جدد مئات الآلاف من اليمنيين، أمس الجمعة، في أكثر من عشر محافظات، مظاهراتهم التضامنية مع سكان قطاع غزة، مستنكرين استمرار جرائم الإبادة الجماعية التي يُمعن الاحتلال الإسرائيلي في ارتكابها للشهر الثامن على التوالي.
وقبل المظاهرات بساعات قليلة، كانت البحرية البريطانية قد أعلنت عن تلقيها تقريرًا عن إحباط محاولة اختطاف سفينة من قبل مسلحين مجهولين، على بُعد 195 ميلًا بحريًا شرق عدن.
وامتلأت جنبات ميدان السعبين في صنعاء بحشود ضخمة من المتظاهرين الذين تقاطروا من مديريات أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء ليؤكدوا وفاءهم ومناصرتهم للمحاصرين والمعتدى عليهم في قطاع غزة، وليجددوا بهتافاتهم الإدانة والاستنكار للجرائم والمجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي.
ورفع المتظاهرون العلمين الفلسطيني واليمني، وهتفوا بالشعارات التي تُدين مشاركة الولايات المتحدة في كل جرائم إسرائيل بحق الفلسطينيين، وتؤكد حاجة الأمة إلى التحرر من حالة الخنوع إلى استشعار المسؤولية تجاه نصرة قضيتها المركزية.
كما أكدوا أهمية المقاومة، باعتبارها الوسيلة الوحيدة والناجعة لتحرير فلسطين من دنس الاحتلال وردع جرائمه؛ منوهين بدور فصائل المقاومة وبسالتها في مواجهة همجية الاحتلال.
وأعربت الحشود عن الغضب والاستنكار لاستهداف إسرائيل معبر رفح، معتبرين استهداف المعبر ليس سوى مقدمة لشن عملية برية واجتياح المدينة واستمرار مسلسل جرائم الإبادة الجماعية.
وأكدت أن العدوان على رفح سيضاعف من معاناة سكان القطاع، وسيزيد من فداحة المأساة، ومواصلة الجرائم والمجازر، واستمرار الحصار والتجويع.
وأدانت استمرار التخاذل والتفريط من الأنظمة العربية والإسلامية إزاء تعاظم المأساة على الشعب الفلسطيني، وتصعيد الاحتلال على رفح. واحتشد المتظاهرون في عشرات الساحات في محافظات صعدة، وعمران، وحجة، وريمة، والمحويت، والحديدة، وذمار، والبيضاء، وإب، وتعز، ومأرب، والجوف، وغيرها من المحافظات، والتي أكد فيها المتظاهرون تضامنهم ومساندتهم لصمود غزة.
في السياق، شهد التوتر في البحر الأحمر، الجمعة، تصعيدًا لافتًا، تمثل في محاولة اختطاف سفينة في خليج عدن من قبل زورق يعتليه مسلحون، فشلت محاولتهم، وعادوا أدراجهم، عقب تبادل إطلاق النار مع الفريق الأمني التابع للسفينة.
وأكدت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية (يو كاي إم تي أو)، فشل محاولة اختطاف تعرضت له سفينة شرق مدينة عدن في اليمن. وقالت في تقرير موجز على منصة إكس إنها تلقت تقريرًا عن حادث وقع على بُعد 195 ميلاً بحريًا شرق عدن اليمن. “وأفاد ربان السفينة أن زورقًا صغيرًا اقترب من السفينة، وعلى متنه بين 5 أو 6 أشخاص يحملون أسلحة وسلالم”. وأضاف: “أطلق الأشخاص الذين كانوا على متن الزورق النار على السفينة، ثم رد الفريق الأمني المسلح بإطلاق النار، وأحبط محاولة الزورق الصغير الاقتراب من السفينة. تم الإبلاغ عن سلامة السفينة وطاقمها، وتتجه السفينة إلى الميناء التالي”.
وتتكرر، وبخاصة في خليج عدن وبحر العرب، محاولات اختطاف سفن منذ سنوات كامتداد لحالة الفوضى التي تشهدها الصومال، إلا أن استعداد كثير من السفن لمواجهة زوارق اللصوص من خلال تعزيز كفاءة فرقها الأمنية المسلحة، لا سيما جراء التوتر الحاصل، حال في أكثر من حادث، دون اعتلاء اللصوص ظهر السفينة، وبالتالي فشل محاولات الاختطاف في الغالب، بينما يتمكن اللصوص، في بعض الحالات، من اعتلاء السفينة والسيطرة عليها؛ إلا وجود قوات متعددة الجنسيات في تلك المياه، باعتبارها منطقة توتر، حال دون نجاح كثير من محاولات الاختطاف في الشهور الأخيرة.
الجدير بالذكر أن قوات بحرية أمريكية تدخلت خلال نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي في تحرير سفينة نفط اختطفها مسلحون. وفي عملية إنزال جوي تمكنت قوة أمريكية من اعتقال اللصوص وتحرير السفينة، التي تعرضت للاحتجاز في المياه الدولية قُبالة خليج عدن. كما تمكنت قوة خاصة من القوات البحرية الهندية، في يناير/ كانون الثاني الماضي، من تحرير سفينة “ليلا نورفولك” من قبضة اللصوص في بحر العرب، بعد أن وجهت السفينة نداء استغاثة، عن تعرضها للخطف، قُبالة السواحل الصومالية.
