الناصرة واصلت اسرائيل عبر اقطابها من المستويين السياسي والامني التهديد باجتياح قطاع غزة اذا لم تنجح حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في وقف الهجمات الصاروخية علي اسرائيلوحث وزير الامن الاسرائيلي ايهود باراك حماس علي كبح الفصائل التي تقف وراء ارتفاع وتيرة الهجمات علي اسرائيل، ملوحا باجراء اسرائيلي محتمل.وعبّر باراك في اثناء الكشف عن نظام اسرائيلي مضاد للصواريخ من المقرر نشره خارج قطاع غزة بحلول حزيران (يونيو) المقبل عن اعتقاده بان الايام الاخيرة عكست عجز حماس عن السيطرة على الهجمات المنشقة او اللجان الشعبية او حركة الجهاد الاسلامي التي تحاول خرق التهدئة.يشار الى انّ باراك يقصد القبة الحديدية وهي منظومة لاسقاط صواريخ حماس قبل وصولها الى الهدف، ولكنّ محللين عسكريين اسرائيليين عبّروا عن شكوكهم في ان تتمكن هذه المنظومة من اعطاء الرد الكافي والشافي على صواريخ حماس، خصوصا وانّه وفق المخابرات الاسرائيلية فقد تعاظمت قوة حماس العسكرية، وباتت تملك صواريخ بعيدة المدى تغطي اجزاء واسعةً من مدينة تل ابيب، علاوة على المدن الواقعة في الجنوب، او بمعنى آخر بات اكثر من مليون ونصف المليون اسرائيلي في مرمى صواريخ المقاومة الاسلامية من قطاع غزة.واضاف وزير الامن الاسرائيلي قائلا انّ حركة حماس تعزف عن محاولة الدخول في صدام مباشر اخر مع اسرائيل، وعبر عن امله في ان تبسط سيطرتها على القطاع والا فانّ الرد سيكون قاسيا.وكان قد استشهد ثلاثة نشطاء فلسطينيين من حركة الجهاد الاسلامي الاسبوع الماضي في غارة جوية اسرائيلية على قطاع غزة، وذلك بعد ساعات من توعد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو برد قوي علي اي هجمات من القطاع.من ناحيتها ذكرت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية الجمعة نقلا عن احد كبار ضباط الامن الاسرائيليين قوله: ان مصلحة حماس تكمن في استمرار الهدوء في القطاع، وهذا ما سيدفعها خلال ايام الي فرض الهدوء على الحدود مع اسرائيل وايقاف عمليات القصف التي تقوم بها عناصر مختلفة من التنظيمات الفلسطينية في القطاع. وفي الضفة الغربية هددت وزارة الخارجية الاسرائيلية بعدم تجديد التفويض الممنوح للمراقبين الدوليين في مدينة الخليل الذي يهدف الي مراقبة اي انتهاكات للقانون الدولي في هذه المدينة.ونسبت صحيفة "جيروزاليم بوست" الاسرائيلية، التي تصدر باللغة الانكليزية الجمعة الي نائب وزير الخارجية الاسرائيلية داني ايالون قوله: ينبغي ان تنظر الخارجية الاسرائيلية بدقة في قرار تمديد عمل المراقبين الدوليين في الخليل لستة اشهر قادمة، مشيرا الي ان مستقبل هذا البرنامج غير مضمون ولن تقوم الحكومة الاسرائيلية بتجديده تلقائيا.علاوة على ذلك، فانّ الدولة العبرية تتهم المراقبين بانّهم منحازون للفلسطينيين على حساب قطعان المستوطنين في مدينة خليل الرحمن.وفي سياق متصل اعلن بنحاس والترشتاين احد قادة المستوطنين اليهود في الضفة استقالته من مهامه احتجاجا علي صمت زملائه في ما يُسمى بمجلس ييشاع، اي مجلس المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، وهي الهيئة التمثيلية لمستوطني الضفة الغربية عند تعرض بعض قادة المستوطنين لهجمات من قبل المتطرفين، متهما زملاءه بعدم تبني مواقف بعيدة بما يكفي من المتطرفين.على صلة بما سلف، قال قائد المنطقة الجنوبية السابق، الجنرال في الاحتياط، يوم طوف سامية انّ الحرب في الجنوب لم تنته والمواجهة المقبلة مع حركة حماس حتمية.واضاف سامية في مقابلة مع اذاعة الجيش الاسرائيلي الجمعة: نحن امام جولة اخرى في غزة، اشك في ان حماس ستسلم فجأة او تغير طريقها دون ان تتلقى ضربة اكثر جدية من تلك التي تلقتها في حملة (الرصاص المصبوب)، ضربة اكثر تركيزا وكثافة، ذات نتائج بعيدة الامد، تشمل السيطرة على مناطق معينة في غزة، بحيث تدرك حماس انها ستخسر تلك المناطق نتيجة لاستفزازها، يجب خلق وضع ينفذ فيه اوكسجنيها، على حد وصفه.وتابع: في السنة الاخيرة ساد هدوء نسبي، استغله الجيش بشكل جيد للتدريبات، وتنظيم قواته وعمليات اخرى، وزاد قائلا: كلنا نسمع ونرى انه يوجد اجواء تصعيد. يمكن ان يكون هذا التصعيد بنظر حماس جزءا لا يتجزأ من صراعهم مع المصريين في مسألة الجدار الفولاذي، ويمكن انهم يحاولون حرف الانظار عن مركز الاحداث، الا انني اشعر ان المصريين هذه المرة ، ياخذون اخيرا مسالة الجدار مع غزة على محمل الجد.وتابع الجنرال الاسرائيلي: الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس (ابو مازن) وفتح ضعيفان، وبالتأكيد يعانيان من ضعف شديد في قطاع غزة او انهما غير قائمين، ولكن بالنسبة لمحمود عبّاس فالاحتمال الاكثر رجوحا للعودة للحكم هو القيام بخطوة حاسمة وصعبة وجادة، تطيح بحماس عن مسرح قيادته في قطاع غزة، على حد قوله.