الأوسط سيظل في “حرب لا نهاية لها”، والتي “تضرب المواطنين الفلسطينيين بشكل عشوائي”.
من جانبه، صرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأسبوع الماضي، أن باريس على استعداد للاعتراف بالدولة الفلسطينية، على غرار مدريد ودبلن وأوسلو، لكنّه شدد، في الوقت نفسه، على أنه لا يريد الاستسلام لـ” العاطفة”، معتبراً أن هذا الاعتراف “يجب أن يأتي في وقت مفيد”.
بعد ذلك، دعا الرئيس ماكرون الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في مكالمة هاتفية، إلى “مباشرة إصلاحات حيوية” في السلطة الفلسطينية، تمهيداً “للاعتراف بدولة فلسطينية”، وفق قصر الإليزيه.
وأشار ماكرون إلى أن فرنسا “تريد سلطة فلسطينية يتم إصلاحها وتعزيزها قادرة على ممارسة مسؤولياتها على كل الأراضي الفلسطينية، بما يشمل قطاع غزة، وبما يصب في مصلحة الفلسطينيين”.
وكان العديد من المثقفين والناشطين ورجال الأعمال الفرنسيين قد دعوا، في مقال على شكل نداء في صحيفة ” لوموند”، الرئيسَ الفرنسي، هذا الأسبوع، إلى الاعتراف بدولة فلسطين دون مزيد من التأخير، معتبرين أن هذا الاعتراف يجب أن يشكّل بالفعل الخطوة الأولى للمفاوضات التي ستؤدي إلى مرحلة تاريخية جديدة في المنطقة.
